بقلم – مجدى سبلة
“الأزهر فى خطر»..رسالة تتناولها السوشيال ميديا بقوة هذه الأيام مضمون الرسالة « تفكيك جامعة الأزهر» وحل كلياته العملية وإخضاعها لإشراف وزارة التعليم العالى، وتجميع كل الكليات الشرعية والعربية فى جامعة واحدة تحمل اسم جامعة الإمام محمد عبده، وأيضا حل المرحلة الإعدادية من التعليم الأزهرى، ووضع شرط حفظ القرآن كاملا للقبول بالمعاهد الابتدائية الأزهرية وذلك للحد من دخول التعليم الأزهرى .
صحيح أن هذه القواعد تضمنت مشروع قانون جرى إعداده الأيام الماضية فى مجلس النواب وتم رفضه، وانتهى الأمر ولم يقف عنده المجلس طويلا كان قد تقدم به النائب محمد أبو حامد .
أنا أعلم أن نية القصد وراء هذه الرسائل على السوشيال ميديا هى تهييج المصريين على الأزهر وجامعته وشيخه، وهنا أقول للمتلقين لمثل هذه الرسائل أن عليهم أن ينتبهوا لمن يروجها ولمصلحة من فى هذا التوقيت لأنها محاولة للتقليب السياسى أكثر منها غيرة على الأزهر .
علاوة على أن هذه الرسائل ربما تهدف إلى تهييج الطلاب والأساتذة ضد الدولة فى وقت نحن فى غنى عنها تماما، ومن جانبهم اعتبر بعض أساتذة جامعة الأزهر هذه الرسائل إشارة إلى هدم الجامعة، وبالتالى هدم الأزهر.
صحيح أن جامعة الأزهر لديها أخطاء فى مناهج وطرق التدريس ولم نر منهم حتى الآن جهدا واضحا فى تجديد الخطاب الدينى، وربما أصبحت جامعة مصدرة للأزمات آخرها تصريحات الدكتور حسنى الذى أفتى بإهدار دم إسلام بحيرى، وتمت إقالته واعتصام الدكتور أبو هاشم الذى وجد نفسه مستحقا لشغل موقع رئيس الجامعة بحكم أنه أقدم نائب لها مما جعل الأزهر كالبورصة يتمتع بفترات صعود وفترات هبوط فى أخباره التى تتلقفها وسائل الإعلام ويجعلونها تشن حملات مدوية عليه، لكن فى النهاية تعطى هذه المؤشرات نظرات سلبية تجاه الأزهر .
وأيضا هناك ملاحظة لم يتنبه إليها القائمون على شئون الأزهر منذ ٥ سنوات وهى ظاهرة تسريب طلاب الابتدائى والإعدادى والثانوى من المعاهد الأزهرية إلى مدارس التربية والتعليم، ولم ينتبه الأزهر إلا العام الماضى وتم وقف عمليات التحويل من المعاهد بعد أن تبين أن عددا من بنايات المعاهد أصبحت خاوية على عروشها الأمر الذى يعتبره المراقبون للتعليم الأزهرى تراجعا واضحا وأصبحت أطقم هيئات التدريس عمالة معطلة.
جامعة الأزهر هى المؤسسة الدينية العلمية الإسلامية الأكبر فى العالم وثالث أقدم جامعة فى العالم بعد جامعتى الزيتونة والقرويين وهى أسست فى القاهرة فى أول عهد الدولة الفاطمية سنة ٩٧٠ ميلادية .
صحيح أن الجامعة تضم طلابا تربوا تربية أصولية وبها نسبة عالية من الطلاب ينتمون لانتماءات إما سلفية أو إخوانية بسبب تربيتهم فى المعاهد الأزهرية التى أنشئت معظمها بالجهود الذاتية، وتمت تعيينات المدرسين فيها من أهل البلد التى يقام فيها المعهد مقابل التبرع من البلد نفسها و تولوا عمليات التدريس بهذه المعاهد، وكان إشراف مشيخة الأزهر على تعيينات هؤلاء المدرسين شكليا وربما أثيرت حول عمليات التعيينات شبهات كثيرة تعلمها إدارات داخل المشيخة نفسها بالتعاون مع إدارة المعاهد الأزهرية .
يبقى أن الأزهر به صفوة علماء الدين الوسطى، ولكن برامج التدريس تحتاج إلى ضبط إيقاع لتحسين الصورة لأن الأزهر هو أغلى ما تملكه مصر.