الجمعة 22 نوفمبر 2024

فن

سهر الصايغ: أمي سر نجاحي.. وحلمي أن أكون نجمة المسرح الاستعراضي (حوار)

  • 7-6-2021 | 03:54

سهر الصايغ

طباعة
  • ولاء جمال

إحساسها وموهبتها تجسدا في مسلسل "الطاووس"، الذي كانت فكرته الفلسفية الراقية بالبحث عن فضيلة الحق ضد الباطل، وصدقها في تجسيدها بإحساس اغتصاب أحلامها وأفكارها وليس اغتصاب جسدها..

إنها كتلة الموهبة والإحساس الفنانة "سهر الصايغ" التى استحقت البطولة المطلقة عن جدارة، بعدما قدمت قبل ذلك أدوارا متنوعة بشخصيات غير الأخرى بكل حرفية وصدق، لذا كان اختيارها صائبا جدا من مخرج مسلسل "الطاوس" رؤوف عبدالعزيز كبطلة مطلقة، أولا لأنها تملك موهبة حقيقية، وثانيا أن البطلة كان لابد أن تكون نقية وحقيقية من داخلها ليصدقها المشاهد، وسهر الصايغ فنانة ذات جناحين، فهي تجمع بين الفن والإنسانسة، كما أنها مثقفة، والأهم أنها تشبهنا كثيرا، ورغم ذلك تختلف عن الكثير من أبناء جيلها.

أحببت أن أقترب أكثر من عمق تلك الشخصية لأتعرف على كل تفاصيل نحتها من أساسها.

 

من نحت وشكّل شخصية سهر الصايغ بثقافتها ورقيها.. وأثّر فيها لتظهر لنا بهذا الشكل؟

هى مجموعة عوامل.. لكن الرؤية الأخيرة لى بهذا الشكل النهائى جاءت بعد تجارب كثيرة مررت بها، كما أننى حريصة على إعادة الهيكلة طوال الوقت للأفضل.

 

ومن كان حجر الأساس فى شخصية سهر الصايغ؟

اثنان.. ربنا سبحانه وتعالى وأمى، فهى كل شيء فى حياتى، ليس لمجرد أنها أمى وليس فقط لهذه العلاقة، لكن هى شخصية "دماغها حلوة" وآراؤها جميلة وتمتلك حكمة من عند ربنا، وفى أمور كثيرة على طول مشواري أجد دائما آراءها "صح"، فهى شخص أساسى بالنسبة لي.

هل هى من علمتك كل شيء؟

كل شيء.. بل أخصك بأمرأول مرة أكشفه، هى من أدخلنى التمثيل أساسا؛ لأنها نفسها كانت تتمنى أن تمثل وهى صغيرة، فقد كانت عاشقة للتمثيل، لكنها لم تستطع أن تفعل هذا لأنها من أصول صعيدية، والناس والأهل والعائلة وعادات كثيرة كان صعب تكسرها وتتخطاها،  وعندما أنجبت أول "بنوتة" كان لديها نفس الحلم، وغالبا أنا ورثت هذا الشغف منها أو عشق التمثيل، فمنذ بدأت تلمح فىّ ملامح فنية فورا ذهبت بى ودعمتني وتعبت هى من أدخلتنى أم كلثوم.

 

هل تقدم لكِ النصيحة الفنية مع أنها لم تخض التجربة مطلقا.. أم أن الذى يعشق شيء يعرف تفاصيله ؟

 نعم تعرف جميع تفاصيل الفن، هذا غير الحس الفنى الرهيب الذي تمتلكه بسبب عشقها للتمثيل أو للفن عموما، لذلك دعمتني حتى لا أحرم كما حُرمت هي من خوض التمثيل رغم عشقها له.. كما أنها بالتأكيد لا ترغب في أن أشعر بقسوة المنع كما شعرت هي بذلك سابقا.

لذلك وضعت كل مشاعرها أحساسيها وعشقها داخلك أنتِ؟

نعم بالضبط..

هل تقرأين كثيرا؟

نعم أقرأ، لكن ليس بالشكل الكافى، بمعنى أننى من المفترض أن أقرأ بشكل أكبر وأوسع من هذا بكثير، لكن تأخري في القراءة بكثرة يعود لأن دراستى فى كلية الطب دراسة صعبة جدا، ما جعلني أبدأ القراءة بانتظام بعدما أنهيت دراستى.

 

إذا عُرض عليكِ دور مميز أمام أشخاص لا ترتاحين لهم إنسانيا هل توافقين؟

حتى لا أدعى المثالية، بأمانة سأقدمه وأخوض التجربة رغم أنه لن يكون أفضل سيناريو نفسى فيه، إلا أنني لن أكون فى كامل المتعة؛ لأنه طبعا فكرة الراحة النفسية والفنية معادلة عظيمة، لكنني لن أكون فى كامل المتعة، فأنانيتى الفنية ستجعلنى أجرى وراء هذا الدور المميز.

 

تقدمين الآن مسرحية "المتفائل" على خشبة القومى  الذي كنتِ تضعينه كحلم فى مخيلتك بالوقوف على المسرح؟

كان نفسى جدا أشتغل مع الأستاذ فؤاد المهندس، يعنى أنا كنت طوال الوقت أشاهد "علشان خاطر عيونك" مثلا، وأقصد فكرة الاستعراض ولا أقصد المقارنة بشريهان، بل أقصد فكرة الاستعراض على المسرح التي تعد هدفا دائما لي، كما كنت أحلم بأن أقف على خشبة المسرح مع فنان من "الجراندات" القامات الكبيرة.

حلمك جميل.. لكن أين الآن الجراندات؟

لا أعلم.. لكن أنا حلمى أن أقف مع جراند وبقيمة فؤاد المهندس، أعلم أنه لا يوجد الآن ولكنه حلمى الحقيقي.

 

هل المسرح  فعليا يفتقد ويحتاج إلى هذا الحلم الآن من الحالة الغنائية الاستعراضية؟

طبعا محتاج أكثر من ذلك، وأرى أن رواده هم من يستطيعون أن يجعلوا المسرح يقف من جديد، أنا مثلا أشعر أن الفنانة "سيمون" خُلقت للمسرح، فهى كانت أيضا تلك الحالة التى أتحدث عنها كاستعراض وغناء وكوميديا وهى آخر من قدمت هذا على المسرح.

كل فنان يكون بداخله فكرة، حتى لو لم يقدمها، وحتى إذا لم تسمح الظروف، لكن دائما ستجدينه أمام عينيكِ يريد أن يصل إلى "حتة معينة".

أنا فعلا نفسى أكون ممثلة مسرحية، هذا هو هدفى، ويمكن لم أقل هذا من قبل ويمكن الناس تشعر بغرابة من حلمى هذا؛ لأننى ليس لى باع فى المسرح، فأنا لست سهير البابلى مثلا التى كان معروفا عنها أنها ممثلة مسرحية شرسة، لكن عندما خضت تجربة المسرح وأنا أساسا من محبى الفرجة على المسرح.. هنا أنا أشبع شغفى الشديد.

 

رغم أن الدخل المالى للمسرح أقل من السينما والدراما؟

ليس بالضرورة، لكن فى المسرح حياة فنية مرعبة ومختلفة تماما عن باقى أنواع الفنون.

 

وما أخبارك مع السينما؟

السينما تاريخ.. وأنا حريصة جدا على الوجود فيها وعلى أن أترك بصمة، وأنا منتظرة الفرصة لكنها وللأمانة لا تأتى لى دائما أعمال بنفس جودة الدراما، كما الحمد لله وفضله قدمت أعمالا فى الدراما حتى من قبل "الطاووس" تركت علامات حلوة عند الناس، أريد أن أفعل هذا أيضا فى السينما خصوصا أن السينما لا ترحم ولا مجال للخطأ فيها؛ لأن الغلطة فيها تسجل.

هل تخافين لهذه الدرجة من أن يحاسبك تاريخ السينما؟

نعم سيحاسبنى وبقوة، وكل أمانيّ أن تنواجد  فنفسى أتواجد سينمائيا، لكن لا أريد أن يدفعنى هذا الشغف أن أقدم أى شيء فيها والسلام لمجرد التواجد.

 

قلتِ إن والدتك دائما معكِ فى الاختيارات.. أى منكما أعلى فى إحساسه؟

هي.. وأسير خلف إحساسها جداً.

 

وإذا عُرض سيناريو أعجبك.. وحدث تعارض ماذا تفعلين؟

حدث وعُرض علىّ لكنى أسمع كلام أمي، فالإحساس عندى أعلى، لكن جزئية الحكمة عندها أعلى وأسير خلف رأيها لأنها بعد عدد من التجارب اكتشف أنها كانت صح، فانتهى الأمر وسلمت لها نفسي.

 

أى أنها الجمهور الأول ونقطة الشرارة بالنسبة لكِ؟

جدا.. وهى قاسية جدا فى التقييم، فهي ليست من الناس التى تقول "برافو" وهكذا، بل إنها لا تقول كلمة حلو بسهولة.

 

هل تخافين أن تجلسى معها أثناء عرض أعمالك؟

نعم.. لأنها حادة جدا.

دفعنى الفضول لأعرف هذه الشخصية "والدتك" تنتمى لأى برج؟

برج الطور..

يقولون عن أصحاب هذا البرج إن لديهم شخصية حادة وعنيدة؟

أنا أقول لكِ عن الطور؛ كما أنني أحب هذا البرج جدا، ليس لأنه نفس برج أمى، لكن الطور شخصية لا أحد يستطيع أن يوقفها أو يغير لها دماغها، فهو شخصية قيادية وأنا ضد من يقول علىّ عنيدة، خاصة أن لديّ حكمة ورؤية وفهم يجعلني أتكلم "صح" يبقى تسمع الكلام وإنت ساكت.

 

مع إنِّك برج الجدى الذي تعد شخصيته قيادية ول اتتنازل عن آرائها بسهولة ؟

الجدى قيادى لكن الطور أعنف وأقوى وأشرس بكثير، معروف أن الطور أقوى الأبراج الترابية وأن الجدى والعذراء أقل منه.

 

وهل يوجد من زرع بداخلك منظومة المبادئ والمعايير (الصح والخطأ)؟

بالتأكيد.. فـ"الصح والغلط" البذرة الأساسية لمنظومة المبادئ، وحتى عندما جنحت فإننى اخترت المبادئ ولا أريد أن أبدو وكأننى مثالية، ولكن هو وصف، أنا بحب ربنا قوى وليس فكرة التدين لا أحب التشدد مطلقا فى هذه المنطقة، لكنى أتكلم على فكرة العلاقة وليس الشكل الخارجى، أنا أحب ربنا جدا وأحب هذه العلاقة قوى وأحبها بكل تفاصيلها، وللعلم كل الحاجات حلوة قوى بربنا ومريحة جدا، كما أنني من الناس التى تجدين عندهم رضا شديد وليس لدى تكالب على شيء، وهذه الجزئية أساسها هذه العلاقة التي جربتها بعدما عرفت الطريق "بدرى"، فقد كان عندى نحو 13 سنة، ولا أقصد طريق التدين، فأنا فى حياتى لم أتحجب، ولا أقصد الشكل النمطى، فهناك شىء بعيد عن هذا الشكل، هو العلاقة نفسها وهذه العلاقة لا يصل إليها كل الناس ولكن المحظوظين فقط، فهذه العلاقة تشكل حياتك كلها وتصنع لكِ حالة من التنظيم فى كل شيء، لذلك حتى عندما مررت بفترة المراهقة والشباب، ولن أقول إننى لم أجنح، لكن بالمناسبة نحن تربينا بحرية شديدة "اعمل ما تريده" ولكن تأتى حالة من الفهم وهكذا.

والحب والمشاعر كبشر؟

نعم أيضا فى الشكل وفى الإطار والحدود الصح طبعا.. وهذا أمر ليس خطأ مطلقا، هناك جملة هكذا أحبها جدا وأطبقها فى كل شيء فى حياتى وهى "خير الأمور الوسط" أنا شخصية وسطية جدا، وأعتقد أن ديننا هكذا وسطى، فأنا لا أحب التشدد، ولا أحب الخطأ، وبالمناسبة ليس لأن الخطأ فيه ثواب وعقاب، بل أنا لا أفكر فيه هكذا، فالأمر بمنتهى البساطة لماذا أخطئ؟.. بمعنى لماذا لا تنظر إلى الناس الأكبر منك لا أحب الندم بعد الخطأ، فإذا كان الشخص متزنا سيلوم نفسه ويسألها لماذا فعلت ذلك ولماذا فى النهاية أظل ألوم نفسى و"أزهقها"؟..

وفى النهاية هى طبيعة شخصيات الناس، هناك من سيريحه هذا الإطار وسيذهب إليه، وهناك آخرون سيريحهم شكل آخر وأيضا سيذهبون إليه، بمعنى أنني أنا لا أقول على شخص "غلط" وآخر "صح".. فى النهاية علاقتى مع ربنا تريحنى، ووجدت نفسى فى هذه الجزئية وبرتاح فيها ولما بطلع براها لا أتزن وقد أخطئ، وهذا وارد حتى ربنا يحب ذلك، لكن أقصد ميزاني في ذلك الوقت لا يكون مضبوطا.

 

كيف رأى المخرج رؤوف عبد العزيز كل ذلك بداخلك عندما رشحك لمسلسل "الطاووس" خاصة أنه قال لى إنني اخترت سهر الصايغ لأنها شخص نظيف من داخله والناس ستصدقها فى هذا الدور؟

أستاذ رؤوف أنا بحبه جدا.. يمكن أنا أول مرة أشتغل معاه.. لكنه شخص حساس للغاية بل رهيب فى حساسيته، وهو إنسان جدا؛ يعنى بعيدا عن دوره كمخرج تجدينه إنسانيا يعرف يجبر الخاطر ويعرف "ياخد باله" من الناس فى أدق التفاصيل، خاصة أن فكرة المخرج معناها أنه رب العمل، يعمل تحته 200 بنى آدم، ويكون حاسس بهم ويوجههم، وعندما تشاهدينه أثناء تعاملاته تكتشفين أنه شخص يعرف كيف يحس بشكل يفوق الخيال، بمعنى أنه يرى ما بداخل الشخص الذي أمامه بشكل جيد جدا.

مع العلم بأن رؤوف عبد العزيز ليس هو من رشحنى للطاووس فقط، لكنه صاحب فضل بعد ربنا سبحانه وتعالى، وهو بطبيعة الحال شخص ليس منغلق بل لطيف ويحب أن يذيب الثلج بينه وبين الناس، وأعتقد أنه يفعل ذلك ليستطيع أن يرى الناس من داخلها، فهو ذكى جدا ويعرف "يجيب الناس من جوه على الشاشة".

الاكثر قراءة