صدر حديثا للكاتبة والباحثة شيماء عمرو، كتاب" مركاز هاراف" عن المجمع الثقافي المصري، حيث تشارك به في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وتهدف هذه الدراسة التي يضمها الكتاب إلى الوقوف على أحد أهم وأول المدارس الصهيونية الدينية في فلسطين «مِركاز هاراﭪ»، التي أسسها الحاخام الصهيوني «إبراهام إسحاق كوك» الذي راح يضع أفكاره وآراءه المؤيدة للاستيطان في فلسطين، والداعمة للحركة الصهيونية، والمتساهلة مع اليهود العلمانيين والتي شكَّلت لأول مرة –فلسفة شاملة للصهيونية الدينية– موضع التطبيق على أرض الواقع؛ ذلك أنَّ «كوك» سخر حياته وكتاباته لأجل التوفيق بين الدين والسياسة، وبين المتدينين والعلمانيين، مستخدمًا في ذلك خلفيته الدينية «التلمودية» وتعمقه في فكر «القبّالة» (التصوف اليهودي).
وكان على يقين من أنَّ جيل المستوطنين الصهاينة في فلسطين هو الجيل الذي ينتمي إلى «عصر المسيح المخلص». وإنَّ الرواد بالرغم من لا دينية عدد كبير منهم، إنَّما ينفذون تعاليم الدين باستيطانهم في فلسطين، وقد اعتبر الصهيونية «هبة إلهية» داخل الروح اليهودية، تسبق قدوم «المسيح المنتظر» والصهاينة –عنده– هم «يد الله» التي تنفذ المهمة السماوية لتقريب موعد «الخلاص»، وهم بهجرتهم إلى «أرض إسرائيل» يساعدون –على نحو غير مُتعمد– عمل الرب الذي سوف يتوج الخلاص الأكبر.
إنَّ تأثير القيم والأفكار والقواعد التي أسست لها وأرستها مدرسة «مِركاز هاراﭪ» وفروعها ما زال جليًّا في صفوف النُخبة الحاخامية، والتربوية لتيار «الصهيونية الدينية» وأنَّ هذا التأثير ما انفك يترك بصماته وظلاله على الخطاب العام السائد في هذا المعسكر.
يذكر أن شيماء عمرو هي باحثة في الشؤون الإسرائيلية، ومترجم لغة إنجليزية وعِبرية، محرر شؤون دولية لدى العديد من الصحف، تخرجت في كُلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها، حاصلة على درجة الماچستير بتقدير (ممتاز) في الدراسات الآسيوية قسم دراسات وبحوث الأديان المُقارنة (تخصص ديانة يهودية)، شاركَت في ترجمة موسوعة النظرية الأدبية المُعاصرة لـ "إيرينار. مكاريك"، الصادرة عن المشروع القومي للترجمة، المجلس الأعلى للثقافة في (2012).