الأربعاء 15 مايو 2024

"الجامعات الإسلامية": هويتنا تبدع في كافة المجالات وتدفعنا للانطلاق نحو مستقبل حضاري

الدكتور أسامة العبد

دين ودنيا26-5-2021 | 17:47

دار الهلال

أكد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور أسامة العبد أن هويتنا الإسلامية ليست بمعزل عن الحضارات، فهي تشارك وتبدع في كافة الميادين الحياتية لأنها تعتمد مذهب الاعتدال والوسطية وتحافظ على الثوابت وتتجدد بتطور الحياة، ولا تتخلف عن الركب، وبقيمها ومبادئها العالية تدفعنا بقوة للانطلاق نحو مستقبل حضاري إنساني مبني على القيم الإنسانية دون تخل عن ثوابتنا وحضارتنا لنشارك العالم التقدم والازدهار، وندعو إلى السلم والسلام والعدل والإخاء.

جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الافتراضي الذي عقدته رابطة الجامعات الإسلامية اليوم الأربعاء حول (الهوية الإسلامية ودورها فى دعم العلاقات بين الشعوب)، والذي نظمته لجنة الفقه وأصوله بالرابطة، وتناول الهوية الإسلامية وسبل تعزيزها، ودعم العلاقات الإنسانية، والتحديات التي تواجهها.

وقال العبد إنه علينا أن نخلق روح التنافس أفرادا ومجتمعات للتماسك والتقدم والازدهار في شتى مجالات الحياة، فضلا عن الحفاظ على قيم العدالة والحرية والمساواة التي أكدها رسولنا صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "الناس كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى". 

من جانبه، قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير محمد عياد، في كلمته بالمؤتمر، إن الإسلام جاء حاملا لعناصر البقاء والخلود، حيث يجمع بين المرونة والثبات، فهو رباني المصدر، ملئ بالبراهين الكونية، إذ لم يكن الإسلام في يوم من الأيام، أو زمن من الأزمنة حكرا على أهله، فسنوات تلو سنوات والناس تدخل في الدين الإسلامي في كل ربوع الأرض مع اختلاف الألوان والأجناس المتعددة ، ومع هذا فشريعة هذا الدين هي مصدر للتعايش بين الشعوب، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".

بدوره، أكد مقرر لجنة العلوم الشرعية بالرابطة محمد الحفناوى أنه يقع على العلماء مهمة كبيرة في تعريف الناس بربهم وإعادتهم إلى إسلامهم الصحيح؛ وذلك بتقديم الإسلام بصورة نقية خالية من المغالطات ولا يتم هذا إلا عن طريق إظهار هوية الإسلام القائمة على الكتاب والسنة، تدبرا لقوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس".

وأضاف أنه يجب على كل مسلم أن يُظهر هوية الإسلام على سلوكه قبل قوله وألا يجعل هناك جفوة بين الفعل والقول وإلا صار بلا هوية وصار الشخص مزعزع الفكر والعقيدة.

وأشار إلى أن معظم الخطاب في الكتاب والسنة في بدء التنزيل، انصرفوا إلى تشكيل الإنسان والمجتمع (محل الحكم) وفق منهج معين.. ومن ثم جاءت مرحلة تشريع الأحكام لهذا المجتمع، إذ لا فائدة من الحكم حفظا، وفقها، إذا افتقدنا المحل الذي هو الإنسان، أو المجتمع الإنساني.