عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً لمتابعة الموقف التنفيذي لأعمال تطوير منطقة وسط البلد، بحضور اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، وهشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، واللواء عصام والي، رئيس هيئة الأنفاق، والدكتور محمد أبو سعده، رئيس جهاز التنسيق الحضاري، ومسئولي الوزارات والجهات المعنية.
وأكد رئيس الوزراء في مستهل الاجتماع، أن رد الفعل شديد الإيجابية لدى المواطن المصري، لما حدث من تطوير في ميدان التحرير، مضيفاً أن هذا المشهد أصبح حاضراً في كل وسائل الإعلام العالمية، ليعكس عظمة هذا الوطن وحضارته، لافتأً إلى أن ذلك يضيف زخماً لما يتم تنفيذه في مصر حالياً من مشروعات تنموية جديدة، ومشروعات أخرى هدفها الحفاظ على تراثنا الحضاري.
وأشار مدبولي إلى أن الحكومة ستعمل على تطوير عدد من الميادين والمناطق التراثية المختلفة، سواء تطوير ميدان الأوبرا، والجراج، وكذا حديقة الأزبكية، وفندق الكونتيننتال، لتسترد هذه المناطق التاريخية رونقها.
وكلف رئيس الوزراء، مسئولي هيئة الأنفاق بسرعة إخلاء حديقة الأزبكية، حيث أعلن اللواء عصام والي أنه سيتم الإخلاء بنهاية يونيو المقبل، مشيراً إلى أن الشركة المنفذة لمشروعات المترو، ستتولى سداد 40 مليون جنيه لإعادة الشيء إلى أصله، وأنها ملتزمة بذلك، وأكد رئيس الوزراء من جانبه أن هذا المبلغ سيكون جزءاً من تمويل آخر سيتم ضخه لإعادة الحديقة لرونقها، كما سيتم العمل على إعادة زراعة نفس الأشجار التي كانت موجودة، مشيرأً إلى أن المساحات الخضراء جزء أصيل من عملية التطوير.
وكلف رئيس الوزراء بالبدء الفوري في أعمال تطوير حديقة الأزبكية في اليوم الذي يتم استلامها خالية، كما أشار وزير الاسكان، خلال الاجتماع إلى أنه سيتم العمل في تطوير جراج الأوبرا في آخر شهر يونيو المقبل.
وشهد الاجتماع استعراض تقرير حول متابعة أعمال تنفيذ مشروع تحسين الصورة البصرية لمنطقة وسط القاهرة، والذي يستهدف إبراز هوية هذه المنطقة المركزية الهامة باعتبارها جزءاً هاماً من الذاكرة المصرية، مع الحفاظ على الطابع المعماري والسياق التاريخي لمنطقة وسط القاهرة، مما يعزز شعور المواطن بالفخر ببلاده والانتماء لها، وذلك بالتوازي مع مخطط نقل الجهات والمصالح الحكومية من وسط المدينة إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
وقال المستشار نادر سعد، المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء : تمت الإشارة إلى أن مخطط التطوير يقوم على إحداث نقلة نوعية بمنطقة وسط القاهرة عبر تحسين صورتها البصرية وتعظيم شخصيتها المعمارية، من خلال الحفاظ على واجهات مبانيها المميزة، وإزالة كافة التشوهات التي لحقت بها، وتنظيم لافتات المحال التجارية بأسلوب يتناسب مع الطابع العام للمنطقة، مع إظهار المباني المميزة بمنطقة وسط القاهرة ليلاً عبر إضاءة واجهاتها بأسلوب يظهر عناصرها المميزة وطابعها المعماري المتفرد، ويضفي على المنطقة ليلاً بعداً جمالياً جذاباً، واحترام حركة المشاة وذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير مسارات آمنة لهم، هذا إلى جانب ضمان استدامة المشروع واستمرارالحفاظ والصيانة، وذلك عبر تفعيل المشاركة الأهلية، ودمج الأطراف المعنية بتطوير واجهات المباني والمحال التجارية مثل ملاك العقارات، وملاك ومستأجرى المحال والمطاعم بمنطقة وسط القاهرة.
ويقوم مشروع على تطوير منطقة وسط القاهرة على ثلاث مراحل، وتم استعراض العقارات التي تم الانتهاء منها بالكامل، وتلك الجاري استكمال أعمال التطوير بها، حيث تشمل أعمال التطوير المنفذة والجارية تطوير واجهات العقارات بالكامل، وترميمها، واستكمال النقص بها، وإزالة التفاصيل المعمارية المضافة، وإزالة اللافتات والإعلانات، وتطوير واجهات المحال التجارية في الدور الأرضي.
كما شهد الاجتماع استعراض تقرير حول مشروعات تطوير القاهرة الخديوية، وتمت الإشارة إلى أن تلك المشروعات تتضمن تطوير واجهات مبنى جراج الأوبرا والمبنى الإداري لمحافظة القاهرة، ويعتمد ذلك على المزج بين فكرة إحياء التراث المعمارى لمبنى دار الأوبرا الخديوية القديمة واستخدام طراز النيوكلاسيك كأحد الطرازات المعمارية المتواجدة فى القاهرة الخديوية وذلك بغرض الحفاظ على الطابع العمرانى المميز لوسط العاصمة فى إطار مشروع إعادة إحياء القاهرة الخديوية، وهذا في إطار من إستحضار التراث المعمارى القديم وإضفاء روح الحداثة لمواكبة التطور التكنولوجى الحديث والإعتماد على خامات صديقة للبيئة.
وتم استعراض مشروع إعادة إحياء حديقة الأزبكية التراثية وميدان الأوبرا والمنطقة المحيطة، مع الحفاظ على الطراز المعماري السائد واعادة رونق هذه المنطقة الحضارية التاريخية، ووقف الظواهر العشوائية غير المخططة، حيث تتضمن رؤية التطوير لهذه المنطقة تطوير واجهات المباني التراثية وتصميم مسرح مكشوف وربطه بالمنطقة التراثية من خلال محور مركزي يربط بين الميدان والمجمع الثقافي، كما تم عرض تصور لإعادة إحياء مبنى جراند كونتيننتال القاهرة المطل على ميدان الأوبرا وحديقة الأزبكية وتحويله إلى فندق عالمي يجذب السياح للتعرف على المعالم التاريخية في منطقة وسط المدينة.