قام الطبيب المسلم "عمار بن علي الموصلي"، عام 397 هـ، بإجراء أول عملية الكاتاراكت "Cataract" أو الماء الأبيض، وهو مرض يصيب عدسة العين بالعتمة ويُفقدها شفافيتها فيسبب ضعفاً في البصر.
وقام الموصلي بإجراء تلك العملية بواسطة المقداح المجوّف الذي اخترعه وصنعه بنفسه من المعدن، ولا يشكل استعمالها أي خطر على العين ولا تزال طريقته متبعة حتى اليوم .
كما ابتكر الموصلي طريقة لمعالجة غطش أو غباش البصر الناتج من الإصابة بالحول عند الأطفال، وهو اختلاف العين اليمنى عن اليسرى أو العكس، وذلك بتغطية العين السليمة لفترة، وسبق الموصلي بهذه الطريقة غيره من الأطباء العالميين بألف عام، وهي الطريقة التي مازالت معتمدة أيضا عند كثير من الأطباء حتى اليوم.
وللموصلي كتاب وحيد في طب العيون قدمه للحاكم بأمر الله، وذلك عام 401 هـ/1010 م وهو كتاب "المنتخب في علم العين وعللها ومعالجتها بالأدوية والحديد" يتألف من واحد وعشرين فصلاً، ووصف فيه الموصلي و51 مرضاً من أمراض العين مع طرائق مداواتها، مستنداً إلى منهج علمي متطور ابتدعه لنفسه، ما أهَّل الكتاب ليصبح مرجعاً رئيساً لمن جاء بعده، لذا كثرت الاقتباسات منه في كتب المتأخرين.
وتوفي الموصلي وهو في الثالثة والعشرين من عمره، وهكذا كانت حضارة العرب والمسلمين.