الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ثقافة

في ذكرى وفاته.. «الشيخ إمام» أول سجين بسبب الغناء في الثقافة العربية

  • 7-6-2021 | 19:37

الشيخ إمام

طباعة
  • بيمن خليل

تحل اليوم الذكرى الـ 26 على وفاة الشيخ إمام الملقب بفنان الشعب أو صوت الشعب وخليفة سيد درويش، والذي اشتهر بأغانيه الثورية وحياة النضال، والتي تعبر عن الحرية والتي استمدها من قلب الشعب المصري، وصار دويّ صدى لها، وكوَّن خلال مشواره الفني الحافل ثنائيًّا عظيمًا في الشعر والأغاني مع الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم الملقب بالفاجومي.

ولد الشيخ إمام في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة في 2 يوليو من عام 1918م لأسرة فقيرة، وكان أول ابن يعيش لهذه الأسرة من الذكور حيث مات قبله 7 إخوة ثم أتى من بعده أخ وأخت.

وتعرض الشيخ إمام في السنة الأولى من عمره لمرض "الرمد الحبيبي" وعلى إثره فقد بصره، بسبب الجهل في علاجه من استخدام الوصفات البلدية التي كان يصفها البعض في ذلك الوقت، وبرغم هذا أعطاه الله ذاكرة قوية،  فقضى إمام طفولته في حفظ القرآن الكريم، وكان ذلك على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية في أبو النمرس.

احترف الشيخ إمام الموسيقى بعد إحدى زياراته لحي الغورية فهناك قابل مجموعة من أهالي قريته فأقام معهم وعمل بالإنشاد وتلاوة القرآن الكريم، وفي هذا الوقت كان دور الصدفة في بداية مشوار الشيخ إمام حيث التقى بالشيخ درويش الحريري أحد كبار علماء الموسيقى، وأعجب به الشيخ الحريري بمجرد سماع صوته، وتبناه في تعليم الموسيقى، كما عرفه الشيخ الحريري أيضًا على الشيخ زكريا أحمد فتعلم الشيخ إمام منه الكثير.

وتعلم الشيخ إمام العود على يد كامل الحمصاني، وبدأ الشيخ إمام يتجه للتلحين، وقام بكتابة العديد من الكلمات وقام بتلحينها.

والتقى الشيخ إمام في عام 1962 بالشاعر أحمد فؤاد نجم وشكلا معًا ثنائيًّا عظيمًا في عالم الفن الغنائي، فانتشرت أعمالهما معًا بسرعة البرق بما تمتاز به من الحرية والنضال وتتخذ من المجتمع الشعبي نبضه وصوته، فتنسببت هذه الأغاني بسجنهما  ليكون الشيخ إمام أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.

وكانت أشهر أغانيه بعد نكسة يونيو 1967، أغنية صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر، ومن أشهر أغانيه أيضًا التي ذاعت وأخذت صيتًا كبيرًا أغنية مصر يمة يا بهية، وأغنية جيفارا مات، وشيد قصورك، وغيرها من الأغاني الشعبية التي تعبر عن المجتمع الذي عاش وعانى فيه.

ورحل الشيخ إمام عن عالمنا بعد رحلة فنية مثيرة وصعبة لاقى فيها مرارة السجن وقسوة الحياة، وذلك في 7 يونيو 1995، وتوفي "إمام" في هدوء بعد عزلة واعتكاف بمنزله في الغورية وكان قليل الظهور في المناسبات.