أكدت مداخلات المشاركين في منتدى بروكسل المنعقد على هامش قمة قادة دول الناتو اليوم الإثنين أن القمة تكتسب أهمية استثنائية بسبب توجهات الإدارة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن؛ للعودة بقوة إلى محافل التعاون بين الولايات المتحدة وشركائها على ضفة الأطلنطي الشرقية.
وقال متحدثون ممن شاركوا في حلقات المنتدى النقاشية إن إعلان بايدن - قبل قليل - زيادة الإنفاق العسكري الأمريكي أوروبيا وفي كندا؛ سيعيد القوة إلى برامج ودور حلف شمال الأطلنطي بعد "جفاء نسبي" في العلاقات الأمريكية - الأطلنطية شهدتها فترة حكم رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب، الذي كانت تفضل إدارته نهج الانسحاب من القضايا العالمية كافة و"مراوغة الحلفاء".
وتأتي قمة قادة حلف دول الأطلنطي (الناتو) - المنعقدة حاليا في بروكسل - بعد أيام قليلة من انتهاء قمة مجموعة السبع في لندن، وهي المجموعة المنضوية تحت لواء الحلف، باستثناء اليابان.
كما تأتي قمة قادة دول ورؤساء حكومات الناتو وسط تصعيد في شرق أوكرانيا من جانب روسيا وتشاحن سياسي بين الحلف وبيلاروسيا في أعقاب واقعة اعتراض مينسك لطائرة رايان اير، واعتقال معارض سياسي كان على متنها، وكذلك تأتي القمة في خضم انسحاب للقوات الأمريكية والأطلنطية من أفغانستان .
وبالإضافة إلى مشاركة قادة الدول الآباء المؤسسين للحلف كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا، كان لافتا مشاركة قادة دول وحكومات شرق أوروبا المنضمة حديثا إلى الحلف برغم عدم انخراط بعضها لمعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، من بينها تركيا وليتوانيا وأوكرانيا وبولندا ورومانيا والتشيك.
وكان وزراء دفاع وخارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي قد عقدوا - في الأول من الشهر الجاري - اجتماعات تمهيدية لقمة قادته التي بدأت اليوم ناقشوا خلالها التهديدات التي يواجهها الحلف، وتطورات الوضع فى أفغانستان، بالإضافة إلى سبل تعظيم قدرات الحلف القتالية والمحافظة على تفوقه الدفاعي في مواجهة التكتلات المنافسة.
وصادق وزراء خارجية ودفاع الحلف - في ختام اجتماعاتهم مطلع الشهر الجاري - على أجندة عمل الحلف المستقبلية، التي جرى رفعها إلى قادة دوله اليوم لمواجهة مهددات أمن الحلف، كما أوصى وزراء دفاع وخارجية الحلف بضرورة الاستمرار بمخططات العمل الصادرة في العام 2014؛ لتعزيز الاستثمار في بنية الحلف التحتية وتحقيق أقصى حماية للمنشآت والأهداف الحيوية التابعة للحلف، وتأسيس مركز للابتكار والأفكار المستحدثة في مجال الدفاع؛ تعزز من رؤية الحلف للأخطار المحدقة بمسيرة دوله الأعضاء والتحديات المحدقة بأمن ضفي الأطلنطي.