تبذل مصر كل الجهود الممكنة لدعم الشعب الفلسطينين، والقضاء على المعاناة التي يشهدها قطاع غزة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، واستطاعت تلك الجهود المصرية أن تسفر عن وقف إطلاق النار فى القطاع، والتوجه نحو إعادة إعمار غزة، ولفت نظر العالم أجمع إلى القضية الفلسطينية.
وتوجه رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، اليوم، إلى قطاع غزة لعقد لقاءات مع القوى والفصائل الفلسطينية بصحبة وزراء من السلطة الفلسطينية، وتأتي تلك الزيارة في إطار الجهود المصرية، لدعم الشعب الفلسطيني.
ومنذ وقف إطلاق النار في غزة، يجري الوفد المصري جولات مكوكية لاحتواء التصعيد وتثبيت وقف إطلاق النار، وترتيبات إعمار غزة، بعدما وأعلنت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ فجر يوم 21 مايو الجاري، لإنهاء حالة التوتر القائمة بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل والتي استمرت 11 يوما قتل خلالها 255 فلسطينيا و13 إسرائيليا.
وقال دبلوماسيون، إن وقف إطلاق النار في غزة، يحتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتثبيت حالة الهدوء، بالإضافة إلى معاناة الجانب الإسرائيلي من بعض المشاكل الداخلية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، ومن مصلحتة الالتزام بوقف إطلاق النار..
الجهود المصرية شاملة
في هذا السياق، قال وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابي، إن مصر تحركت بفعالية شديدة لوضع حلول عملية لوقف القتال بالأراضي الفلسطينية، ونجحت تلك الجهود، في إحداث حالة من الهدوء، ويتم العمل على تثبيت حالة وقف القتال.
وأوضح العرابي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، يبذل العديد من الجهود الملحوظة لتثبيت وقف إطلاق النار بالأراضي الفلسطينية، منوهًا بأن الأحوال في فلسطين تنطوى العديد من التعقيدات، والتشابكات، وتعدد الآراء من جانب الأطراف المعنية، والفصائل الفلسطينية.
وأشار إلى أن ضرورة إلغاء التوترات المتواجدة، وتحسين العلاقات، وإحداث التوافق بين فتح والفصائل الفلسطينية في غزة، مما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني الذي عانى كثيرًاخلال الفترة الأخيرة، متمنيًا التوفق لرئيس المخابرات المصرية، وأن تسفر جهوده عن تثببت وقف إطلاق النار، وإقرار السلام والأمن بالمنطقة.
مشاكل داخلية
وشدد على أن إسرائيل تعاني من بعض المشاكل الداخلية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى عنصر المفاجأة من قدرة الفصائل الفلسطينية بغزة، مما يجعل من مصلحتها أن تسلك طريق التفاوض والهدنة، متوقعًا أن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من الهدوء.
وأكد أن الجهود المصرية في مساندة الشعب الفلسطيني، كانت شاملة، وصلت خلالها إلى فكرة إعادة الإعمار في غزة، وهو ما شجع دولا كثيرة في أن تسهم بشكل كبير في تلك العملية، مضيفًا أن مصر ستكون أحد الدول التى تنظم هذه القفزة في إحداث التغيرات الجذرية بسير الأحداث بقطاع غزة، وفلسطين بشكل عام، وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة ودول أخرى ، كما ستكون مصر مفتاح السلام في المنطقة.
واختتم العرابي تصريحاته، بأن الهدف الأول من جهود رئيس المخابرات المصرية، هو تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، وإقرار السلام في المنطقة.
نزع سلاح حماس
وفي سياق متصل، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تبذل قصارى جهدها لإيجاد حلول مقبولة من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي فيما يتعلق بملفين رئيسيين؛ وهما تثبيت وقف إطلاق النار، وعملية إعادة الإعمار في غزة.
وأضاف رخا في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن وقف إطلاق النار في غزة، يحتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتثبيت حالة الهدوء، فجميع الأطراف المعنية بوقف القتال، لديها مصالح خاصة تسعى إلى تحقيقها من وراء الهدنة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تريد استغلال وقف إطلاق النار لنزع سلاح حماس، وفرض مزيد من الحصار عليها.
توفيق وجهات النظر
وأشار إلى أن رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، يحاول التوفيق بين وجهات النظر من خلال التنقل بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، منوهًا إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، جابي أشكنازي، قد زار مصر بصحبة وفد كبير للتباحث حول تثبيت وقف إطلاق النار والمطالب القائمة، وملامح المرحلة القادمة، متوقعًا وصول وفد من حماس برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، للمشاركة في التباحث حول الوضع الراهن.
وأكد أن وقف إطلاق النار يترتب عليه توقف أي أعمال استفزازية إسرائيلية ضد الفلسطينيين، سواء فيما يتعلق بحي الشيخ جراح، أو حي بطن الهوى بمنطقة سلوان، وعدم ترحيل السكان الفلسطينيين بالإجبار، منوهًا إلى أن تثبيت وقف إطلاق النار عملية شاقة، ولكن مصر تسعى إلى تحقيق وقف ممتد لإطلاق النار، وذلك بعد التوصل للهدنة بفضل الجهود المصرية الأخيرة.