أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان - التي توافق مساء غد الخميس - وإحياء ليلها وقيامه وصيام نهارها، مباح شرعا؛ لما فيه من خير كثير، وليس بدعة كما يدعي بعض المتشددين.
جاءت فتوى دار الإفتاء المصرية اليوم، ردا على سؤال لأحد المواطنين حول حكم الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان في المسجد، والرد على فتاوى المتشددين في هذا الشأن.
وأوضحت دار الإفتاء في فتواها أن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، ورد الترغيب في إحيائها في جملةٍ من الأحاديث، منها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه من حديث علي رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْيَا اللَّيَالِيَ الخَمْسَ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ …» وذكر منها: «لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان».
وأضافت دار الإفتاء أن مشروعية إحياء ليلة النصف من شعبان ثابت عن كثير من السلف، وجمهور الفقهاء، وعليه عمل المسلمين سلفا وخلفا.
وأكدت دار الإفتاء أن الأمر بإحياء تلك الليلة المباركة ورد مطلقا، والأمر المطلق يقتضي عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال؛ فإذا كان الأمر الشرعي محتملا لأوجه متعددة فإنه يكون مشروعا فيها جميعا، ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك تضييقا لما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنه يجوز إحياء ليلة النصف من شعبان فرادى وجماعات، سرا وجهرا، في المسجد وغيره - مع مراعاة عدم التشويش على المصلين، بل إن الاجتماع لها أولى وأرجى للقبول.