السبت 18 مايو 2024

ما هي أقصر الطرق التى يفعلها الإنسان للوصول إلى الجنة؟

دعاء الجنة

دين ودنيا25-5-2021 | 14:55

محمد الأسيوطي

يضم العبد صندوقا أسودا بين جنبات قلبه لا يطلع عليه سواه، وهو نفسه التي يحملها أمانة إلى يوم الحساب، ومراعاة هذه الأمانة والعناية بها أو إهمالها هو ما يكون عليه الثواب والعقاب والجنة والنار والدرجات العليا والسفلى، نظرا لأن النفس البشرية لها مزايا وعيوب وهي شديدة التفلت والجموح ولا تلتزم كثيرا بما عليها من تكليفات أو ما ينجز من مهمتها الكبرى من توحيد الله عز وجل وعمل الطاعات والسير نحو الجنة والنظر إلى الموت والقبر و الآخرة. 

وعلى العبد الوصاية على نفسه ومعاملتها مثل: «الطفل الصغير»، الذي يحتاج إلى مرشد وولى شرعي ليصل به لنهاية الطريق، ويسعدا بتمام المهمة وتحقيق الهدف الذي خلق الانسان من أجله فقط كما قال مولانا سبحانه و تعالى: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».

وعلينا جميعا الانتباه إلى التعامل الرشيد مع أنفسنا والحذر من أمرها لنا بالسوء وتمردها وهواها وميلها إلى الشهوات المحرمة، والمبادرة بالتوبة مع كل ذلاتها وعدم الملل من ذلك حتى تستقيم لنا وتستسلم للقيادة الحكيمة التى توصلها لرضا مالك الملك سبحانه المؤدي إلى الجنة. 

ووعد الله سبحانه وتعالى عباده المجاهدين لأنفسهم قائلا: «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى»، والتوفيق مع النفس لا يأتي من يوم وليلة فكما أسرفت عليها طويلاً فتهذيبها يأتي بالصبر والوقت الطويل وسؤال الله المعونة على ذلك والثبات، وكذلك الفشل والنجاح في تقويمها حتى تستقيم لك. 

وتهيئة البيئة المناسبة والحاضنة للصلاح من صحبة الأخيار للبعد عن أماكن الإعوجاج، والذلل للعلم الشرعي الشريف وكل ما يساعد على المهمة الصعبة مثلما يفعل العبد فى مهارات الدنيا التى يحتاج إليها ثم يتركها للتراب والورثة.

الاكثر قراءة