السبت 1 يونيو 2024

الحالمون بالعسل من فم الأفعى

مقالات29-5-2021 | 12:15

لم أقصد بالأفعى هنا هذه المرة الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن المقصود إسرائيل الكيان المحتل والمغتصب لأراضي الفلسطينيين، الكيان المتحدي لجميع القرارات الدولية، الرافض لكل مناشدات المجتمع الدولي، ولأي مبادرات لحل الأزمة، وللانصياع لاقتراحات حل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. والذي يقوم على وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية، تتعايشان جنبا إلى جنب في سلام.

أغلب الإسرائيليين يؤيدون إقامة دولة واحدة ثنائية القومية، يتساوى فيها الفلسطينيون والإسرائيليون أمام القانون.. كما أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية كثيرا ما اشترط لقيام دولة فلسطينية اعتراف الفلسطينيين بالطابع اليهودي لدولة إسرائيل إلا أنهم دائما ما يرفضون ذلك.

إسرائيل دائما وأبدا ما ترفض كل الحلول لاستقرار الأوضاع والعودة إلى طالة المفاوضات من أجل السلام، وتعمل دائما على إظار نفسها بأنها الطرف المعتدى عليه رغم الفارق الكبير في العتاد والأسلحة التي تقتل بها أطفال ونساء وشباب فلسطين.

إسرائيل التي طالما جرفت أراضي الفلسطينيين وأطلقت عنان المستوطنين لاغتصاب الأراضي الفلسطينية، وهدم منازل شعب فلسطين المكلوم المغلوب على أمره، دائما ما تتودد وتظهر أمام الرأي العام العالي بأنها ضحية لاعتداءات حركات المقاومة الفلسطينية، وأن ما تقوم به هو مجرد دفاع عن نفسها.. للدرجة التي دفعت الرئيس الأمريكي جو بايدن للتصريح مؤخرا بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها.

«الأفعى» إسرائيل أوحت إلى عدد كبير من دول العالم أنها الطرف المعتدى عليه المظلوم الذي يتعرض لقصف من حركات المقاومة، وتناست ما تقوم به من هدم منازل ومقدسات لتوسعة الاستيطان الذي فُرض بقوة السلاح، كما تقتل الأطفال وتعتقلهم، وتقتل أيضا النساء والشباب والشيخ، وتمنع الصلاة في المسجد الأقصى، ومن حين إلى آخر تقتحم قواتها المسجد الأقصى تحت مرأى ومسمع من العالم.

الأفعى لا تحمل إلا سُما، فمن ظن أن في لسانها العسل فهو واهم.. ومن اطمأن لها وأعطاها ظهره؛ لدغته كما تلدغ أشقائنا في فلسطين كل يوم، من يظن أنها ستتنازل ولو عن جزء صغير مما حققته فهو لا يعرف حقيقتها الخادعة الماكرة، من يعتقد أنها ستقبل بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بسهولة فهو لا يعرف مدى خطورتها وكذبها واحتيالها، لما لها من رصيد كبير في التراجع عن الاتفاقيات ونكث العهود واستباحة ما ليس لها، يكفي أن نقول لا تنسوا أنها استباحت أرض فلسطين وقتلت شعبها ودعت مريديها من الشتات لتكوين دولة على أنقاض أمة.

الأفعى تصادر الأراضي، وتبني مستوطنات غير قانونية، وتسلب الممتلكات، وتعمل على معاناة الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم الأساسية عن طريق منع السفر من أجل العمل أو الدراسة، أو زيارة الأقارب، أو الحصول على مورد رزق، أو المشاركة في احتجاج، أو الوصول إلى أراضيهم الزراعية، أو حتى الحصول على الكهرباء وإمدادات المياه، فضلا عن إغلاق المعابر.

أخيرا وليس آخرا، الحالمون بالعسل من فم الأفعي، لا تنتظروا ما تعتقدونه ولا تتعشموا كثيرا في سُمها الذي تظنونه عسلا، حتى لا تفاجأون بعكس توقعاتكم وآمالكم.