الأربعاء 22 مايو 2024

بعد فوزها بـ«التشجيعية».. رضوى زكي: مصر رسخت في التاريخ وجودًا ثقافيًا وحضاريًا

الدكتورة رضوى زكي

ثقافة5-6-2021 | 14:01

بيمن خليل

عبرت الباحثة الدكتورة رضوى زكي عن سعادتها بحصولها على جائزة الدولة التشجيعية: "شعوري بالجائزة شعور يغمرني بفرحة كبيرة، حيث يشعر الإنسان أن بلده تقدره، وتعتبر هذه الجائزة ليست بالجائزة السهلة، بل تعد جائزة على مستوى عالٍ من النزاهة، جائزة تحكيمها يصدر من قرار وزاري، لن أقول بأنني لم أكن منتظرة حصولي على الجائزة أو لا، لكن أنا عمومًا في حياتي مؤمنة جدًا بمسألة السعي، فهذه الجائزة أكثر جائزة سعدت بها كثيرًا وهي الأسمى في حياتي نظرًا لأنها جاءت في وقت صعب بالنسبة لي".

وأضافت زكي، في تصريحات خاصة لـ بوابة "دار الهلال"، كتبي لاقت نجاحًا كبيرًا، فكتابي الأول قد رشح لجائزة الشيخ زايد وبالطبع هذه جائزة دولية مهمة، أما كتابي الثاني "إرث الحجر" قد فاز في معرض الكتاب العام الماضي 2020 بجائزة أحسن كتاب في مجال الفنون، كنت سعيدة جدًّا العام الماضي بفوز إرث الحجر بجائزة أفضل كتاب لأنها كانت أول مرة أحصل على جائزة، لكن عن جائزة الدولة التشجيعية شعرت بأن هذا الحدث حدث استثنائي أفتخر به، بالأخص في الفرع الذي أنا فيه وهو "التاريخ" حقيقةً ليس بالفرع السهل فهو صعب جدًّا، حيث يتنافس عليه الكثير، وأعضاء اللجنة العلمية المختصين به أساتذة لهم قدر كبير من العلم، ولهذا شعرت بما تحمله اسم الجائزة "بالتشجيعية" أن الدولة تشجعني، والأساتذة المتخصصين كأنهم يقولون لي: "أكملي...أنتِ على الطريق الصحيح".

وأوضحت زكي عن مشروعاتها القادمة بعد حصولها على الجائزة: "في بالي أكثر من مشروع لكن إلى الآن لم أقرر شيء، لأن الجائزة بشكل عام تفرض عليك مسؤولية أكبر، وتفرض عليك أن يكون لديك نوع من أنواع التوفيق في اختياراتك أكثر، لأن الناس تنتظر منك شيء أعظم وأكبر، وتحتاج أيضًا إلى أن تدقق أكثر وأنا إلى الآن لم أستقر في الوقت الحاضر على مشروع معين، خصوصًا أن ظروف كورونا جعلت معرض الكتاب غير معلوم موعده وكان لدينا شك بأنه سيقام من الأساس، ولهذا دعني أقول بأنه مازال الوقت مبكرًا لتحديد مشروع معين".

وقالت عن مجالات التوعية الثقافية في المجتمع لتشمل فئات أكبر: "يوجد محاولات كثيرة تقيمها ليس فقط الهيئات الحكومية أو الدولة المصرية، لكن لدينا مبادرات فردية، وأنا شخصيًّا شاركت فيها بتقديم سلسلة حلقات من فيديوهات تحمل اسم "مصر من البلكونة" وكانت تحاول النظر والتطلع على مصر من البلكونة كمثال، من نواحي عديدة مثل "التراث والآثار"، ولكننا نتحدث عن تراث ثقافي وإجتماعي، مثل العادات والتقاليد الخاصة بنا وبشعبنا مثل احتفالات الختان لدينا هنا في مصر فقط، ولن نجد في أي مكان آخر دولة تقوم باحتفالات الختان وهذا على سبيل المثال".

وتابعت زكي، "أنا أرى مبادرات كثيرة حاليًا لأفراد بخلاف مجهود الدولة، وأن هذا يعتبر نوع من أنواع التوعية، لكن بالطبع نحتاج إلى أكثر، لأن مصر بلد وجودها في التاريخ وجود ثقافي وحضاري، ونحن نحتاج أن نؤكد على ذلك خصوصًا مع الأجيال الجديدة، وأنه يوجد محاولات على حد علمي من المفترض أن تكون في الفترة القادمة من بداية المرحلة الرابعة الإبتدائية سيكون هناك محاولات لدراسة اللغة المصرية القديمة، وأظن أن هذا نتاج مجهود الفترة القادمة، ونأمل أن يوجد مجهودات أكثر من ذلك خصوصًا في مراحل التعليم المبكر، وتحديدًا في المرحلة الإبتدائية، لأن هذه الفترة هي الفترة التي يقاس فيها الوعي لدى الطفل".

وواصلت زكي تصريحاتها نحو التطلع إلى أهدافها المستقبيلة: "يوجد لدي أكثر من هدف، ولكن دعني أقول أنه فيما يتعلق بالتراث والثقافة، أنا أهدف دائمًا اني حين أقدم كتاباتي أقدمها لكي يقرأها أي شخص، فبالرغم أن خلفيتي أكاديمية، لكني أرى أنه مهم جدًّا في تقديمي لأي محتوى حتى لو كان محتوى أكاديمي، أني أقدمه بأسلوب بسيط ولغة سلسة، فإن الباحث لا يكتب لنفسه أو يقدم محتوى لنفسه، وأعتقد أنه لا يكتب حتى ينتهي المطاف بكتبه على أرفف المكتبات، ففكرة أنك تكون قادر بأن تصل رسالتك لأكبر قدر من القراء فأنا أعتبر هذه واحدة من أهدافي، وأظن أني بشكل أو بآخر قد نجحت في ذلك لأني أقدم كتب أكاديمية، لكن الحمد لله كتبي تباع بنسبة كبيرة، مثل كتاب إرث الحجر، وهذا الكتاب من الكتب الأكثر مبيعًا في معرض الشارقة للكتاب، وعلمت أيضًا بأنه مطلوب في ألمانيا، وهذا بالنسبة لي يعد نجاحًا كبيرًا لكتبي أن تكون إلى حد ما على قدر من الرصانة وتصل إلى القارئ العادي".

وعلى جانب آخر، قالت زكي: أنا أهتم جدًّا بفكرة أننا ننظر للآثار والتاريخ ليس من منطلق شكلها الجميل فقط ولكني دائمًا أحاول ربط هذا بالهوية المصرية، لأن هذا شيء أساسي، وبلدنا مليئة بالتاريخ والآثار.

وقالت زكي عن كتابها مصريات عربية: كتاب مصريات عربية يعدّ مختلف وأبسط كتبي الأكاديمية التي حرصت أن يكون مختلفًا، ومن حيث مضمونه فهو يتحدث عن موضوعات مختلفة تشكل في مجموعها نموذج للحضارة العربية في مصر وهذا من ناحية، أما من ناحية أخرى حاولت بأن أجعله يناسب أي قارئ سواء القارئ الأكاديمي لأنه سيجد فيه مصادر ومراجع يرجع إليها ويأخذ موضوع بحثه، وفي ذات الوقت لو قارئ ليس لديه خلفية بالموضوع تمامًا سيكون قادرًا على القراءة ولن يشعر بمشكلة، كنت سعيدة جدًّا في حفل توقيع الكتاب بمعرض الكتاب العام الماضي 2020 لأن هذا كان رأي بعض الناس في الكتاب، وأتذكر حين قال شخص غير مصريّ أنه حاول أن يقتني الكتاب ويعرف أكثر وهذا بالنسبة لي شيء مهم.

واختتمت الأديبة، تصريحاتها، قائلة: أحاول بكل قدرتي واستطاعتي بأني لا أهمل اللغة، وأحاول أن أعمل عليها جيِّدًا ليس فقط من حيث المادة التاريخية والتوثيق ولكن لأن هدفي من الأساس أن كتاباتي تظل متواجدة وتصل لأكبر قدر ممكن من القراء وسأكون أنا سعيدة بذلك.

الاكثر قراءة