الجمعة 3 مايو 2024

فليفل: الثقة في المفاوض الإثيوبي لا محل لها من الإعراب..ودبلوماسية السيسي نجحت في إدارة التحرك الإفريقي (حوار)

الدكتور سيد فليفل

تحقيقات27-5-2021 | 15:07

حوار: محمد فتحي

**  التواصل بين الشعبين المصري والسوداني يعيد فطرة وادي النيل مرة ثانية.

** الدبلوماسية الرئاسية منذ تولى السيسي المسؤولية حققت انجازات لم تتحقق منذ عشرات السنين.

** مصر تؤكد أنها استطاعت جمع أوراق دورها الإقليمي وأن تقنع العالم بأهميتها.

** مصر هي قوة إقليمية يجب أن يؤخذ رأيها في كل ما يجري بالمنطقة.

** ظهر دورها الحكيم في مسألة السفينة التي جنحت في قناة السويس.

أدركت الدول الأوروبية والعربية مؤخرا أن كل طرق السلام في المنطقة العربية والإفريقية تؤدي إلى مصر؛ نظرا لأن القيادة السياسية بها تدير الملف الخارجي بشكل جيد، يستطيع من خلال الرئيس عبدالفتاح السيسي إنهاء كافة الالتهابات التي تشهدها المناطق، وأن كل طرق الوصول إلى السلام في هذه المناطق تتطلب أن يكون كبير المنطقة موجود، لأنه يعي ويدرك حجم المسؤوليات التي تتطلب منه، خاصة أن مصر أصبحت في الوقت الحالي مصدرة للسلام بين كافة الشعوب، بعد أن نجحت في وقف إطلاق النار والاعتداء على غزة وفلسطين، وكذلك إنهاء الاشتباكات في ليبيا الشقيقة.

وفي حواره مع بوابة «دار الهلال»، أكد الدكتور سيد فليفل، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، أن الدبلوماسية الرئاسية منذ أن تولى الرئيس السيسي المسؤولية حققت من الإنجازات ما لا يتحقق منذ عشرات السنين، وبطبيعة الحال لكل من يلاحظ أن الرئيس اتخذ من باريس محطة لإدارة حوار حول المسألية الليبية وفلسطين وإعمار غزة بمشاركة ملك الأردن مع رئيس فرنسا، وإلى نص الحوار:


** في البداية.. حدثنا عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر؟

زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر تؤكد أنها استطاعت جمع أوراق دورها الإقليمي وأن تقنع العالم بأهميتها، ومن مصلحة العالم أن يكون الدور المصري في المنطقة دورا نشطا ومتحركا، والتجربة في السنوات الماضية أثبت فشل المخططات الاقتصادية التي تريد أن تفرض أنماطا من الربيع والديمقراطية والألوان على نفق ما جرى في شرق أوروبا في الماضي، كل هذا فشل وانتهى وعادت الأمور إلى أن مصر هي قوة إقليمية يجب أن يؤخذ رأيها في كل ما يجري في المنطقة وأن تهميش دورها في نهاية الأمر لا يؤدي إلى كوارث في العالم.


** كيف قرأت درو مصر في العلاقات الخارجية الفترة الماضية؟

مصر ظهر دورها الحكيم في مسألة السفينة التي جنحت في قناة السويس، والعدوان على القدس، وغزة، وأنصت الجميع إلى تدخلها لإيقاف العدوان وإسعاف الأخوة الفلسطينيين، وفي نفس الوقت ما حدث في ليبيا خاصة أنه لا يستطع أحد أن يتجاوز الوضع أمام تركيا، والآن في مسألة سد النهضة اقتنع الجميع ما كان قد أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب في الماضي في حق مصر الدفاع عن حقها في المياه هو أمر منطقي وطبيع وأصبح بايدن يشير إلى ما قاله ترامب.

** ما الغرض من زيارة وزير الخارجية لتل أبيب؟

وجدنا وزير الخارجية الأمريكي في تل أبيب يقول أنه جاء لتأكيد أمن إسرائيل وهذا أمر طبيعي بالنسبة لنا في فهم السياسية الخارجية الأمريكية، وأن يضيف أيضًا إعادة إعمار غزة، وهذا أمر جديد واستجابة واضحة للموقف السياسي المصري، لافتا إلى أن الزيارة أكدت بالفعل أن مصر هي قطب المنطقة وحجر الزاوية التي لا يستطيع أحد أن يزحزحه عن دوره في المنطقة.

** ميركل أشادت بجهود الرئيس السيسي.. ما تعليقك؟

في الأساس يريدون أمن إسرائيل، وهذا تركزيهم، لكنهم أدركوا أن كل الطرق تؤدي إلى القاهرة، وأن الوصول إلى المنطقة يتطلب أن يكون كبير المنطقة حاضرا في كل شئ مثل التصريحات والسياسيات والزيارات، وليس من فراغ أن ألمانيا أو بريطانيا أو غيرها تبدوا أمام العام في هذه الصورة، نحن نعلم هذه السياسيات واعتادنا عليها، والجميع في أوروبا يعلم أن هناك تغيرا كبيرا وواضحا في السياسية الفرنسية، وهذا التغير الواضح يجعل الموقف في أوروبا على غير ما كان عليه، وأصبحت هناك لمصر نافذة تطل من خلالها على المجتمع الأوروبي سواء كانت فرنسا أو اليونان أو قبرص، كل هذا أدى إجبار تركيا على تغير نهجها، وأدى أيضًا أنه بالتابعية التواصل الأمريكي والفرنسي والعربي يضع قطر في التوجه إلى القاهرة، هذا يفسر زيارة وزير الخارجية ونائب رئيس وزراء قطر للقاهرة.


** كيف قرأت أخر التطورا في قضية سد النهضة؟ 

الثقة في المفاوض الإثيوبي لا محل لها من الإعراب، لأنهم في العشر سنوات الماضية يناورن ولا يتقدمون قيد أنملة، على جانب أخر حالة التردد التي يبدوا عليها رئيس الوزارء الإثيوبي في قضايا الداخل لا سيما الانتخابات التعامل بشكل يراعي حقوق الإنسان، كل هذا يؤكد أن الخط الأساسي لديه غير واضح، وأنه يتردد في قراراته الداخلية، والسؤال ما الذي يجعله يغير موقفه في مسألة سد النهضة؟، الضغوط عليه كثيرة، لكن هناك رغبة في استكمال الملئ، وتأجيل الموقف إلى أن يظهر لديه بارقة أمل في النجاح بالانتخابات لكي يتمكن بعد ذلك من أن يغير موقفه السياسي، وبطبيعة الحال خاصة أن الوقت ضيق جدًا أمام البدء في الملء واتخاذ قرارت حاسمة لحماية المصالح المصرية في مياه النيل، أعتقد أن التدخل الأمريكي يصحبه نوعا من البطئ الشديد وليس في صالح مصر، ويجب أن لا تخدعنا التصريحات الوردية، بل علينا أن نركز تركيزا كبيرا في الفائدة الحقيقة من الإعلانات الأمريكية، وعلينا أن نستمر نحن في ممارسة الضغط على إثيوبيا بكافة الوسائل.

ولعل زيارة الريس الجيبوتي إلى مصر تحمل رسالة من الطرف الإثيوبي، وتشير أيضًا أن الضغط على عنق صانع القرار الاثيوبي، وبالتالي يمكن للموقف الأمريكي إذا ما كان مرتبطا بحث وإدراك بأهمية مياه النيل بالنسبة لمصر كما صرح الرئيس الأمريكي، ووزير خارجيته، إذا حدث هذا من الممكن أن نقلي بالا إلى التصريحات الأمريكية.

** بعد إعلان الرئيس السيسي بإعادة إعمار غزة بـ500 مليار دولار.. هل تصبح مصر دولة مصدرة للسلام وبناء الدول العربية؟

هذا دور تاريخي لمصر أولا، ثانيا أن إسرائيل وصلت إلى الحقيقة المريرة وهي أن للأرض الفلسطينية شعبا يستبعد من إدراتها وحكمها والتمتع بها، وأن الاحتلال لا يمكن أن يدوم، بل أن وجود الدولة الإسرائيلة نفسها أصبح على المحك، لاسيما وقد أصبح هناك هذا الزخم في تفاعل عرب 48 مع الانتفاضية المقدسية، والموقف في الضفة وغزة، وإسرائيل وجدت أن كل الجهد التي بذل في مجال الاحتلال والاستطيان وتقطيع أطفال الشعب الفلسطينيني ربما يكون قد نجح على الأرض، لكنه لم ينجح في نفوس المواطنين الفلسطينين، ولا يزال المواطن الفلسطيني يطالب بأرضه والمؤسف أنه الآن لا يتحدث عن أرض 67 إنما أصبح يتحدث عن فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، وهذا في حقيقته يجبر إسرائيل على الاستعانة بالدور المصري والتطور مع هذا الدور لاسيما إذا كان من الممكن أن يؤدي التدخل المصري إلى نوعا من الهدوء الذي يستمر إلى عدة سنوات، وإسرائيل أن الإنجازات التي حققتها المقاومة الفلسطنينة والشعب الفلسطينين والإصابات التي طالت المدن الإسرائيلية كل ذلك وضع إسرائيل مستعدة لقبول دور مصر في الإعمار؛ لأنها تثق أنه سوف يكون في غير صالح حماس، لكن الحقيقة أن الدور المصري سوف يكون في صالح المقاومة، وسلاما حقيقا في إطار حل الدولتين التي عاد الحديث إليه مرة أخرى.


** مناورات عسكرية بين مصر والسودان.. هل هناك رسالة مشتركة من الدولتين؟ 

إذا كانت المناورات بدأت بنسور النيل 1 و2، وإذا كنا الآن بصدد مناورات حماة النيل الجوية والبرية والبحرية، فنحن بصدد رسالة قوية للطرف الإثيوبي وغير الطرف الإثيوبي الذين يحاولون أن يتخذوا من موانئ البحر الأحمر ملازا لتحقيق أرباحا من دم الشعوب العربية والإفريقية، وهؤلاء جميعا وصلتهم رسالة أن الأسطول الجنوبي المصري موجودا في البحر الأحمر، وأن الجيش المصري موجود في عمق النيل، وأن التواصل بين الشعبين المصري والسوداني يعيد فطرة وادي النيل مرة ثانية، وبالتالي كل المحاولات التي يخطط لها ضد مصلحة الشعبين بأت بالفشل، وهناك رسائل عديدة وواضحة وقوية.  

** كيف قرأت تحركات الرئيس السيسي في الدول الخارجية؟

حققت الدبلوماسية الرئاسية منذ أن تولى الرئيس السيسي المسؤولية من الإنجازات ما لا يتحقق منذ عشرات السنين، وبطبيعة الحال لكل من يلاحظ أن الرئيس اتخذ من باريس محطة لإدارة حوار حول المسألية الليبية وفلسطين وإعمار غزة بمشاركة ملك الأردن مع رئيس فرنسا، وأن باريس وهي تستضيف مؤتمرا حول دعم الاقتصادات الإفريقية، تجد أن الفاعل الرئيسي في التحرك الإفريقي هي مصر ورئيسها وهذا في الحقيقة يؤكد أن الرؤيا الاستراتجية وضحت وأن الدولة المصرية تعلم ماذا تفعل.

وأظن أن المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة في أيام معدودات بهذا الشكل ودور الإسعاف المصري في مجابهة مخاطر القصف الإسرائيلي بقطاع غزة كل هذا يبين أن الصورة واضحة أن العالم بصدد دولة لديها مصالح، تستطيع أن تتحرك على محاور متعددة ليس فقط التركيز على الجانب الفلسطينيني وتتحرك سد النهضة، أو البحر الأحمر أو غير ذلك، ومصر دولة فاعلة ونشطه ودورها في مجلس الأمن وحقوق الإنسان فيما يتعلق بفلسطين والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في حق الانسانية لذلك يؤكد أنه قد جدت الحياة وأ الاسترخاء التي قد جد من قبل لن يعود.

Dr.Randa
Dr.Radwa