الأربعاء 15 مايو 2024

«الهلال اليوم» تحاور أول مغامر مصري وعربي من ذوي الاحتياجات الخاصة

9-5-2017 | 22:54

قال مازن حمزة أول مغامر مصري وعربي متحدٍ للإعاقة في حواره لـ " الهلال اليوم " إن الهدف من وراء مغامراته التي يقوم بها من تسلق أعالي قمم الجبال،هو إثبات أن ذوي الاحتياجات الخاصة يستطيعون أن يحققوا الإنجازات مثل الأصحاء، ومن ثم يجب على المجتمع أن يسمح لهم بالاندماج داخله باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من نسيجه، إضافة إلى دعم السياحة المصرية عبر رسائل السلام التي يحملها معه من فوق قمم الجبال لجميع دول العالم.

وتمنى مازن أن يسجل رقما قياسيا باسم مصر في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد صعوده لأعلى قمة جبال في إفريقيا. 

*- بداية مَن هو مازن حمزة في سطور؟

--- ولدت بالعراق لأم وأب مصريين أثناء حرب الخليج، ونظرا لظروف الحرب والتنقل من مكان لآخر لكي أصل وأسرتي لمصر لم أتلق جرعات التطعيم بانتظام، في حين تلقيت جرعة تطعيم فاسدة تسببت في إصابتي بضمور كامل بالجسم، ومن ثم ذهبت للعلاج في تركيا حتى بدأ يتدفق الدم لجسمي ماعدا ساقي اليمنى التي أصيبت بشلل الأطفال ، ومن ثم أجريت العديد من العمليات الجراحية فيها ولكنها لم تنجح، أبلغ من العمر 29 عاما ، وأقيم بمنطقة الإمام الشافعي بمصر القديمة، وأعمل موظفا بالهيئة العامة للتخطيط العمرانى، وأدرس حاليا بكلية الإعلام تعليم مفتوح، أعشق المغامرة وخاصة صعود الجبال المرتفعة والشاهقة، ومهتم بالعمل الحقوقي خاصة حقوق ذوي الإعاقة، ودشنت عدة مبادرات من أجل سكان المقابر.

*- استطعت أن تحول الإعاقة لتجربة ناجحة يشهد لها الجميع، كيف كان ذلك؟

--- حينما عدت إلى مصر أصر والداي على ممارسة حياتي بشكل عادي، فتلقيت تعليمي في المدرسة ومارست الرياضة والسباحة وشاركت ضمن فريق الكورال بدار الأوبرا،وقمت بإجراء عملية لساقي في المرحلة الإعدادية، ولكن لم تنجح كما أشرت مسبقا، ورغم ذلك لم أشعر باليأس، فاعتمدت على "العكاز" حتى المرحلة الثانوية إلى أن قررت العودة للرياضة والتخلي تدريجيا عنه، من هنا جاءت الانطلاقة لاستكمال مشوار حياتي وتحقيق أحلامي، حيث شاركت في تأسيس فرقة استعراضية غنائية تسمى"الإمام الشافعي لفنون الشارع" مع مخرج صديق لي بهدف استرجاع فن مسرح الشارع.

*- كيف ومتى ومن أين جاءت فكرة المغامرة معك؟

--- بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011 ، التي كنت أحد الشباب المشارك فيها ، شرعت كل فئات المجتمع بالسعي للحصول على حقوقها ، لكن كان هناك فئة مهمشة لم ينظر إليها أي مسئول، فقررت باعتباري أحد المنتمين لهذه الفئة تبني قضية الحصول على حقوقهم ، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة عما قام به الكثيرون ، فاستغللت حبي وشغفي في القيام بالمغامرات للفت الانتباه لحقوق هذه الفئة المعزولة عبر القيام بالمغامرات، فكانت مغامرتي الأولى الصعود لهرم خوفو بمفردي، ورفعت لافتة مكتوبا عليها "أين حقوق ذوي الإعاقة ؟"، وعلي الرغم من تعرضي لمواقف حرجة بسبب الصعود لقمة هذا الهرم إلا أني منذ ذاك شعرت بقدرتي على إحداث التغيير، خاصة بعدما لفتت تلك المغامرة أنظار الإعلام والصحافة العالمية، ففكرت في توظيف هذا الحدث بشكل أفضل لخدمة قضية ذوي الإعاقة، فجهزت لمغامرة أخرى وهي الصعود لثاني أعلي قمة جبل في مصر، جبل موسي بسانت كاترين، التي شاركني فيها مجموعة من الصحفيين الإيطاليين ليدعموني.

*- إذا قمت بالعديد من المغامرات هل أطلعتنا عليها؟

--- نعم قمت بالعديد من مغامرات صعود قمم الجبال الشاهقة، بالإضافة لتدشين والمشاركة في عدد من المبادرات، فعلى صعيد تسلق الجبال قمت في 2012 بتسلق هرم خوفو، ونجحت في ذلك،وفى 2013 صعدت جبل سانت كاترين أعلى قمة جبلية فى مصر، وكانت درجة الحرارة وقتها 4 تحت الصفر ، أما فى 2014 سافرت إلى سويسرا وتسلقت “جبال الألب” عبر مسابقة لإحدى شركات الاتصالات العالمية ،وسط حفاوة كبيرة من الحكومة السويسرية، وأخيرا في أكتوبر 2016 سافرت إلى المغرب واستطعت تسلق أعلى قمة جبلية فى الوطن العربى جبل " توبقال " التي يطلق عليها جبال " الموت".

أما على مستوى المبادرات فقمت في عام 2013 بتدشين مبادرة اسمها " قفزة الثقة "،وهي القفز من أعلى نقطة فوق كوبري قصر النيل في المياه لتوجيه رسالة إلى النظام القائم في ذلك الوقت " الإخوان المسلمون " بالاهتمام بذوي الإعاقة، هذه القفزة جمعت 10 أشخاص من مختلف أطياف المجتمع منهم الفلاح والعامل والمهندس والضابط والدكتور .. ،وكنت أنا ممثلا لذوي الاحتياجات الخاصة فيها،وكذلك شاركت في 2016 في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها قامت بتنظيمها مؤسسة "زيي زيك" احتفالا باليوم العالمي للإعاقة ، حيث تم تنظيم غطسة دامجة بمياه شرم الشيخ لأشخاص من ذوى الإعاقات المختلفة، لنشر رسالة دمج وتمكين داخل المجتمع باعتبارهم جزءا لا يجزأ من الشعب المصري، وفي نفس الوقت كانت دعوة عالمية لجذب ذوي الإعاقة بالعالم للسياحة في مصر ، وفي ١٨ مارس ٢٠١٧ دشنت مبادرة بعنوان " مصر متاحة" وكانت عبارة عن حدث يتم تنظيمه لأول مرة بمصر والعالم  حيث صعد عدد من مختلفي الإعاقات قمة جبل موسى بسانت كاترين ، تدعيما للسياحة المصرية ، مع إرسال رسالة إلى كل دول العالم بأن مصر آمنة ومتاح زيارتها في أي وقت، وذلك بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ومحافظة جنوب سيناء ، وبعض الشركات ومؤسسات المجتمع المدني.

*- وما الهدف الذي تسعي لتحقيقه من وراء تلك المغامرات؟

--- أسعي لتوصيل رسالة تحمل معاني الحب والأمن والسلام من مصر لدول العالم لدعوتهم لزيارة مهد الحضارة والتاريخ، كما أسعى لتحريك الأمل والطموح داخل كل صاحب إعاقة ليخرج أفضل ما لديه في صورة إنجاز،وكسر صورته الذهنية السلبية عن نفسه، إضافة إلى إثبات أن ذوي الإعاقة لديهم طموح لا حدود له، مثلهم مثل الأصحاء، ولا تمنعهم الإعاقة من تحقيق طموحهم، ويستطيعون أن يكونوا رقما واحدا في مجالات مختلفة، مثل الرياضة لأنها تزيد من ثقتهم بأنفسهم، وبالتالي تظهر قدراتهم اللامحدودة.

*- هل حصلت على أي جوائز أو تم تكريمك من الدولة؟

--- حصلت على جائزة "الأفضل والأجراء "بمجال ذوى الإعاقة عام ٢٠١٤ ، وتم تكريمى من المجلس القومى لذوى الإعاقة ومحافظ جنوب سيناء كأول مصرى بالوطن العربى متحدى إعاقة متسلقا للجبال في ٢٠١٦ بمدينة شرم الشيخ، إضافة إلى تكرمي من بعض منظمات المجتمع مدنى ، وبعض المؤسسات الدولية، فضلا عن حصولي مع زملائي بفرقة الإمام الشافعي لفنون الشارع على 11 جائزة من مهرجان فنون الشارع التابع لوزارة الثقافة، لكن يظل دعم الرئاسة لي بالموافقة للحصول على تكريم من إحدى المؤسسات الشبابية في كوريا الجنوبية التي تعمل على نشر السلام من أجل الشباب،أفضل جائزة وتكريم حصلت عليه.

*- وماذا عن حلمك وخططك المستقبلية؟

--- أسعى لأن أسجل رقما قياسيا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية باسم مصر بعد صعودي لقمة جبال كاليمنجارو، أعلى قمة جبل في إفريقيا والتي يبلغ ارتفاعها 5,895 مترا، حيث أستعد لها الآن ، وأحلم بالصعود إلى الفضاء خلال الفترة المقبلة مع أن تحقيق هذا الحلم يبدو صعبا جدا ، إضافة إلى تغيير نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة عبر الوصول إلى أعلى القمم الجبلية، كما أحلم أن يعتلي ذوى الإعاقة يوما ما مناصب بارزة في مصر.

*- أخيرا إذا أتيحت لك الفرصة لتوجيه رسالة ما، لمن توجهها وماذا تقول فيها؟

--- أوجهها للشباب وأقول لهم فيها "لو لم يكن لديكم حلما، اصنعوه بأنفسكم لأنفسكم، لتكونوا مؤمنين به ومن ثم يكون لديكم الحافز لتحقيقه.