شهدت الإصابات اليومية بفيروس كورونا خلال الأيام القليلة الماضية تراجعا طفيفا، وسط توقعات باستمرار الانخفاض خلال الأيام المقبلة، حيث أكد أطباء أنه إذا استمرر الانخفاض خلال الأسبوعين المقبلين فهذا يعني تجاوز مصر ذروة الموجة الثالثة والتي بدأت تزداد حدتها منذ أبريل الماضي، موضحين أن زيادة إقبال المواطنين على تلقي لقاح كورونا يحمي مصر من أي موجات عنيفة من الإصابات.
وشهدت إصابات كورونا أمس انخفاضا في الأعداد، حيث سجلت وزارة الصحة 1007 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، كما تم تسجيل وفاة 46 حالة جديدة.
موعد تخطي ذروة الموجة الثالثة
وفي هذا السياق، قال الدكتور عصام المغازي، مستشار منظمة الصحة العالمية ورئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن تراجع أعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا خلال الأيام القليلة الماضية لا يعني تخطي ذروة الموجة الثالثة من الفيروس، لكن يشترط لذلك أن يستمر التناقص لفترة طويلة تمتد لأسبوعين تقريبا، مضيفا أن الإصابات تراجعت من حدود 1200 إصابة إلى أقل من 1100 حالة يوميا.
وأوضح المغازي، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن تأكد انكسار حدة الموجة الثالثة من الفيروس أمر سيتأكد إذا استمر التراجع لمدة أسبوعين، وهو أمر متوقع كما نجحت مصر في تخطي الموجة الأولى والثانية من الجائحة، مضيفا أن تخطي الموجة الثالثة لا يعني انتهاء الجائحة فهناك موجة رابعة قد تتعرض لها مصر طالما لم يتلقى المواطنين.
وأشار إلى أن المهم لمواجهة الجائحة والسيطرة عليها خلال الفترة المقبلة أن يحصل عدد كبير من المواطنين على اللقاح كما حدث في الدول التي تخطت تلك المراحل مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي اقتربت من تطعيم 70% من المواطنين، مضيفا أن يأمل أن تنجح مراكز التطعيم الجديدة التي افتتحتها الدولة في محافظات الجمهورية أن تسرع من وتيرة التطعيم.
وأكد أن الحكومة تستهدف الوصول لتطعيم نحو نصف الشعب المصري قبل نهاية العام الجاري، لكن المعدل حتى الآن لا يزال يحتاج إلى إقبال أكثر من المواطنين، مضيفا أن الخوف قد يكون السبب في عدم الإقبال على الحصول على اللقاح لكن يجب على المواطنين عدم الخوف وعدم الانسياق وراء الشائعات فاللقاح آمن وفعال.
وأضاف أن ما يثار بشأن الأعراض الجانبية تهويل فمعدل الإصابة بالجلطات بعد اللقاح هو 4 في المليون، لذلك يجب عدم الخوف والحصول على اللقاح للتخلص من تلك الجائحة.
أهمية لقاح كورونا
ومن جانبه، قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، إنه يمكن القول أن مصر تخطت ذروة الموجة الثالثة من كورونا إذا استمر انخفاض أعداد الإصابات اليومية بالفيروس، مضيفا أن أعداد الإصابات خلال الفترة الماضية شهدت تذبذبا.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال أن تخطي الذروة يكون بعد فترة ثبات ثم الانخفاض في الأعداد، وإذا استمر الانخفاض خلال الأسبوع الجاري فهذا يعني أن الذروة انتهت وبدأ المعدل في التراجع بعدما ظل يرتفع منذ أبريل الماضي وحتى مايو، حيث ارتفعت الإصابات فى هذه الفترة التي شهدت شهر رمضان والأعياد.
وأكد أن المواطنين زاد إقبالهم للحصول على لقاح كورونا منذ أسبوعين تقريبا، بعد زيادة إدراكهم بأهمية اللقاح ودوره في مواجهة الجائحة والوقاية من الإصابة والحماية من الإصابات شديدة الخطورة، مضيفا أن هذا الإقبال مؤشر على عدم دخول مصر في موجات أخرى إذا اكتملت منظومة اللقاح وعدم حدوث موجات إصابات شديدة.
وأضاف "الحداد" أن مصر تعمل على استيراد وتوفير كميات أكبر من لقاح كورونا خلال الشهر المقبل، وكذلك تصنيعه محليا بهدف تطعيم نحو نصف المواطنين حتى نهاية العام الجاري، موضحا أن استمرار توفير الجرعات وحصول المواطنين على اللقاح سيقوي من مواجهة الدولة للجائحة وعدم إحداث أضرار عنيفة أو موجات إصابات كبيرة.
وأشار إلى أن الجميع عليه أن ينظر إلى تجارب الدول التي توسعت في الحصول على اللقاح مثل النموذج البريطاني الذي سجل صفر وفيات بكورونا، وخففت إجراءات الغلق، وبدأت تعود الحياة لطبيعتها، في المقابل النموذج الهندي الذي يسجل أعداد إصابات كبيرة ووفيات، لذلك يجب الحذر والالتزام بالتدابير الوقائية والحصول على اللقاح.