لم يكن مشوار محمود عبد العزيز نحو الفن والنجومية مفروشا بالورود، وعانى في بداية حياته عندما حزم حقائبه وشد الرحال من الإسكندرية إلي القاهرة بحثا عن فرصة ليثبت به أنه ممثل لا يجيد سوى التمثيل، حتى تلقفه المخرج نور الدين الدمرداش وعمل معه مساعد مخرج في 4 مسلسلات، خلال تلك المدة التي قضاها "عبد العزيز" مع نور الدمرداش عرضت عليه عدة أدوار في أعمال فنية، ولكن "الدمرداش" رفض أن يشترك فيها محمود عبد العزيز الذي كان يتوسم فيه خير ويجد فيه كل مقومات البطل ويتنظر الفرصة التي يدفعه فيها نحو النجومية حتى لو تأخر ظهوره.
سنحت الفرصة أمام المخرج نور الدمرداش ودفع بـ محمود عبد العزيز ليقف أمام محمود ياسين ونيللي في مسلسل"الدوامة" في عام 1973، ولسوء حظ محمود عبد العزيز إندلعت حرب أكتوبر 73، وتأجل عرض المسلسل سنة كاملة أضيفت إلي سنوات تأخر "عبد العزيز" في دخول الفن، وبعدها جاءت إنطلاقته الحقيقية في السينما عندما قدم فيلمي "حتى آخر العمر" و"الحفيد" 1975.
بالرغم من تقديمه عدد كبير من الأفلام إلا أن أقرب الأفلام إلي قلبه كانت "العذراء والشعر الأبيض، الشياطين، المعتوه، لا يزال التحقيق مستمرا، فقراء لا يدخلون الجنة"، بينما كان يمثل له فيلم "العار" نقلة فنية في مشواره، كان معروف عن محمود عبد العزيز حرصه على التنوع واختيار أدواره بعناية شديدة وكان يرفض الأدوار التي لا تستفزه كفنان وبالرغم من رفضه فيلم "ليال" تأليف جورج إبراهيم، وكتب له السيناريووالحوار فيصل ندا، وإخراج حسن الأمام، وشارك في بطولته سهير رمزي وحسين فهمي، إلا أنه وافق بعد إلحاح شديد من أصدقائه في الفيلم ومجاملة لهم وكما توقع سقط الفيلم الذي أعتبره محمود عبد العزيز غلطة لم يكررها طوال حياته.
بعد تحقيقه شهرة كبيرة ونجومية خلال مشواره الفني إلا أن الحنين إلي الإسكندرية وخلايا النحل كان يرواد الفتى الذي رفض أن يعمل في تخصصه بعد حصوله على بكالوريوس الزراعة واختار الفن الذي وهبه كل حياته.