الأربعاء 22 يناير 2025

دين ودنيا

مطرود من دير.. لماذا تحتفل الكنيسة بـ«الأنبا إبرام»؟

  • 14-6-2021 | 22:23

صورة نادرة للقديس الأنبا إبرام

طباعة
  • حازم رففعت

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس الأحد، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بتذكار رحيل القديس الأنبا إبرأم، أسقف الفيوم والجيزة وبني سويف، حيث أقامت كنائس الكنيسة القبطية على مستوى الكرازة بهذه المناسبة صلوات القداسات بحضور شعبي، بحسب كل إيبارشية وظروف انتشار الوضع الوبائي لفيروس كورونا بها.

صديق الفقراء

القديس الأنبا إبرام، هو أسقف الفيوم والجيزة، وقديس قبطي معاصر لدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لقبه الأقباط بصديق الفقراء، ورجل العطاء؛ لشدة اهتمامه بمساعدة الفقراء والمحتاجين، إذ عاش هذا القديس بين القرنين التاسع عشر والعشرين من الميلاد، حيث سمع الكاتب الإنجليزي ليدر وهو في فرنسا، عن أسقف مصري قديس، فأسرع بالسفر إلى مصر مع زوجته ليلتقيا به وقد سجل لنا فصلا كاملا عن حياته، جاء فيه: «هذا القديس الشيخ عرفه العالم الشرقي كله، وأدرك أنه الخليفة المباشر لسلسلة المسيحيين الأولين غير المنقطعة»، وعبرت زوجته عن هذا اللقاء بقولها: «كنا في حضرة المسيح وامتلأنا بروح الله».

الأنبا إبرام رجل عاش عمره يساعد الفقراء المسلمين قبل المسيحين حتى لقب بـ«رجل العطاء» و«أب الفقراء والمساكين»، ووصفوه بقديس الفيوم وحبيب الفقراء حتى صار علما من أعلام الأقباط، أما عن نشأة القديس الأنبا إبرام، فهو ولد عام 1829 ميلاديا، في قرية دلجا جنوب محافظة المنيا، واسمه في الميلاد «بولس غبريال»، وتعمد في كنيسة السيدة العذراء الأثرية – حرقت بالكامل في أعقاب الهجوم الذي حدث على كنائس دلجا من قبل بعض المتطرفين عقب فض اعتصام رابعة في 14 اغسطس 2013، وتوجه إلى دير السيدة العذراء بالمحرق، ورسم راهبا باسم «بولس غبريال الدلجاوي المحرقي» عام 1838 ميلاديا، ثم صار رئيسا لدير المحرق.

دخوله للدير

التهب قلبه بحب الله، فقد التحق بدير السيدة العذراء مريم المحرق شمال محافظة أسيوط، الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى اسم أحد الرهبان المعروفين، بولس المحرقي عام 1848، وعندما دعاه الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا آنذاك للخدمة حول المطرانية إلى مأوى للفقراء، حيث استمر أربعة أعوام وبعدها رسم فيها قسًا عام 1863ميلاديا.

ولحبه في الرهبنة عاد إلى ديره، حيث أُختير رئيسًا للدير، فجاءه شبان كثيرون للتلمذة على يديه بلغ عددهم أربعون راهبًا، لكنه إذ فتح باب الدير على مصراعيه للفقراء وسكب كل إمكانيات الدير لحساب أخوة المسيح «الفقراء»، ثار البعض عليه وعزلوه عن الرئاسة وطلبوا منه ترك الدير.

طرده من الدير

طُرد القس الراهب بولس وتلاميذه «الأنبا إبرام»، بسبب عطفة الزائد للفقراء فكان يوزع أموال الدير على الفقراء والمحتاجين، فلجأ إلى دير السيدة العذراء «البراموس» بوادي النطرون، وهناك تفرغ للعبادة ودراسة الكتاب المقدس.

سيامته أسقفًا

في عام 1881 رُسم أسقفًا على إيبارشية الفيوم وبني سويف والجيزة باسم الأنبا إبرام، فحوّل الأسقفية إلى دار للفقراء، حيث خصص الأسقف الدور الأول من داره للفقراء، والعميان، والمرضى، وكان يرافقهم أثناء طعامهم اليومي ليطمئن عليهم بنفسه، وكان إذ دخل عليه فقير مد يده تحت الوسادة ليعطيه كل ما يملك وإن لم يجد يعطه «شاله أو فروجيته».

قصصه مع الفقراء

جاء عنه أن أعيان الإيبارشية رأوا المطرانية غير لائقة فاتفقوا معه على تجديدها وتوسيعها، وكانوا كلما جمعوا مبلغًا من المال يسلمونه له، ثم جاءوا إليه يطلبون منه موعدًا للاتفاق مع المقاول على شروط البناء، فتطلع إليهم قائلا: «لقد بنيت يا أولادي!! لقد بنيت لكم مسكنًا في المظال الأبدية».

استغلال عطفه

من الروايات المتداولة بين معاصريه أن ثلاثة شبان أرادوا استغلال حبه للفقراء فدخل اثنان منه يدعيان أن ثالثهم قد مات وليس لهم ما يُكفنانه به، فلما سألهم الأب الأسقف: «هو مات؟»، فأجابوا: «نعم مات»، ثم هز الأسقف رأسه ومد يده بالعطية قائلا: «خذوا كفنوه به»، وخرج الاثنان يضحكان، لكن سرعان ما تحول ضحكهما إلى بكاء عندما نظرا ثالثهما قد مات فعلاً.

رحيله عن عالمنا

رحل الأنبا إبرام في 10 يونيو عام 1914، 1630 للشهداء من الشهر القبطي، وودعه ما يقرب 25 ألف من المسيحيين والمسلمين، إذ اعترف المجمع المقدس بقداسته في عام 1964، قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعتبار الأنبا إبرام قديسًا بشكل رسمي وإضافة اسمه لمجمع القديسين «قائمة أسماء القديسين» في ليتورجيات الكنيسة القبطية، تم نقل جسده إلى مزاره الحالي بدير السيدة العذراء والأنبا إبرام بالعزب -الفيوم- ويوجد إلى جانبه عدد من المقتنيات الشخصية والكنسية التي تخص الأنبا إبرام.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة