قالت الدكتورة مني كمال الخبير البيئي، إن المشروعات البحثية الجديدة ستعمل على فتح آفاق علمية وبحثية مبتكرة لدعم الخطة الاستراتيجية القومية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2030، فمن أهما "مشروع التغويز الذكي للنفايات الصلبة" .
وأكدت كمال، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن مشروع التغويز يعتبر واحدا من أهم المشروعات المبتكرة حديثا في مجال التكنولوجيا البيئية، وهو عبارة عن عملية هضم لا هوائية للنفايات الصلبة ينتج عنها غاز عضوي يعرف بـ"ساينو جاز"، لافتة أنه بعد عملية التكسير للمركبات العضوية داخل النظام ينتج عنها سماد عضوي يسمي بـ"بايو شار"، لافتا إلى أن "الساينو جاز" هو عبارة عن غاز ينتج عن تكسير المخلفات العضوية يمكن استخدامه في توليد الكهرباء النظيفة التي تساعد علي تشغيل المصانع أو القري الفقيرة، كما يمكن تحويله إلي شبكة الكهرباء مباشرة.
وتابعت كمال، أن من أهم نتائج الهضم اللاهوائي للمخلفات الصلبة، السماد العضوي المعروف باسم "البايو شار" وهو عبارة عن سماد عضوي جيد جدا وامن علي المحاصيل الزراعية وعلي الإنسان كما يعمل علي زيادة ضعف إنتاج المحاصيل المزروعة، مشيرة إلي أنه تمت عمل الدراسات والأبحاث اللازمة فوجد أنه يمكن استخدامه في المناطق الصحراوية قليلة المياه، حيث يعمل علي حفظ جزيئات الماء أطول فترة ممكنة داخل تربة النباتات مما يقلل استهلاك المياه.
وأضافت، أن المشروع جاري بالفعل تشغيله بمحافظة الفيوم وجاري التأكد من عوامل الأمن والسلامة اللازمة للمشروع، لافتة إلي أن المخلفات العضوية التي يمكن استخدامها لعملية التغويز للنفايات الصلبة هي مخلفات المنازل والمزارع والمصانع وغير ذلك من المواد الصلبة، لافته أن تلك االمشروع مؤمن بالكامل ولا يصدر أي انبعاثات ضارة لأنه يعمل بالنظام المغلق دون تدخل الإنسان وبدون هواء أو أكسجين حتي لاينتج عنه أي مخلفات، كما أن النظام ذكي بالكامل.
كانت الدكتورة منى عثمان القائم بأعمال عميد معهد بحوث البيئة والمواد الطبيعية والباحث الرئيسي للمشروع، قد قالت إن عمليتي الإنتاج والتنقية للغاز الناتج تعتمد على نسبة المركبات الكربونية في النفايات المستخدمة كمخزون، لتغذية الجهاز المسئول عن تحويل النفايات الصلبة لغاز، وتتوقف هذه النسبة بشكل كبير على جودة عملية فرز تلك النفايات، لذا تم تطبيق العديد من الجهود لفرز النفايات الصلبة باستخدام تقنية أجهزة الاستشعار، إلا أن هذه التقنية تعاني من انخفاض الدقة ومن تلف الأجهزة، لافتة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم حلولًا أكثر مرونة في جودة عملية الفرز.