السبت 18 مايو 2024

هل التوكل على الله عبادة قلبية؟

العبادات

دين ودنيا14-6-2021 | 15:32

محمد الأسيوطي

التوكل على الله عبادة قلبية، وهو صدق اللجوء واعتماد القلب على الله في جلب الخير أو دفع الشر والاستعانة به سبحانه وتفويض الأمر كله إليه وربط النتائج لمشيئته سبحانه وتعالى في الشدة والرخاء والكبير والصغير وسائر الأحوال، وعلى قدر تحقيق العبد التوكل يكون حب المولى عز وجل له لقوله تعالى: «فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»، والتوكل على الله لا يتعارض مع الأخذ بالاسباب وهو مقرون بها ولا يتنافى مع السعي والحركة وعمل البشر والاعتماد على أدوات النجاح والانجاز، إذ نبذل الجهد ونترك التقدير والمشيئة لله عز وجل الحكيم سبحانه وهو كافينا وحسبنا ونعم الوكيل: «وَمَنْ يَتَوَكّلْ عَلَى اللّه فَهُو حَسْبُه».

 

وانتظار الذرية بدون زواج والطعام في البيت بدون عمل يعتبر من الجنان، إنما نأخذ بالأسباب كما وصانا الله عز وجل فقال: «وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا» (25) فكلي واشربي وقري عينا»، وهو أمر للسيدة مريم -رحمها الله- بالأخذ بالأسباب وقد فعلت وهزت النخلة ووقع لها الرطب ولم يرسل لها القدير سبحانه طعام بدون أسباب حتى وهي في أضعف حالتها.

وعدم الأخذ بالأسباب مع التوكل يسمي «تواكل» وهو توكل مزيف وباطل ولم تدعونا إليه الشريعة التي ذمت الكسل وحضت على العمل حتى في أوقات اليأس وعدم توفر عوامل وسبل النجاح.

 

وجاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان»، فاستعن بالله ولا نعجز ونأخذ بالأسباب المادية مع الأمل في الله في إخضاع السنن الكونية وتقدير المقادير.

الاكثر قراءة