الإثنين 27 مايو 2024

السيسي 7 سنوات من البناء.. المتحف القومي للحضارة.. منارة الفسطاط التاريخية

المتحف القومي للحضارة المصرية

ثقافة4-6-2021 | 18:33

أحمد البيطار

سبع سنوات مرت على تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر، سبع سنوات من الإنتاج والبناء، سبع سنوات من الجهد والاجتهاد، سبع سنوات من العلم والثقافة والتنوير والإبداع، سبع سنوات وأسم مصر يعلو كل يوم عن سابقه على كافة المستويات عربيًا ودوليًا، منجزات تتحقق على أرض الواقع على مختلف الأصعدة، ليشهد العالم ميلاد الجمهورية الجديدة بأيادي أبنائها وقيادتها السياسية القوية التي عقدت العزم على حمايتها وصونها، وجعاها في مصاف الأمم المُتقدمة.

كان للثقافة والآثار نصيب كبير من اهتمام ورعاية رئيس الجمهورية الذي أولى اهتمامًا خاصًا بالثقافة المصرية وفي القلب منها الآثار، حيث شهدت مصر افتتاح العديد من الصروح الأثرية، ورفع كفاءة وترميم العديد من المواقع الأثرية وفي مقدمتها المتحف القومي للحضارة المصرية، ذلك المنارة التي تضيء منطقة الفسطاط، والتي يشع بريقها ليغمر ربوع مصر ويسطع في الأفق ليصل نوره إلى مختلف بلدان العالم التي تتوق لزيارته ورؤية آثار مصر من مختلف العصور التي حوتها جنبات المتحف، إضافة إلى مومياوات ملوك مصر الـ22 التي انتقلت إلى متحف الحضارة في موكب مهيب خطف أنظار العالم، وجعل مصر في بؤرة الضوء، مُتصدرة مانشيتات الصحف العالمية، وسط احتفاء كبير في المواقع الإخبارية العربية والعالمية لأيام عديدة.

يقع المتحف القومي للحضارة المصرية الذي يضم نحو 50 ألف قطعة أثرية تعكس الحضارة المصرية منذ عصور مصر القديمة، وما قبل التاريخ وحتى التاريخ المعاصر، بمنطقة الفسطاط بالقاهرة، العاصمة المصرية الأولى بعد الفتح العربي الإسلامي، ووقع الاختيار على الفسطاط لتكون موقعًا للمتحف القومي للحضارة نظرًا لعبقرية الموقع الذي يُعد مفترقًا لطرق التاريخ المصري، حيث القاهرة القديمة التي تضم العديد من الكنائس والأديرة القبطية، إضافة إلى المتحف القبطي، والمعبد اليهودي "معبد بن عزرا"، وأول مسجد في مصر، مسجد عمرو بن العاص بمنطقة مُجمع الأديان.

متحف الحضارة يتضمن منطقتين منفصلتين، حيث يمتد المتحف على مساحة 33.5 فدان، منها 130 ألف متر مربع مبان، وجرى افتتاحه بشكل جزئي في عام 2017، وحالياً يضم 1600 قطعة من مختلف العصور تحكي عن حضارات مصر المختلفة، ومنطقته الأولى عبارة عن قاعة مركزية مرتبة زمنياً ويعرض بها نماذج من الحضارات التي مرّت على مصر، وتشمل الحضارة الفرعونية، اليونانية الرومانية، القبطية، العصور الوسطى، الحضارة الإسلامية، والحضارة الحديثة والمعاصرة، علاوة على العديد من الأدوات الطبية من تاريخ مصر الفرعونية والتي كانت تستخدم في الجراحة، وأدوات الزراعة، والعديد من الملابس النسائية التي تعبر عن ثقافات مصر المختلفة، علاوة على كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تخرج من مصر لأرض الحجاز، وأحد المنابر القديمة من الحضارة الإسلامية. أما المنطقة الثانية فتضم الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، ومعرض المومياوات الملكية التي تم نقلها للمتحف في موكب أبهر العالم، وشهد حفله السيد رئيس الجمهورية، وشهد له العالم بالعظمة والدقة في التنفيذ، والروعة في الأداء.

وضعت مصر حجر أساس المتحف القومي للحضارة المصرية عام 2002 ليكون واحداً من أهم وأكبر متاحف الآثار في مصر والعالم وأكثرها ثراءً، ويعد المتحف القومي للحضارة الأول من نوعه الذي يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية؛ حيث تحكي أكثر من 50 ألف قطعة أثرية مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث، في إطار سيناريو عرض مبهر، يستخدم أحدث فتارين العرض المتحفي في العالم.

سيناريو العرض المتحفي للمتحف القومي للحضارة يعتمد على التسلسل التاريخي للفترات الحضارية لكل قطعة من القطع المعروضة، وذلك من خلال أدوات الصيد التي استخدمها المواطن المصري القديم، ومن أبرز القطع المعروضة بالمتحف أقدم ساعة في تاريخ البشرية، وأول ساعة مائية، وأخرى شمسية، وعدد من أدوات الزراعة لقياس المسافات والأراضي والمساحات لمعرفة الحدود مع الجار، كما يُعرض في المتحف أول مقياس للنيل الذي كان يحدد ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، إضافة إلى أنه المسئول عن الإنذار وقت الفيضان، كما يضم سيناريو العرض الطراز المعماري والتراث الشعبي في فترات مهمة من تاريخ مصر، الذي أشرنا إليه من قبل، والعديد من التماثيل من فترات متأخرة من تاريخ مصر.

وتُعد بحيرة عين الصيرة جزء لا يتجزأ من تكوبن المتحف القومي للحضارة المصرية، تلك البحيرة التي تم تنظيفها، ومعالجة مياهها، لتكون واجهة طبيعية يطل من خلالها زوار المتحف القومي للحضارة المصرية على القاهرة التاريخية، إضافة لأنها تضفي لمسة جمالية لا تخطئها عين خلال زيارة المتحف، إضافة إلى المساحات الخضراء التي تحيطها، مما يساعد في الشعور بالهواء النقي المتجدد الذي يتدفق إلى داخل المتحف من خلال الأبواب المطلة على البحيرة والمؤدية لداخل المتحف.

كما يضم المتحف مجموعة من الأبنية الخدمية، وأخرى تجارية، وأبنية ترفيهية، علاوة على مركزاً بحثياً لعلوم المواد القديمة، ومعامل الترميم، كما ضم قاعات لعروض الأفلام، ووقاعة مؤتمرات، وأخرى للمحاضرات، وعلاوة على القاعات المخصصة للأنشطة الثقافية، ليلبي حاجة زوار المتحف من المصريين والأجانب كمؤسسة متكاملة لها دورها المتميز في نشر الوعي الأثري، ويفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساء وفترة مسائية يوم الجمعة من الساعة السادسة مساء حتى التاسعة مساء. وأسعار تذاكر الدخول للمتحف 200 جنيه للزائر الأجنبي، و100 جنيه للطالب الأجنبي، و60 جنيه للزائر المصري، و30 جنيهًا للطالب المصري.