رأى خبراء الاقتصاد أن مشروع ربط السكك الحديدية بين مصر والسودان من المشروعات القومية، والتي لها مكاسب اقتصادية لا حصر لها، كما سيكون مفتاح بداية تنمية اقتصادية شاملة تربط مصر بدول الجوار "السودان - ليبيا" وكافة الدول الافريقية، كما سيساهم في تعظيم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من خلال زيادة التبادل التجاري وتوصيل البضائع ونقل البضائع والسياحة.
وكان وزير النقل كامل الوزير، كشف أن هناك مشروعات تتم في الوقت الحالي مع السودان بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية، لتنفيذ دراسات مشروع السكة الحديد الذي يربط مصر والسودان، والذي يبلغ طوله 450 كيلومترا، ويمتد داخل الحدود المصرية نحو 350 كيلومترا، ثم بعد ذلك يمر ببحيرة ناصر ليصل وادي حلفا في السودان".
وقال كامل الوزير: "نعمل على 4 مشروعات في قطاعات مختلفة مع الدول الإفريقية من خلال وزارة النقل، مشروعات الربط مع دول الجوار أو البنية التحتية عن طريق مشروعات الطرق والكباري وتطوير الموانئ البحرية والجافة، وكذلك مشروعات السكك الحديد والموانئ الجافة أيضا"، لافتا إلى أن "مصر لا تلجأ لأي قروض، إلا بشروط خاصة لتنفيذ تلك المشروعات التي يتم تمويلها".
كما أعلن وزير النقل أن "الوزارة لديها خطة لرفع كفاءة خط السكة الحديد الذي يصل لميناء جرجوب بخط جديد للوصول للميناء البري في السلوم وكذلك شرق ليبيا".
تعظيم العلاقات الاقتصادية بين البلدين
فمن جانبه قال الباحث الاقتصادي محمد محمود عبدالرحيم، إن هناك دراسات حالية لإنشاء كوبري لمرور القطارات بطول 6 كيلو متر بين مصر والسودان، وسيصل القطار إلى منطقة وادي حلفا السودانية وسيتم إنشاء محطة تبادلية مركزية في المنطقة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن هذا الربط سيساهم في تعظيم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من خلال زيادة التبادل التجاري وتوصيل البضائع ونقل البضائع والسياحة، مشيرا إلى أن بلغت قيمة حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان ليصل إلى ما يقرب 862 مليون دولار عام 2020.
وتابع أن حجم التبادل التجاري يدخل فيه 496 مليون دولار صادرات مصرية للسودان، و366 مليون دولار واردات مصرية من السودان في حين تبلغ إجمالي واردات السودان من العالم حوالي 9 مليار دولار تقريباً، وهو رقم لا يرقي لقوة العلاقات بين البلدين وقرب المسافة بينهم، ولذلك فأن عمليات الربط بين مصر والسودان هامة جداً ، في العلاقات المصرية السودانية تشهد مرحلة جديدة في التعاون الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين.
وأكد أن السودان يعد سوق كبير ويحتاج استيراد العديد من المنتجات، وتحسين البنية التحتية سيسهل بلا شك من تصدير المنتجات المصرية إلى السودان، ويعد الربط السككي مكمل لجهود التعاون بين البلدين حيث أطلقت بالفعل الشراكة المصرية لنقل الكهرباء رسمياً في عام2020 خط الربط الكهربائي مع السودان بقدرة 60 ميجا وات كمرحلة أولى من إجمالى 300 ميجاوات، وهو ما يؤكد قوة الشراكة المصرية السودانية حيث أن الربط الكهربائي يساعد على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان.
له عوائد اقتصادية
فيما قال الخبير الاقتصادي سيد خضر، إن مشروع ربط السكك الحديدية بين مصر والسودان من المشروعات القومية التى لها عوائد اقتصادية واجتماعية بين البلدين وستعمل على فتح أفاق اقتصادية وشراكة بين البلدين من خلال زيادة الاستثمارات.
وأكد خضر في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن هذا المشروع سيعد شريانا جديدا من شرايين إعادة الأمل لنقل التجربة الاقتصادية المصرية إلى أصبحت نموذج اقتصادى يحتذى به في السودان من أجل إعادة بناء البنية التحتية فى السودان خاصة فى مجال الري والكهرباء والنقل.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن هناك عوائد للجانب المصرى من خلال توفير فرص عمل بشكل كبير مما ينعكس على انخفاض معدل البطالة وكذلك تحسن مستوى المعيشة، وكذلك دعم للصناعة الوطنية من خلال انتعاش حركة المبيعات بشكل كبير وزيادة فرص الاستثمار للشركات المصرية، وزيادة حجم التجارة والتبادل بين البلدين خاصة فى مجال قطاع الإنتاج الزراعي خاصة.
وعن كيفية الاستفادة في مجال الانتاج الزراعي، أوضح أن السودان تمتلك أراضي خصبة مما تساعد على زيادة القدرة الإنتاجية مما يعمل على تحقيق إكتفاء ذاتى للجانبين، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيمثل نقلة نوعية متقدمة لتوفير الوقت والجهد وإزالة العوائق فى عملية نقل الركاب والبضائع بين البلدين وزيادة حركة التجارة ،وكذلك سيكون هناك استفادة من الجانب السودانى فى تدريب عمال التشغيل والمهندسين السودانيين وزيادة فرص العمل، والعمل على إصلاح الوضع الاقتصادى السودانى.
مفتاح التنمية الاقتصادية بين مصر والسودان
كما قال الخبير الاقتصادي، محمد أنيس، إن مشروع ربط السكك الحديدية بين مصر والسودان من المشروعات القومية، والتي لها مكاسب اقتصادية لا حصر لها، كما سيكون مفتاح بداية تنمية اقتصادية شاملة تربط مصر بدول الجوار "السودان - ليبيا" وكافة الدول الأفريقية.
وأضاف أنيس في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن مشروع الربط السككي هو استكمال الطريق الذي بدأته مصر في رفع كفاءة البنية التحتية من طرق وكبارى وإنشاءات تربط مصر بدول الجوار وخاصة السودان، كما سيكون هناك قريبا إعلان عن خط سككي أخر في ليبيا، وذلك يأتي في ضوء تنفيذ المشاريع الاقتصادية واستغلال الفرص الاستثمارية والتنموية المتاحة بين "مصر والسودان".
وأكد أن السودان تعد بوابة مصر لأفريقيا فيما يخص تصدير المنتجات، وتنفيذ مشروع الربط "كيب تاون" من مصر حتى جنوب أفريقيا، خاصة أن هذا الربط مهم للتجارة ونقل البضائع، مشيرا إلى أن السودان تمتلك مساحات كبيرة من الأراضي التي تصلح للزراعة وبالتالي سيكون هناك مشاريع زراعية كبرى بين البلدين، كما تمتلك السودان فائض من الماشية الأمر الذي سيمكن مصر من استيراد من "الخرطوم"، وفي المقابل فإن مصر ستمد السودان بخبرتها في مجال التعدين