ثبت بالنسبة للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، أن إغراء العودة لتدريب ريال مدريد الإسباني أكبر مما يستطيع مقاومته .
وأسفر أول موسم كامل تولى فيه أنشيلوتي تدريب إيفرتون، عن احتلال الفريق المركز العاشر في بطولة الدوري الإنجليزي، ولم يكن هناك أي مؤشرات على أن المدرب الإيطالي يقوم بأي عمل آخر سوى التخطيط للمستقبل في ملعب "جوديسون بارك".
ولكن بعد ذلك، رحل الفرنسي زين الدين زيدان عن ريال مدريد، ليتغير كل شيء، وفي لحظة عاد أنشيلوتي إلى الفريق الملكي بعد ستة أعوام من رحيله عن الفريق، منهيا ولايته الأولى التي حفلت بالأحداث وتضمنت فوزا تاريخيا بدوري أبطال أوروبا.
وحينما رحل أنشيلوتي عن ريال مدريد في عام 2015، قال فلورنتينو بيريز رئيس النادي: "ما الشيء الخاطئ الذي فعله أنشيلوتي ؟، لا أعلم"، حيث كان الطرفان قد اتفقا على الرحيل بهدوء، وبقيت علاقة الصداقة الشخصية بين بيريز وأنشيلوتي الأمر الذي سهل عودة الأخير لتدريب الفريق الملكي.
واختار بيريز الاستغناء عن أنشيلوتي رغم تحقيقه للقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخ النادي، بالإضافة إلى كأس ملك إسبانيا وكأس العالم للأندية.
ومع ذلك، فإنه لم ينجح في تحقيق لقب الدوري، ولذلك يسعى أنشيلوتي، والذي سبق له تدريب ميلان وتشيلسي وباريس سان جيرمان، إلى إعادة لقب الدوري الإسباني لخزائن الفريق الأبيض، وإبعاد الغريم اللدود للفريق في العاصمة أتلتيكو مدريد عن القمة.
وسيكون هناك العديد من الوجوه المألوفة لأنشيلوتي في غرفة الملابس بريال مدريد، لكن سيكون هناك العديد من الغائبين أيضا.
وخلال الولاية الأولى لأنشيلوتي كمدرب للفريق، ساعد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الهداف التاريخي لريال مدريد، الفريق على تحقيق الإنجازات في وجود أنشيلوتي، لكنه الآن متواجد في مدينة تورينو الإيطالية حيث يلعب لفريق يوفنتوس.
وربما سيعاني أنشيلوتي من تحقيق الأرقام الهجومية في فترته الأولى بالعاصمة الإسبانية، لكنه يدرك تماما ما هو متوقع من فريقه.
وقال أنشيلوتي لوسائل الإعلام، اليوم الأربعاء: "تاريخ هذا النادي يجبرك على اللعب جيدا وتقديم مباريات رائعة، أنا واثق من أن كرة القدم تغيرت في تلك السنوات نحو نهج أكثر تنظيما، لكن فكرة ريال مدريد يجب أن تظل كما هي".
وأضاف: "لم يعد كارلو أنشيلوتي كما هو منذ ستة أعوام، لقد أصبح لدي ستة أعوام أخرى من الخبرة والإيجابيات والسلبيات، كنت سعيدا في إيفرتون حيث تطورت كشخص وكمدرب".
وتعد بطولة الدوري الإسباني هي البطولة الوحيدة من الدوريات الخمس الكبرى التي لم ينجح أنشيلوتي في الفوز بها، ويعلم المدرب الإيطالي جيدا أكثر من أي شخص آخر أنه حتى النجاح على أرض الملعب لن يكون كافيا للبقاء في أحد أفضل الوظائف في كرة القدم.