خطت الدولة المصرية خطوات واسعة الآفاق من أجل توفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا اللعين، في ظل الانتشار الشديد الذي شهدته بعض المحافظات على مدار الأشهر الماضية، إذ تمت التجارب على الأشخاص العاديين الغير مصابين بأمراض مزمنة، ووجدت نتائج باهرة حول تلك اللقاح، لكن يبقى سؤال محير للأذهان، هل مسموح للأشخاص المصابين بالأمراض المذمنة بتاول اللقاح كمريض السرطان سواء صغير السن أو الكبير منهم؟، وباتت عقول الأشخاص في تساؤلات حول تلك القضية الهامة بالرغم من أن المتعارف عليه لدى مرضى السرطان أنهم يعانون من الوهن الشديد خصوصا بجهازهم المناعي الذي يعتبر واحدا من أهم الأجهزة المحاربة لفيروس كورونا حول تلك التساؤلات الكثيرة.
مرضى السرطان الأكثر عرضة
قال الدكتور محمود الأنصاري استشاري المناعة والأجسام الدقيقة والفيروسات، إن الأشخاص الذين يعانون من مرض السرطان هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا عن الأشخاص العاديين، بسبب ضعف وعدم انتظام الجهاز المناعي لدي مرضي السرطان، لافتا أن هناك العديد من أنواع السرطانات المختلفة بأنسجة الجسم، منها: «سرطان الكبد، والعظام، والدم»، وغيرها من الأنواع العديدة، كما أن هناك فئات عمرية مختلفة تصاب بالعديد من تلك السرطانات فمنها صغير السن وكبير السن.
وأضاف استشاري المناعة والأجسام الدقيقة، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن هناك أشخاصا يسمح لهم بأخد جرعة اللقاح ضد فيروس كورونا للوقاية من العدوى تحت إشراف الطبيب المعالج لتلك المريض، كما أن هناك فئات معينة من مرضي السرطان لا ينطبق عليهم أخذ تلك اللقاحات ضد فيروس كورونا، والسبب في ذلك يرجع لعدم استقرار الجهاز المناعي لديهم، مؤكدا أن أولئك الأشخاص المحظورين من تناول اللقاح ضد فيروس كورونا هم الأطفال المصابين بالسرطان بكافة أنواعه حيث أنه لم يعتمد بعد ولم يتم تجربة اللقاح حتى الآن.
مرضى السرطان
وأشار إلى أن مرضى السرطان في الفئات العمرية كبيرة السن الذين يعانون من السرطانات التقليدية المتعارف عليها ويطلق عليهم بالأخص «مرضى السرطان من الدرجة الأولى» ينصح لهم بأخد اللقاحات ضد العدوي من فيروس كورونا نظرا لاستقرار جهازهم المناعي نسبيا، لافتا أن مرضى السرطان في صورة المرض المتطورة من هم كبار السن وانتشار السرطان لديهم في أحد الأماكن الأربعة وهي: «الكبد، العظام، المخ، الرئة» لم يتم اعتماد اللقاح بعد لتلك الفئة من مرضي السرطانات الأربعة ولم يختبر حتي الأن ولا ينصح لهم بتناول تلك اللقاح نظرا لعدم استقرار جهازهم المناعي البتة.
متي يمنع مرضى السرطان من اللقاح؟
شدد الأنصاري أن الأشخاص المسموح لهم بتناول تلك اللقاح ضد فيروس كورونا في حالة ما إذا ظهرت أعراض جانبية لتلك المريض كظهور الحساسية الشديدة يتم منع المريض من أخذ الجرعة الثانية من لقاح كورونا نتيجة لرد جهازه المناعي يكون مبالغ فيه، لافتا أن تلك الفئات الممنوعة من تناول تلك اللقاح جاري الأبحاث عليهم للتواصل إلي نتائج أمنة تماما.
وكيل معهد الأورام يجب
وقال الدكتور علاء حداد وكيل معهد الأورام ورئيس وحدة النخاع، إن مريض السرطان بحاجة إلى التطعيمات بشكل مستمر وبصورة آمنة، يرجع السبب في ذلك أن جهازه المناعي في حالة من الضعف الشديد نتيجة العلاج بالكيماوي والإشعاع، ومن هنا يمكن لبعض مرضى السرطان التطعيم باللقاح ضد فيروس كورونا ولكن صور الاستفادة من اللقاح ضعيفة نتيجة ضعف الجهاز المناعي، لافتا أن التطعيم ضد فيروس كورونا لابد وأن يكون باستشارة الطبيب المعالج للحالة وأن يكون الطعم غير نشط حتى لا يسبب ضررا للمريض نتيجة ضعف الأجسام المضادة في جسم مريض السرطان ولابد من التأكد من عدم ظهور أثار جانبية ناتجة من تلك اللقاح.
مدى تأثير الكيماويات على أخذ لقاح كورونا
وأشار حداد في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، إلى أن الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان لم تثبت الأبحاث حتى الآن مدى صلاحية اللقاح لهم والسبب في ذلك يرجع لضعف المناعة مما يترتب عليه عدم مواجهة الأجسام المضادة للفيروس، كما أوضح أن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية بصورة مذمنة يندرجون تحت قائمة الفئة الممنوعة من أخذ اللقاحات،موضحا أن مريض السرطان الذي يعاني من سرطان الدم أو المخ أو الكبد أو الرئة تتوقف حالته من أخذ اللقاح على مدى قوة جهازه المناعي تنيجة الكيماويات أو الإشعاعات المستخدمة في علاج السرطان التي تسبب الضعف الشديد للمناعة بصورة عامة فهنا يكون نتيجة اللقاح بمثابة تحصيل حاصل له كما أن الضرر أكبر من النفع.