اجتماع طارئ من المرتقب أن يعقد غدا الثلاثاء، في قطر، على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث أزمة سد النهضة، وذلك في ظل التعنت إثيوبيا وعزمها مواصلة الملء الثاني للسد بدون الاتفاق مع مصر والسودان، حيث أكد دبلوماسيون أن الاجتماع يدعم الموقف المصري السوداني وهو ما تسعى مصر والسودان إليه في تلك الأزمة.
ومن المقرر أن يشارك سامح شكري وزير الخارجية، خلال زيارته قطر، في دورة غير عادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث تطورات قضية سد النهضة، والتي ستعقد بناء على طلب من مصر والسودان في أعقاب الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، بالإضافة إلى المشاركة في الاجتماع الأول للجنة فلسطين.
دعم الموقف المصري السوداني
وفي هذا السياق، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب غير العادي المرتقب عقده غدا الثلاثاء في قطر بحضور سامح شكري وزير الخارجية، له الكثير من المؤشرات والعلامات الطيبة، أولها أن قطر هي رئيس مجلس الجامعة العربية حاليا، وحضور مصر ودول الرباعي العربي للقمة يؤشر لتحسن إيجابي في العلاقات.
وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الاجتماع سيناقش مجموعة قضايا عربية مثل القضية الفلسطينية وكذلك التحديات التي تواجه المنطقة العربية، إلى جانب طلب مصر والسودان رسميا عقد اجتماع غير عادي لمناقشة موضوع سد النهضة بما يدعم الموقف المصري السوداني في هذه الأزمة وتداعياتها على أمن البلدين والإقليم.
وأكد أن هذه المؤشرات إيجابية يرجو الجميع أن تنتهي إلى اجتماع مثمر وأن يعود العالم العربي إلى وحدة الصف الذي كان عليه، مضيفا أن الاجتماع خطوة جيدة عربيا وتظهر للعالم أن العرب لهم موقف قوي لمساندة الموقف المصري السوداني، ونتيجتها يتوقف على إدارة المفاوضات وإدارة العملية دبلوماسيا ومحاصرة إثيوبيا سواء على هذا المستوى أو داخل القارة الأفريقية أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن فالمشوار لا يزال طويلا.
دعم عربي قوي لمصر والسودان
ومن جانبه، قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى قطر تأتي لحضور الاجتماع العربي غير العادي الذي دعت إليه مصر والسودان لبحث أزمة سد النهضة، وذلك بعد جهود استعادة ورأب الصدع بين قطر والدول العربية، وكذلك زيارة وزير الخارجية القطري إلى مصر قبل أيام ودعوة أمير قطر للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة الدوحة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن هناك أنباء عن مساعي دبلوماسية تقودها 4 دول عربية تشمل المغرب والعراق ودولتين خليجيتين بينهما قطر لمحاولة التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة، مضيفا أن مصر والسودان تسعيان إلى دعم عربي عميق وقوي للموقف إيذاء إثيوبيا ومحاولة استثمار المصالح الخليجية الإثيوبية للضغط على أديس أبابا لتغيير موقفها في تلك الأزمة.
وأكد أن مصر والسودان ترحبان بالدعم العربي لمصالحهما المائية ومواجهة مساعي إثيوبيا للتحكم فيها، حيث تقود مصر مسيرة ستؤدي بها إلى مجلس الأمن الدولي لبحث الأمر والتدخل لإحداث نوعا من التسوية وتحتاج إلى كل الدعم والتأييد العربي للموقف المصري والسوداني، موضحا أن هذه الأزمة هي تحد خطير يواجه مصر والسودان ويستهدفان التنسيق المستمر بشأن مواجهتها.
وأشار إلى أن الجانب العربي يدرك أهمية الإقليم المطل على البحر الأحمر وأهمية باب المندب والساحل الشرقي الأفريقي وهناك إدراك عربي يتبلور أن هذا الإقليم مهم للتجارة العالمية والواردات البترولية والطاقة ويجب ألا تتركه الدول العربية المشاطئة له دون اهتمام خاص يعزز من المصالح العربية فيه، مضيفا أن هناك منظور جديد لعلاقات أكثر عمقا ومصالح أكثر أمنا مع دول هذه المنطقة.