للحب قوة لا تعرف حدا، وتستطيع قهر أي شيء حتى الطبيعة نفسها بل ربما تسخر الطبيعة لأجل الحب، مثل تلك القصة التي طوعت الطبيعة نفسها لجمع شمل بطليها.
فخلال العصور الوسطى، وعلى أرض مصر، سلط الحب ناظريه على اثنين وقرر الجمع بينهما، زهر الورد ابنة أحد الوزراء الكبار وأجمل فتيات عصرها وأنس الوجود؛ الشاب الذي لا يملك سوى قلب محب لكن وقف أمام ذلك الحب جبروت والد زهر الورد الذي ما إن علم بقصة حبهما حتى حبس ابنته في معبد إيزيس بجزيرة فيلة بأسوان التي تحاوطها المياه والتماسيح من كل جانب.
وأخبر أنس أن حبيبته رحلت بلا رجعة، لكن المحب أبى أن يصدقه فطاف مصر كلها بحثًا عنها من الدلتا إلى الصعيد حتى عثر عليها، أخيرًا في جزيرة فيلة لكنه وقف أمام البر والحسرة تملأ قلبه؛ لما رأى المياه تعج بالتماسيح لتحول بينه وبين بغيته، ولأن أنس الوجود كان معروفًا بطيبة النفس وصفاء القلب أتاه أحد التماسيح، وسمح له بالركوب على ظهره، والعبور إلى الجزيرة.
وخلال ذلك تمكنت زهر الورد من الهروب من الجزيرة على متن قارب صغير دون أن تعلم بقدوم حبيبها لكن القدر كان رحيما بهما فتقابل الحبيبان في الطريق.
واجتمع شملهما ولما علم أبيها بما حدث خر أمام قوة الحب واعترف به، وعقد قران أنس وزهر على سطح معبد إيزيس في حجرة أوزوريس معا إلى الأبد.
واستلهم المصريون هذه القصة من أسطورة إيزيس وأوزيريس الخالدة التي تعبرعن قوة الحب كذلك.