لا تزال القضية الفلسطينية أبرز القضايا التي تدافع عنها مصر، وتسعى إلى مساندتها على الأصعدة كافة، عبر سلسلة طويلة من الجهود الدبلوماسية والمباحثات والاتصالات التي تجريها مصر مع طرفي الصراع.
سامح شكري، وزير الخارجية عقد مؤتمرا صحفيا اليوم، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، بالعاصمة الأردنية عَمّان، أكد خلاله أن مصر لديها رؤية موحدة مع الأردن، بشأن تحقيق حل الدولتين، وأن مصر تواصل التنسيق مع الأردن، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه، مشددا على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوصول لحل نهائي للقضية الفلسطينية.
جهود مصر لوقف إطلاق النار
وفي هذا السياق، قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق، إن وقف إطلاق النار هو ما يتم التباحث بشأنه في الوقت الحالي بين كل من الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية في رام الله، ومن هنا تم إرسال وفود أمنية مصرية لأجراء هذه المباحثات، بين الطرفين والهدف الرئيسي منها هو تثبيت وقف إطلاق النار بحيث أنه لا يكون هناك عرضه للانهيار بسبب أي تطورات ميدانية كما شهدنا في الأيام الأخيرة في القدس.
وأكد الحفني في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن هناك اتصالات تجريها مصر، ليست فقط مع هذه الأطراف ولكن مع القوي الدولية المؤثرة، وفي نفس الوقت مصر تبحث تفاصيل إعادة الإعمار في غزة وضرورة الإسراع في ذلك لما فيه من الخطورة واحتياج الشعب الفلسطيني إلى ذلك، وأن مصر أرسلت الكثير ولا تزال من معونات طبية وغذائية والمواد البترولية إلى قطاع غزة واستقبال الجرجي في مستشفيات مصر.
وأضاف الحفني أنه يتم التنسيق مع هذه الجهات لوقف إطلاق النار وإطالة مدة الهدنة بحيث يعود الطرفين إلي مائدة المفاوضات والاتفاق وإعادة إحياء مبادرة السلام، مشيرا نائب وزير الخارجية للشؤون الإفريقية الأسبق، إلى أن مصر تسعى وتبذل جهودا كثيرة، ووفيرة بالتنسيق مع مختلف الأطراف الدولية، ومنها منظمة الأمم المتحدة، والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وتنسيق كبير بين مصر والأردن.
التهدئة وإحياء المفاوضات
من جانبه قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر بذلت جهودا كثيرة، للوصول إلى التهدئة في غزة، وأمكن بالفعل الوصول إلى تهدئة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلي.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال" أن مصر بذلت جهودًا في جميع المستويات سواء علي المستوي السياسي والدبلوماسي والاقتصادي ودعم الفلسطينيين بالأطقم الطبية والأدوية والمساعدات الإنسانية، والقوافل المصرية التي ذهبت إلى غزة لمساندة الفلسطينيين، مشيرا إلى أن مصر بعد محاولة تهدئة الوضع تحاول الحفاظ عليها من جانب والعودة إلي المسار التفاوضي من جانب آخر وذلك كان محل إشادة من جانب دول العالم المختلفة.
وأكد بدر الدين أن هناك اتصالات أمريكية ومصرية ومباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة والعديد من قادة الدول، ونتوقع أن الأمور لا تقتصر على تهدئة فقط وإنما يعقب ذلك جهود مصرية ودولية لإحياء مسار السلام والعملية التفاوضية مرة أخرى بين فلسطين وإسرائيل بهدف الوصول إلي حل نهائي حتي لا تتكرر هذه المشكلة كل عدة سنوات ويتم هدم غزة والرجوع إلي نقطة البداية.