الجمعة 24 مايو 2024

هل تكرار السلام من السنة ولا «يقل المعرفة»؟

السلام

دين ودنيا14-6-2021 | 15:27

الله هو السلام، فهو اسمه وصفته الحسني سبحانه الواردة في الكتاب والسنة، وتحية الإسلام هي السلام، وتعني الأمان والحب والخير والسلامة والثناء الحسن، وأصل هذه التحية المباركة دعاء بالخير والسلامة من كل شر، والسلام يعمق الود والمحبة بين الناس.. وأمرنا الرسول صلي الله عليه وسلم بإفشائه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».

وهو من حقوق المسلمين على بعضهم لحديث: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ».

وانتشر بين الناس مقولة: «كتر السلام يقل المعرفة»، وهي مقولة باطلة من كل الوجوه لأن السلام يؤلف القلوب كما ذكرنا ويهدئ من الغضب، وثبت من قول وفعل وتوصية الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام عكس ذلك فقال أبي هريرةَ أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «إذا لقيَ أحدُكم أخاه فلْيسلِّم عليه، فإن حالتْ بينهما شجرةٌ أو جدارٌ أو حجرٌ ثم لقيهُ فلْيُسلِّمْ عليهِ».

وفي هذا الحديث دلالة قوية على تكرَّارَ السلام عند كلِّ تَغيُّرِ حالٍ وبسبب وبدون سبب ولكلِّ مَن جاءَ أو راحَ وللصُّحبَةِ والرُّفْقَةِ القَريبةِ وللغرباء من عرفت منهم ومن أم تعرف، وسواء ظل الرفيق على الحالةِ الَّتي كان عليها من قبْلِ التَّفرُّقِ أولا، فالسَّلامُ في أصله دعاء وتمني الخير  دُعاءٌ، والمسلِمون دائماً في حاجةٍ إلى الدعم والدعاء وتمني الخير لبعضهم البعض ولَو تَكرَّرَ في الزيادة من الخير خير.