- اهتمام الرئيس بالحضارة المصرية ضخم جدًا.. وأقترح الإعفاء من الضرائب مقابل حماية الآثار
- المدينة الذهبية المفقودة تنهى مقولة "الحضارة المصرية هي حضارة بلا مدن".. وهى أكبر كشف أثرى
- لا بد أن نزرع في أولادنا حب الحضارة الفرعونية.. وترنيمة الإلهة إيزيس أعادت ملايين المصريين إلى جذورهم
- الأرض ملك الفلسطينيين.. وادعاءات إسرائيل كاذبة
أكد الدكتور زاهى حواس أن مصر أبهرت العالم وما زالت تبهره بانتشار المتاحف في كل مكان بمصر، بسب الاكتشافات الأثرية المتعاقبة.
وأوضح "حواس" في حوار لـ"دار الهلال" أن كل يوم لدينا اكتشاف أثرى مهم، ولعل اكتشاف المدينة المفقودة بالأقصر، هو آخر إنجاز يثبت أن الحضارة المصرية حضارة مدن متكاملة، لأن المصري القديم من خلال المدن التي أنشأها ببساطة، كان أول من علم الدنيا معنى الإدارة والتحضر والتقسيم السكني والصناعي والزراعي.
وقال "حواس" إن ترؤس الرئيس السيسي لمجلس أمناء المتحف المصري الكبير، يعد أكبر دليل على اهتمام ووعي منه بالحضارة والآثار المصرية، فآثارنا أبهرت العالم ومتاحفنا تحافظ وتتيح للشعوب أن تتوارث هذا الإبهار والتعلق بآثارنا المصرية، وإذا أردنا أن نحافظ على متاحفنا الضخمة ونقوم بصيانتها لابد من التعاون بين الدولة وقطاع رجال الأعمال عن طريق التبرعات لأن الصيانة لا تقل أهمية عن التأسيس والبناء لهذه المتاحف العملاقة.
وأشار "حواس" إلى أن ترنيمة إيزيس التي أنشدت في افتتاحية المتحف القومي للحضارة أعادت ملايين المصريين إلى أصولهم وتباهوا بفرعونيتهم لذا كان طبيعيا جدا أن تلمس قلوبهم.
وشدد "حواس" على أن الفلسطينين بالأدلة التاريخية والآثار هم أصحاب الأرض وإدعاءات الإسرائيليين لا أساس لها من الصحة وكل ما يتم من عمليات التنقيب في القدس غير قانونية.
وإلى نص الحوار:
** في البداية.. كيف تلقيت نبأ اختيارك في مجلس أمناء المتحف المصري؟
أحب أن أشكر سيادة الرئيس لاختياره وأنا سعدت أيضاً لاختيار الدكتور فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، وإذا كان سيادة الرئيس هو رئيس مجلس الأمناء فذلك يعطي ثقلا له واهتمام للمتحف المصري الكبير الذي يهتم بهم العالم كله، وإذا كان العالم كله يهتم بالمتحف ومجلس الأمناء على هذا المستوى وهناك شخصيات عالمية موجودة مثل مدير متحف الميتروبوليتان ومدير المتاحف في اليابان ورئيس وزراء اليابان، كل هذه الشخصيات تعطي اهتمامًا ودفعة للمتحف المصري الكبير في العالم والثقافة المصرية .
** عندما تجتمعون ما القرارات التي سيتم اتخاذها خصوصاً في ظل أزمة كورونا وتعطل السياحة؟
أعتقد في رأي الشخصي أن أزمة كورونا في طريقها للانتهاء ويجب أن يكون افتتاح المتحف القومى للحضارة بعد انتهاء الأزمة، لمدة ١٠ أيام وليس يوم واحد فقط ، وأقترح أن يتم افتتاحه في نوفمبر العام، وذلك لأنه سيوافق ١٠٠ عام من الكشف عن مقبرة توت عنخ أمون ، كما سيوافق مرور ٢٠٠ عام على تفسير رموز الكتابة الهيروغليفية عن طريق شامبليون، وهما حدثان عالميان
وسيعطى افتتاح المتحف المصري الكبير من خلال هذين الحدثين ثقلًا ضخمًا للافتتاح، وبالتالي مجلس الأمناء يناقش السياسة العامة للمتحف لأن استمرار هذا المتحف ليس على عاتق الدولة فقط، ولكن يجب أن توفر مبالغ ضخمة جدا لك لصيانة من تبرعات رجال الأعمال للنهضة به، ولاستمرار هذا المتحف للبد من وجود مناقشات عن طريق مجلس الأمناء للنهوض به .
** هل هناك خطة موجودة بالفعل لجمع تلك التبرعات وهل ستكون من داخل مصر فقط أم عالمية؟
ج – حتى الآن هذا هو رأيي الشخصي لذلك يجب أن يجتمع مجلس الأمناء لوضع استراتيجية خاصة للنهوض بالمتحف لأن كل المتاحف في الدنيا تقوم على التبرع والتطوع، وفي أحد المرات كنت في فندق الهيلتون وقابلت منزل تريد أن تصور فيديو معي وعندما سألتها عن عملها أخبرتني أنها ربة منزل فأخذتها لتعمل متبرعة بوقتها لخدمة المتحف المصري بالتحرير، وفي كل متاحف الدنيا يوجد متبرعين بوقتهم لخدمة المتاحف والمعارض بالمجان، وأتمنى من أي تطوع لخدمة هذا المتحف أن يتم رفع الضرائب من عليها لأن ذلك سيشجع المستثمرين على التطوع، وهنا ننتظر اجتماع المجلس لوضع كل هذه السياسات .
** كيف ترى اهتمام الرئيس والدولة بالآثار والمتاحف المصرية؟
هناك بالطبع اهتمام كبير وضخم جدا من الرئيس والدولة بالمتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة وترميم الآثار ومنطقة الهرم، وذلك يدل أن الدولة مهتمة بالتاريخ والحضارة وأنا سعيد بنشاط الوزير خالد العنانى، في افتتاح المتاحف التي لم تكتمل في 2011، مثل: متحف كفر الشيخ ومتحف شرم الشيخ ومتحف سوهاج ومتحف المركبات، كل هذه متاحف بدأناها ولم تكتمل، وهذا يبين كيف أن الدولة تصرف ملايين الدولارات، من أجل الآثار والحفاظ عليها.
** حدثنا عن آخر اكتشافاتك بالأقصر (المدينة المفقودة)؟
سميتها المدينة المفقودة الذهبية لأنها بنيت في العصر الذهبي لمصر، وهو عصر سُمى بـ"أشرقت آتون"، وهو اسم أيضاً الملك أمنحوتب الثالث، حتى تماثيله التي اكتشفت في خبيئته في الأقصر يوجد بها نص يحتوى على اسم "أشرقت آتون" وكشف هذه المدينة وارتباط اسمها بـ"آتون"، ووجود صور له وقصوره تسمى آتون ومركب الملكة "تي" تسمى آتون كل ذلك يدل على أن عبادة آتون لم يكتشفها "إخناتون" وحده، ولكن "أمنحوتب الثالث" هو من بدء بها، والمدينة تتكون من ثلاثة أجزاء، جزء إداري وجزء صناعي وجزء سكني، وبها أماكن لتصنيع الملابس وأماكن لعمل اللحوم المجففة وأماكن لصناعة التمائم المختلفة، وهناك تماثيل للملكة "تي"، كما أن هناك هيكل عظمي ضخم جدا لإلهة الحب والجمال "حتحور" في شكل بقرة، كما يوجد سمكة ضخمة جدًا مغطاة بالذهب، كما أن كميات الفخار الموجودة تدل على حجم التبادل التجاري مع فلسطين وسوريا في ذلك الوقت.
في الحقيقة هذه المدينة تعتبر أهم وأضخم مدينة تم العثور عليها حتى الآن، وذلك ينهي ما قاله العلماء أن الحضارة المصرية هي حضارة بلا مدن، حيث أثبت هذا الكشف أنه كانت توجد مدن مهمة جدا بالعصر الفرعوني.
** إذا كان لدينا المدينة المفقودة.. لماذا قال علماء الآثار أن الحضارة المصرية بلا مدن؟
لأن كل الاكتشافات عبارة عن مقابر ومعابد ومومياوات والمدن تبنى بالطوب اللبن، وذلك يعرضها للتلف، وبالتالي ما عثرنا عليه في مدن تل العمارنة ومدن الأهرامات هي أشياء بسيطة جدا، ولكن في هذه المدينة الضخمة يصل أطوال المباني بها إلى ٤ أمتار ولا زالت موجودة بحالتها الكاملة لم تُمس وهذا يدل على عظمة هذا الكشف .
** هناك ادعاءات من اليهود والإسرائيليين بعد تنقيبهم عن الآثار تحت بيت المقدس أن تلك هي مدينة داود.. ما ردك؟
لا بالطبع، فتاريخ سوريا وفلسطين في هذا المكان يعود لآلاف السنين، واليهود استوطنوا في مملكة إسرائيل في جزء بسيط جدًا، لكن الأساس هم الفلسطينيون وتلك الأرض هي ملك لهم ، وليس معنى الدليل التاريخي أن قمت ببناء مملكة في عام أو اثنين وليس لها تاريخ ولا قوة أو مكانة، والدليل على ذلك في العصر الفرعوني عندما كان يتم الكتابة عن شعب إسرائيل كان المصري القديم يكتب شعب بلا مدينة، والمصري القديم كان يتكلم عن الشعوب بالمدن ويكتب مخصص المدينة وهي عبارة عن دائرة بها أحياء.
وفي لوحة "ميريت بتاح" بالمتحف المصري تم ذكر أن شعب إسرائيل تم إبادتهم وانتهت بذورهم، لأنهم قدموا مع سيدنا موسى وخرجوا معه، وعندما تم ذكر اسمهم أنهم شعب بلا مدينة، إذن هناك دلائل قوية جدا منذ ٣٠٠٠ عام أن القدس وما فيها من مقدسات هي فلسطينية وليس لها علاقة باليهود إطلاقًا
** لماذا يصمت العالم على هذه الانتهاكات؟
لا لم يصمت العالم لدرجة أنني شاهدت فيديو لبعض من اليهود في نيويورك ينددون بما يحدث في فلسطين، حتى ما يحدث في غزة في رأيي الشخصي هو في صالح الفلسطينيين، لأن العالم كله كان شاهدًا على الوحشية التي يقوم بها اليهود وهذا شيء سئ وصعب للغاية.
** تواجه مصر هذه الأيام مشكلة سد النهضة.. هل عطش المصريون يوماً في تاريخنا؟
بالطبع هناك مجاعات حدثت ويوجد لدينا لوحة في جزيرة "سُهيل" في أسوان وهي ترجع للعصر الروماني وهي تتحدث عن ٧ سنوات المجاعة التي حدثت في عصر الملك "زوسر" في عصر الأسرة الثالثة منذ ٤٧٠٠ عام، وليس لها علاقة بما حدث وقت سيدنا يوسف وقد استشار وقتها الأمير "امحوتب" وقد أخبره أن المسئول عن المياه في هذا المكان هي الآلهة، وفي هذا الوقت حلم الملك بالإله "خنوم" وأخبره أنه المسئول، فقام الملك زوسر بتقديم القرابين له، وبعدها تدفقت المياه وذلك دليل على أنه عندما كانت المياه تقل كان المصري القديم يتعرض لنقص المياه والمجاعات.
** يُقال دائما عن المصريين أنهم لا يخربون أي أرض ودائما يعمرون أي مكان يتواجدون فيه ؟!
نعم، وعندما اُحتلت مصر لأول مرة في عصر الهكسوس جاء المصريون القدماء في دولتهم الحديثة، وبحثوا عن تأمين حدود دولتهم فقط حتى عندما كانوا يقومون بالفتوحات في سوريا وفلسطين، كانوا يقوموا بتعليم أولاد أمراء تلك البلاد في قصر الملك، ولا يوجد إلا مرة واحدة فقط قام الملك "أمنحوتب الثاني" بشنق بعض الناس على أبواب طيبة واستنكر المصريون القدماء هذه العدوانية، لأنها ليست أخلاقهم، ووقع المصريون القدماء أول معاهدة سلام في التاريخ، وبالتالي لم تكن هناك وحشية بممالك مصر القديمة مثل العراق والحيثيين والميتانيين، لكننا كنا شعب حضارة وشعب يؤمن بالحق والعدل .
** لماذا لمست الأنشودة الفرعونية في حفل المومياوات قلوب المصريين جميعاً؟
كانت هذه الترانيم متصلة بالإلهة إيزيس، وتُرجمت كأنشودة وهذه أول مرة يتم الغناء بترانيم فرعونية وهذا أعاد المصريين لحضارتهم وأصلهم، وجعلتهم سعداء بفرعونيتهم، وهذا ما يجب أن نزرعه في قلوب أبنائنا لكي يعرفوا حضارة مصر الفرعونية وقيمتها وأن لهم الحق بأن يفخروا بهذه الحضارة .
** ما خطط الدكتور زاهى حواس المستقبلية؟
أكتب موسوعة بالعربي عن الأهرامات تتكون من 12 جزءًا، بينها 5 أجزاء باللغة الإنجليزية، بالإضافة لكتابة بعض المقالات العلمية.
كما أستعد للسفر إلى السعودية انطلاقا من اختياري كسفير للتراث العالمي، وذلك لحضور مؤتمر عن السياحة تنظمه منظمة السياحة العالمية مع وزارة السياحة السعودية وأنا سأمثل منظمة السياحة العالمية.
** حدثنا عن أجندة وفعاليات هذا المؤتمر؟
سنناقش قضية هامة جداً وهي أن السياحة عدو الآثار ويجب أن نوفق بين السياحة كمصدر للدخل القومي والآثار كشيء مهم لآثارنا وتراثنا.
** كيف تكون السياحة عدو الآثار وفي العالم كله الآثار هي منبع السياحة؟
** المد السياحي من الممكن أن يدمر الآثار عن طريق العبث بالمقابر بسبب بعض الزائرين، وهنا يجب أن يتم فتح مقابر هذا العام مثال وغلق مقابر أخرى بالإضافة لتحديد عدد معين من الزائرين للمقابر لذلك يجب أن نقوم بإجراءات لحماية تلك المقابر والآثار، لأننا إذا تركناها هكذا ستنتهي الآثار من العالم كله وليس مصر فقط، وسألقي محاضرة في هذا المؤتمر عن هذا الموضوع.
وبالمناسبة اليونسكو مهتم جدا بهذا الموضوع لذلك سألقي المحاضرة للحفاظ على التراث العالمى.