الثلاثاء 14 مايو 2024

الحكم على إسماعيل ياسين بالإعدام .. نص رسالة كتبها «صاحب السعادة» بدموعه

إسماعيل يا سين

فن24-5-2021 | 22:14

محمد أبو زيد

سنوات من الشقاء والتعب والمعاناة عاشها الفنان الكبير إسماعيل ياسين طوال مشواره في الفن ومع الحياة وقسوتها، ما بين أب يعمل "صائغ" خسر ثروته بعد أن تراكمت عليه الديون ليترك السويس قادما إلى القاهرة بحثا عن عمل في الفن الذي لا يجيد غيره، وبعد عناء حفر في الصخر وكتب أسمه من بحروف من نور في السينما التي قدّم لها نحو 166 فيلما، وملأ الدنيا فن وضحك.

 بعد مشواره الفني الطويل كانت الدنيا أشد فسوة عليه، وتراكمت عليه الديون والضرائب وخسر ثروته، ما أضطره في عام 1966 إلى حل فرقته المسرحية التي كانت تعمل لمدة 12 عاما، وقدمت ما يزيد عن 50 مسرحية جميعها من تأليف أبو السعود الإبياري.

لم تكن حل الفرقة بالأمر السهل في حياة إسماعيل ياسين وتحت عنوان "الحكم بالإعدام على إسماعيل ياسين" في عدد فبراير عام 1967 من مجلة الكواكب أجرت منى الملاخ لقاء مع "ياسين" كشف فيه تفاصيل حل الفرقة وقال " كان شيئا خطرا جدا أن أكون مسئولا عن إسعاد الناس وأنجلي عنهم في لحظات ولكن ليس هذا ذنبي لقد مرضت بسبب الإرهاق في العمل وقال لي الأطباء أن مرضي عبارة عن ماء على الرئة ولكن الحقيقة غير ذلك، إذ كنت متعرضا للسل في الرئة وأخذ الله بيدي وشفيت ولكن مفاجأة أليمة واجهتها بعد خروجي من المستشفى حيث وجدت فرقتي التي عملت 12 عاما قفلت بسبب مرضي ولم تفكر لدولة في مساعدة الفرقة ولو بمبلغ حتى لا تتوقف عن العمل وهذا يعتبر منتهى الجفاء ةالقسوة من ناحية وطني الذي خدمته 

وليس هذا فقط وأنما فوجئت أيضا بمصلحة الضرائب تطالبني بمبلغ 21 ألف جنيه قيمة ضرائب من عام 1950 ودهشت عندما قرأت أسماء أفلام زعموا أنني مثلتها مع العلم أنني لم أسمع عنها قط فعلى سبيل المثال فيلم "إسماعيل ياسين في الجيش" كان مسجلا بأسم "إسماعيل ياسين دفعة" وفي أثناء تصوير هذا الفيلم أقترح تغيير أسم الفيلم إلي "إسماعيل ياسين في الجيش" والآن أنا مطالب بدفع ضريبة للأثنين في حين أنهما فيلم واحد فالأهمال الموجود في مصلحة الضرائب سيخرب بيوت الفنانين فقد حجز على بيتي وسيارتي حتى الجنيهات القليلة التي أمتلكها في البنك حجز عليها لدرجة أنني في يوم العيد كنت أسيرفي الشارع بدون أن أملك قرشا في جيبي وليس هذا فقط الذي أعاني منه فأنني في هذا الفترة أعاني من محنة نفسية لأنني عاطل بلا عمل".

لقد أعجبني فؤاد المهندس عندما حاول تكوين فرقة "الفنانين المتحدين" وأعجبني أكثر لأنه لم يعتبر نفسه صاحب فرقة وانما أعتبر نفسه عضوا يتقاضى أجرا كغيره من الأعضاء فلو عرض علي أن أنضم للفرقة سوف أوافق دون تردد على أساس أن أعمل أمام فؤاد المهندس لأنني من أشد المعجبين بهذا الفنان المكافح فهو فنان يستحق التقدير والأحترام، والآن لا أدري ماذا أقول، ولكني أقول أنني لا أتكلم لنفسي وإنما أتكلم شفقة على الزملاء والزميلات الذين أغلقت بيوتهم وأتمنى أن تحاول مؤسسة المرح أن تعيد فرقتي إلي عملها وبأن أشرف عليها وأرعاها وأعمل أنا فيها كأي عضو لأنني للأسف لا أملك شيئا أصرفه عليها فالفرقة لن تستطيع أن تعود إلي نشاطها مرة أخرى إلا تحت رعاية المؤسسة لأن الفرقة تنقصها الإمكانيات المادية، ولقت أرسلت أخيرا خطابا إلي الرئيس جمال عبد الناصر شرحت له الحالة بالتفصيل لأنني تعبت جدا من عدم العمل"

تقول الصحفية منى الملاخ في آخر لقائي مع إسماعيل ياسين قال لي "أرجو أن أعود للعمل فالعمل هو صحتي وحياتي وألا يكون هناك حكم بالإعدام ضدي فأموت عاطلا بائسا تملأ الدموع عيني بعد أن ملأت قلوب الناس بالأفراح". 

Dr.Radwa
Egypt Air