مع تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال شهر أبريل الماضي ومايو الجاري، كشف أطباء سيناريوهات وموعد انكسار حدة الموجة الثالث من الفيروس في مصر، حيث توقعوا أنه إذا استمر الثبات في أعداد الإصابات المعلنة يوميا حتى الأسبوعين المقبلين سيعقبه انكسار في عدد الإصابات وبدء التراجع مع منتصف يونيو المقبل، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة تلقي لقاح كورونا والالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية بشؤون الصحة والوقاية، إنه من المتوقع حدوث نوع من الانخفاض في أعداد إصابات كورونا كوفيد 19 خلال الأسبوع المقبل، معربا عن أمنياته في استمرار هذا الانخفاض، لأن الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية بدأ يؤتي ثماره في انخفاض عدد الحالات وخاصة الحادة والشديدة.
وشدد تاج الدين على ضرورة تلقي لقاح كورونا، مؤكدا أن اللقاحات تعمل على تقليل نسبة الحالات الحادة والشديدة التي ينتج عنها الدخول إلى المستشفيات والرعاية المركزة بنسبة كبيرة تزيد عن 85%، مؤكدا أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية مع الحصول على لقاح كورونا لأنهما يكملان بعضهم البعض في الوقاية من كورونا.
موعد انكسار الموجة الثالثة
وفي هذا السياق، قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، إن منحنى الإصابات اليومية بفيروس كورونا، خلال الأيام الجارية، يشهد ثباتا نسبيا في حدود 1100 حالة إصابة يوميا تقريبا، موضحا أن ثبات المؤشر، سيتبعه بدء الانخفاض ما يعني انكسار حدة الموجة الثالثة من الوباء، التي بدأت مع بداية مارس الماضي تقريبا.
وأوضح الحداد، في تصريح لـ"دار الهلال"، أن الـ15 يوما المقبلة إذا شهدت ثباتا في عدد الإصابات اليومية، ثم بدء الانخفاض في أعداد الإصابات، فإن ذلك سيعني انحسار ذروة الموجة الثالثة، وتخطي مصر لها.
وأضاف أن هذا الثبات جاء بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للتصدي للفيروس، ومنها تحديد مواعيد غلق المحال التجارية والمولات والكافيهات وغيرها، وكذلك غلق الشواطئ والحدائق العامة خلال فترة الأعياد، مما أسهم في تقليل التجمعات بنسبة كبيرة.
وأكد الحداد أن الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات، وكذلك غيرها من الإجراءات الحكومية مثل: غلق المحال التجارية، وتقليل التكدس هذا سيجعل الأعداد تواصل التراجع في الفترة المقبلة بشكل كبير، مضيفا أن إقبال المواطنين على الحصول على لقاح كورونا، وبخاصة من كبار السن سيؤدي إلى تراجع الأعداد أيضا.
وشدد على أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية واللقاحات سيحققان الغرض نفسه وهو السيطرة على نسب الوفيات وتخفيض أعداد الإصابات، مشددا على ضرورة أن يشدد المواطنين التزامهم بالإجراءات الاحترازية وعدم التهاون فيها وخاصة الكمامات لأنها توفر حماية قوية من الإصابة بالفيروس وخاصة في التجمعات وأماكن العمل.
أهمية لقاح كورونا
ومن جانبه، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن الموجة الثالثة من فيروس كورونا في مصر بدأت في التزايد في الإصابات بدءا من شهر مارس الماضي، مضيفا أن الإصابات بالفعل بدأت في الازدياد وخاصة مع شهر أبريل ودخول شهر رمضان المبارك وتجاوزت الإصابات اليومية حاجز الألف إصابة وفقا للتقارير المعلنة رسميا من جانب وزارة الصحة.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أنه من المتوقع تستقر الإصابات اليومية عند حاجز بين الـ1200 إصابة و1400 إصابة خلال الأيام الجارية، على أن تبدأ في الثبات ثم الانكسار مع شهر يونيو المقبل، وتواصل الانخفاض الملحوظ في النصف الثاني من يونيو وحتى يوليو المقبل، مضيفا أن هذا الانكسار يعني تجاوز مصر لذروة الموجة الثالثة من كورونا.
وأكد عنان أن لقاح كورونا هو خط الوقاية الأول مع الإجراءات الاحترازية، لذلك يجب على المواطنين الإقبال على الحصول على اللقاح لتقليل معدل الوفيات، مضيفا أنه إذا حصل 20% من الشعب المصري على لقاح كورونا ستنخفض الوفيات من الفيروس بنسبة 80%، وهو ما حدث في إنجلترا التي سجلت صفر وفيات بكورونا نتيجة حصول المواطنين على اللقاح.
وأضاف أن التوسع في التطعيم بلقاح كورونا ضرورة ومهم، وهو ما تعمل الدولة على تنفيذه من خلال استيراد شحنات جديدة من اللقاح وإنتاج المزيد من الجرعات من اللقاح وتصنيعها محليا، حيث تسلمت مصر خلال الأيام الماضية شحنات من المواد الخام لتصنيع لقاح كورونا (سينوفاك) في فاكسيرا وهو أمر مهم.