السبت 15 يونيو 2024

البنت القوية .. متطورة وعملية

11-5-2017 | 09:52

تحقيق: نيرمن طارق

«أنا سترونج أندبندنت ومان » عبارة تتداولها الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعى فى إشارة إلى قوة شخصياتهن واستقلاهن والافتخار بنجاحهن وإنجازاتهن على المستويين العملى والشخصى، لكن من الفتاة التى تستحق لقب strong woman أو المرأة القوية؟ وهل هذا اللقب مجرد موضة تصدرها الفتيات من رواد فيس بوك، أم واقع تعيشه الفتيات أو يسعين إلى تحقيقه؟

فى البداية تقول لمياء أيمن 28 سنة: البنت القوية هي التى لا تعيش عالة على أبيها أو أخيها، وتسعى لتطوير مهاراتها ومضاعفة قدراتها بالتعلم والعمل حتى تصل إلى الاستقلالية والاستغناء عن أى شخص.

بينما تصف ندى عبد الرازق 17 سنة، طالبة، الفتاة القوية بأنها من تستطيع التركيز فى دراستها دون أن تضيع وقتها على فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى التى تسرق الوقت، وهى من لا تفقد حماسها بسبب الإجهاد الناتج عن اليوم الدراسى وبعده الدروس الخصوصية.

وتقول ياسمن أسامة 24 سنة: الفتاة المستقلة هى من تعمل لاستكمال تعليمها وأنا أرى نفسى إلى حد ما قوية ومستقلة لأن فى وقت من الأوقات جمعت بين العمل والزواج والدراسات العليا.

الاعتماد على النفس

وتقول فاتن سليمان 29 سنة: البنت القوية المستقلة هى من تستطيع الاعتماد على نفسها بشكل كامل، فالفتاة التى تعمل ثم تعود إلى المنزل لتطلب من والدتها تحضير الطعام ليست فتاة مستقلة بل فتاة مرفهة لأن الاعتماد على النفس هو حقيقة القوة والاستقلال.

أما مريم سمير 22 سنة فترى أن هذا اللقب تستحقه الفتاة التى لا تسمح للضغوط والمشاكل مهما كانت كبيرة أن تنال من عزيمتها أو تضعف إرادتها، لافتة إلى أن الفتاة فى المجتمع المصرى تتعرض للعديد من الضغوط حالة تأخرها في الزواج أو الإنجاب، مؤكدة أن الفتاة القوية من تستطيع مواجهة ضغوط المجتمع بكل شجاعة وتفعل ما من شأنه تحقيق أهدافها دون الاهتمام بنظرات المجتمع.

التمسك بالقيم

وترى شيماء عبدالفتاح 25 سنة أن الفتاة القوية المستقلة هى التى تنجح فى دراستها وعملها مع التمسك بقيم ومبادئ مجتمعها، لافتة إلى أن البعض يعتقد أن القوة والاستقال فى التمرد على العادات والتقاليد ومخالفة توجيهات الأب والأم.

بينما ترى سارة محمود 19 سنة أن الفتاة التى تتزوج من تحب وتعمل ما تريد وتدرس ما يوافق رغباتها وميولها هى من تستحق أن تلقب بـ  strong woman لأن الأسرة غالباً تتدخل فى اختيار البنت لزوجها ولدراستها ولعملها، مضيفة: «أنا أثبت قوتى واستقلاليتى بإصرارى على دراسة تصميم الأزياء بكلية الفنون التطبيقية رغم معارضة الأسرة لدخولى تلك الكلية .»

دفاع عن النفس

وعن أسباب انتشار مصطلح المرأة القوية المستقلة على مواقع التواصل الاجتماعى تقول د. بسمة سليم، خبيرة التنمية البشرية: هذا اللقب واحد من المصطلحات التى ظهرت على فيس بوك، وكل فتاة تستخدمه وفقاً لظروفها الخاصة، وفى الغالب يستخدم كنوع من التعويض بعد المرور بقصة حب فاشلة أو بعد الفشل فى القيام بمهمة ما فى العمل، أو للدفاع عن النفس حتى تصل رسالة لمن حولها تفيد بقوتها وعدم انهيارها، وهناك من تستخدمه دون وعى للمعنى الحقيقى للقوة والاستقال فتتصرف بتمرد دون مراعاة لثقافة المجتمع ثم تطلق على نفسها لقب قوية، بينما تستخدمه بعض الفتيات للتفاخر بنجاحهن وعملهن ورصيدهن المالى.

عذراء أورليان

شهدت صفحات التاريخ في كل بلدان العالم نماذج للفتاة القوية التي استطاعت أن تتحدى كل القيود وتكافح من أجل الحرية على المستويين الاجتماعي والسياسي، ولعل من أشهر تلك النماذج «جان دارك » الفتاة الفرنسية الصغيرة من أورليان التي لعبت دوراً كبيراً في تحرير بلادها وحربها ضد النبلاء الموالين للإنجليز، فعندما كانت في الثالثة عشرة سمعت أصوات القديسين تطالبها بمقاومة المستعمرين فكانت الملهمة للمقاتلين، ورغم النجاح الذي حققته لكنها وقعت في الأسر وتم اتهامها بالسحر وأحرقت عام 1431 وهي في التاسعة عشرة من عمرها ، لكن تم رد اعتبارها وتوجت في القرن العشرين قديسة يحتفل الفرنسيون بها كل عام.