مصر والأمن القومي العربي.. خبراء: تضعه في أولوياتها منذ قديم الأزل

من قديم الأزل ومصر هي المسئولة عن الأمن القومي العربي كجزء من أمنها، وهذه المسئولية لم تكن مسئولية عسكرية فقط بل تنوعت حيث شملت كل المجالات التي قد تؤثر على الأمن القومي العربي، كما أن مصر ساعدت كثيرا من البلدان العربية في تأسيس أجهزة أمنية والتي كانت في إحدى الدول منذ أكثر من خمسين عاما، وبعد تولي الرئيس السيسي ازدادت هذه المسئولية حيث حملها الرئيس المصري على عاتقه وهو ما ظهر مؤخرا نتيجة الأحداث التي شهدتها بعض البلدان بالمنطقة العربية من فلسطين وليبيا واليمن وغيرهم من الدول التي شهدت تدخلا مصريا من أجل الوصول لتسوية أو حل.

وتواصلت "دار الهلال" مع خبير أمني وأستاذ علوم سياسية ليوضحان دور مصر الاستراتيجي والمحوري في حماية الأمن القومي العربي، اللذان يؤكدان على حجم الجهود الجهود المصرية المبذولة من أجل هذه القضية منذ قديم الأزل وحتى الآن في عهد الرئيس السيسي.      

الجيش الأول

وفي هذا السياق قال اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، إن الجيش المصري هو الجيش الأول في المنطقة العربية وليس هذا فقط وإنما بالنسبة لدول كثيرة في المنطقة، لافتا إلى أنه مؤخرا وبالتحديد في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تضاعفت قوة الجيش المصري.

مخطط استعماري

وفي تصريحات خاصة لـ "دار الهلال"، أضاف وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، أن المخطط الاستعماري ينفذ في المنطقة منذ عدة سنوات والذي يستهدف إضعاف المنطقة العربية عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا وذلك من أجل تقليل وجودها، كما أن كل هذا في خدمة إسرائيل، موضحا أن النظام الأمريكي حاول أكثر من مرة فرض وجود سياسي واقتصادي تتزعمه إسرائيل، مؤكدا أن مصر ممثلة في قواتها المسلحة هي من أفشلت هذا المخطط وحمت الوطن العربي.

الشرطة المصرية

وأوضح أن جهاز الشرطة المصرية يضرب به المثل في قدرته الفنية وأدائه الذي نتج عنه استقرارا بالدرجة الأولى في مصر وبالتالي في المنطقة العربية، لافتا إلى أهمية دور الأجهزة الأمنية السيادية المصرية في هذا الصدد، وأنها من أسست جهاز الأمن السياسي في قطر، مؤكدا أنه أحد المساهمين في ذلك.

كوادر مصرية

وأكد اللواء فؤاد علام، أن جهاز الشرطة في دولة الإمارات العربية المتحدة يستعين بالخبرات المصرية لدرجة أن هناك العديد من الضباط المصريين الذين خدموا في الأجهزة الأمنية والسيادية المصرية يعملون ككوادر في أجهزة الأمن بدولة الإمارات.

وتابع: أن كل الأجهزة الأمنية التي أنشئت منذ أكثر من 50 عاما بدولة اليمن كانت بأيدي وعقول مصرية، مؤكدا أن وزراء داخلية الدول العربية في اجتماعتهم بنسبة كبيرة يستمعون لما تعرضه مصر نظرا لأنه ينير لهم الطريق، كما أن المؤتمرات التي تعقد بمصر أو ببعض الدول العربية يكون بها على الأقل قاسم مشترك أعظم عدد من رجال الشرطة والأمن المصريين الذين يسعون لنقل خبراتهم وتجاربهم للأشقاء العرب، ليكونوا المصباح المضئ في إدارة الأمن في الدول العربية.

وأردف أن الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ترجع خلفيته الأمنية للدراسات التي حصل عليها في أجهزة الأمن المصرية، ناهيك عن جهود جهاز الداخلية المصرية المنتشرة في كثير من الدول العربية ودول العالم.

ركيزة الأمن العربي

ومن جانبه أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن مصر هي ركيزة الأمن العربي، وهي من تقود مكافحة الإرهاب والتطرف الذي يمثل أحد مهددات الأمن القومي.

قوة ردع

وأضاف سلامة في تصريحاته لـ"دار الهلال"، أن مصر تمتلك قوة ردع كبيرة ممثلة في القوات المسلحة المصرية، والتي شاركت في كثير في المنطقة العربية مثل إحلال الاستقرار وغيرها للحفاظ على الأمن القومي العربي.

حضور مصري

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن مصر كانت موجود وبقوة خلال غزو العراق على الكويت، كما هي حاضرة بقوة اليوم في كل صراعات المنطقة التي تمثل تهديدا للأمن القومي العربي سواء أكان ذلك في فلسطين أو ليبيا أو سوريا أو اليمن أو العراق، مؤكدا أن هناك حضورا مصريا فاعلا على مختلف المستويات سواء على المستوى العسكري والأمني، والذي نشهده من خلال التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر والسودان في حماة النيل، كما يوجد تدريبات عسكرية مصرية إمارتية مشتركة في زايد 3.

وتابع أن هناك تعاونا استخباراتيا ومعلوماتيا مشتركا، كما هناك اتفاقيات يتم تفعيلها بين أجهزة الأمن والقوات المسلحة المصرية ونظيراتها العربية، كما يوجد حضور مصري على المستويات الاقتصادية والتعليمي والتي تشكل مجتمعة منظومة الأمن القومي العربي على اعتبار أن الأمن القومي ليس فقط عسكريا ولكنها منظومة متكاملة تشمل العديد من المجالات.

خطوط حمراء

وأكد سلامة، أن الحضور المصري في ملف الأمن القومي العربي كان واضحا خلال عملية التصعيد بين غزة وإسرائيل خاصة بعد نجاحها في الوصول للتهدئة، كما كان الأمر في الملف الليبي من خلال الوصول إلى تسوية واستضافة الأطراف الليبية المختلفة، ووضع خطوط حمراء لكل الأطراف الإقليمية التي تسول لها نفسها تهديد الأمن القومي المصري والعربي، مؤكدا أن كل هذا يشكل صورة متكاملة للدور المصري في حماية الأمن القومي العربي.