الجمعة 10 مايو 2024

«الطقة أو الوضيمة» بين الكراهة والإسراف والتحريم.. الأزهر يحسم الجدل

عزاء

تحقيقات3-6-2021 | 12:21

محمد الأسيوطي

عند حدوث حالات الوفاة وخصوصا في القرى والأرياف تجتمع عائلة المتوفي وتقدم وجبات للحاضرين سواء غداء أو عشاء وممكن أن يستمر هذا لأكثر من يوم، إذ تسمي أحيانا «طقة»، أو أي اسم حسب البلد أو القرية، واسم هذا الطعام الشرعي هو «الوضيمة» عكس الوليمة التي تقدم في الأفراح، وفي بعض الأحيان تصل المبالغة لعمل وجبات في يوم الخميس وبعد أربعين يوم من الوفاة التي تسمى «الخمثان والأربعين»، ومنهم من يعتبر هذا الفعل من الصدقة واجتماع الأهل، لذا حرصت «دار الهلال» على إبراز أهم الأحكام الشرعية «للوضيمة» والطعام المقدم في المآتم:

العزاء والتعزية عموما مشروعة ومرغب فيها لكن بضوابط، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عزى مصابا له مثل أجره»، وقوله: «من عزى أخاه بمصيبة كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة».

وبدع الجنائز كثيرة والخروج عن الضوابط السنية والتمسك بالعادات والتقاليد البالية أكثر، قال تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»، ولما قتل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اصنعوا لآل جعفر طعاما ، فإنه قد جاءهم أمر يشغلهم عنه».

الطعام مستحب

وبهذه الصورة من إطعام أهل الميت وخاصته فالطعام مستحب لإنشغال أهل الميت وحزنهم، لكن إصلاح أهل الميت طعام وجمعهم للناس عليه فلم ينقل فيه شيء، وهو بدعة ضلالة غير مستحبة ومن العادات فقط وليس عليها أي دليل شرعي.

وعرفا هو ليس من الاجتماع المطلوب لأن الحزن يكون سائد بين الخواص وهذا الأكل والشرب والصورة الإحتفالية تأذيهم، وبالتأكيد هو ليس من الصدقة التى يجب أن تكون في إطار الشرع الحنيف، وهو من التباهي والتفاخر بين الناس والإسراف المنهي عنه.

وقال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: «كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة»، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك لنا باب للخير إلا وعلمه لنا وقال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وفي رواية: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد متفق عليه.

الأزهر الشريف

من جانبه، قال فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف الأسبق، إن إطعام الطعام للفقراء والمساكين ولإكرام الضيوف بصفة عامة من الأمور الجيدة، نظرا لقوله تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، ( ٨ ) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ( ٩ )، ويشترط البعد عن الإسراف والتباهي كما أشارت الآيتان.

وعن ما يتعلق بالموت، أضاف شومان في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أنه لا وجود في شريعتنا لما يعرف بالأربعين ولا الثانوية ولاغيرهما من مسميات،  والمشروع هو تقديم الطعام لأهل الميت من الأقارب والجيران، وليس ما أبتدعه الناس من تحويل مناسبات العزاء إلى مايشبه الأفراح بما فيه من تقديم الطعام للمعزين بشكل مبالغ فيه، وإنما يطعم من جاء من سفر بعيد لواجب العزاء وإطعامه على جيران أهل الميت لانشغالهم بما أصابهم، ولابأس أيضا في تقديم الطعام كصدقة عن الميت من غير أن ترتبط بأوقات محددة.

وأشار إلى أن خلاصة الكلام والحكم في المسألة أن المذاهب الأربعة المتبوعة اتفقت على أن اجتماع الناس على طعام بيت الميت أمر مكروه مخالف للسنة ومنهم من قال أنه بدعة، لافتا أنه يجب على المسلم الحريص على دينه عدم المشاركة في مثل هذا لتنقية الدين من ما أحدث فيه.

Dr.Radwa
Egypt Air