دفع الشغف بالتاريخ والآثار وحب التراث مجموعة من الشباب السكندري، وهم "شادي عبد الهادي، آية رمضان مصطفى، فاطمة علاء، آلاء علي، فتحية سمير، عبد المنعم موسى، حسن صلاح"، لإطلاق مبادرة لرفع الوعي الأثري وتنشيط السياحة الداخلية، أطلقوا عليها مبادرة "أحفاد إسكندر".
شادي عبد الهادي، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية، ومؤسس مبادرة أحفاد إسكندر، يروي حكايتها لـ"دار الهلال" موضحًا أنها مبادرة بهوية سكندرية، بدأت نشاطها في نهاية عام 2020، مؤسسيها هم مجموعة من الطلاب الدراسين لمختلف فروع التاريخ والآثار. عن هذا المسمى، يقول شادي عبد الهادي: "اخترنا اسم "أحفاد إسكندر" لنضفي على المبادرة روح وطابع سكندري، فالبداية كانت من مدينة الإسكندرية الزاخرة بالمعالم الأثرية من مختلف الحقب الزمنية".
يكشف "شادي" أهداف المبادرة ، أن مؤسسي المبادرة وضعوا نصب أعينهم عدة أهداف، أبرزها نشر الوعي الأثري بين أفراد المجتمع لتذكير المواطن المصري بتاريخه وآثاره ومواطن الجمال في بلاده، وكانت أول خطوة هي إنشاء صفحة للمبادرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"انستجرام" لعرض أهم المعالم السياحية في مدينة الإسكندرية، متتبعين ما خلفته الحضارات السابقة على أرض المدينة الساحلية، منذ العصر اليوناني وحتى العصر الحديث، عن طريق استقراء الشواهد المادية لتراث هذه العصور ومحاولة تحليلها وتفسيرها وإظهارها للجمهور بشكل مبسط.
ويضيف، تهدف المبادرة أيضًا إلى تدعيم وتنشيط السياحة الداخلية من خلال تسليط الضوء على الأماكن والمعالم السياحية في الإسكندرية وخارجها، غالبًا ما تكون هذه الأماكن هي الأقل شهرة وزيارة بين المعالم السياحية، مبينًا أن مؤسسي المبادرة يحرصون على تقديم محتوى مقروء ومرئي عن هذه الأماكن، ودائمًا ما يحرص أعضاء المبادرة على التجول بين أروقة وشرايين المدينة والتقاط الصور لمبانيها ومعالمها الأثرية، وكذلك كتابة المقالات الشيقة عن تاريخ المدينة وحكاياتها والموروث الشعبي والثقافي اعتمادًا على معلومات صحيحة وموثقة. ويشير "شادي" إلى أن أنشطة المبادرة لا تقتصر على المحتوى المقدم على مواقع التواصل الاجتماعي، بل يتم تنظيم جولات وزيارات للعديد من الأماكن السياحية في الإسكندرية وخارجها.
وتابع: "قمنا الفترة الماضية بزيارة أماكن كثيرة، مثل قلعة قايتباي، منطقة كوم الشقافة، المدرج الروماني، متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية، وشارع المعز لدين الله والدرب الأحمر ومنطقة القلعة بالقاهرة، كما نظمنا زيارة للمتحف القومي للحضارة المصرية عقب افتتاحه".
ولفت إلى أهمية هذه الجولات في تنشيط حركة السياحة الداخلية، منوهًا بأنه يتم تقديم شرح مبسط وسلس حول تاريخ وعمارة هذه الأماكن لنقل حب التاريخ للزوار ورفع وعيهم الأثري ودفعهم لزيارة المزيد من الأماكن السياحية في مصر. ويخطط فريق المبادرة لعمل أفلام قصيرة عن تاريخ الإسكندرية والحضارات التي تعاقبت عليها والجاليات الأجنبية التي عاشت فيها، بجانب إصدار جريدة أسبوعية للتوعية والتنويه بأهمية التاريخ والأماكن الأثرية ولنشر الوعي الأثري على نطاق أوسع، فضلًا عن التطوع والمشاركة مع وزارة الآثار لتطوير المناطق الآثرية والعمل على تواجد كوادر شبابية بها بشكل مستمر للشرح والتفاعل مع الزوار.
وكذلك إقامة معارض "ماكيت" لأشهر الشوارع التاريخية بالإسكندرية، بالإضافة إلى عمل عروض مسرحية تاريخية لنشر الوعي الأثري بطريقة غير تقليدية حتى يتسنى للجمهور التعرف على تاريخ بلدهم، كما يسعى فريق المبادرة للتعاون مع أقسام التاريخ والآثار بالكليات المختلفة في محافظات الوجه البحري لعمل أنشطة صيفية تؤهل الطلاب لسوق العمل ومتطلباته، وأيضًا تنسيق وتنظيم تدريبات معتمدة من جهات رسمية حول الإرشاد السياحي وفروع التاريخ والآثار. ويؤكد "شادي" أن ردود الأفعال عن المبادرة جاءت محفزة بشكل كبير ودفعت أعضاءها لبذل مجهود أكبر، حيث ازداد عدد المتابعين على صفحة الفيس بوك بشكل سريع وغير متوقع، ودائمًا ما تأتي تعليقات ورسائل شكر عن الجهد المبذول لإظهار التراث السكندري وتاريخ المدينة الساحلية بشكل شيق. وعند تنظيم أي زيارة تأتي ردود أفعال إيجابية ومرضية بشكل كبير، ودائمًا ما يحرص أعضاء المبادرة على معرفة آراء وتعليقات الزوار ومقترحاتهم، وينوه بأن فريق المبادرة يرحب بانضمام أعضاء جدد.
أوضح "شادي" أنه في الوقت الحالي لا توجد أي جهات أو مؤسسات تدعم المبادرة، فهي قائمة على التمويل والجهود الذاتية لأفراد المجموعة، ونأمل في الفترة القادمة مع توسع أنشطة المبادرة أن تدعمنا المؤسسات العلمية والثقافية. ويختتم حديثه بأن هناك تعاون ودعم كبير من المسئولين والعاملين بالأماكن السياحية، فدائمًا ما يكون مديرو تلك الأماكن والمفتشين الأثريين مرحبين بفريق المبادرة والزوار ومشيدين بفكرتها.