في مُستهل زيارة وزير الخارجية سامح شكري، إلى دولة قطر، اليوم، التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث أعربا خلال اللقاء عن الارتياح لما شهدته العلاقات المصرية القطرية من تطورات إيجابية في أعقاب التوقيع على "بيان العُلا"، وكذا اتفق الوزيران على أهمية المضي قُدمًا في اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للبناء على ما تحقق من خلال إعادة تفعيل أطر التعاون الثنائي المختلفة.
وفي هذا الإطار أكد مساعدو وزير الخارجية السابقين، أن الخارجية المصرية تسعى لعمل توازن في العلاقات بين مصر وأفريقيا، وكذا العلاقات بين مصر والدول العربية، مشيرين إلى أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى الدوحة مهمة لعدة أسباب كثيرة.
ملف سد النهضة يحتاج إلى اجتماع الدول العربية للضغط على إثيوبيا
قالت السفيرة سعاد شلبي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن مصر والسعودية اتفقتا على إنهاء الأزمة القائمة بين دول الخليج الأربعة وقطر، مشيرة إلى أن ثلاثة منهم أعضاء مجلس الخليج، مما يجعل العداء بينهم يؤثر على الاتحاد بالمجلس.
وتابعت السفيرة في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، إن مصر لعبت دورا كبيرا في القضية الفلسطينية، وما حدث بالأقصى، إلا أن ملف سد النهضة يحتاج إلى اجتماع الدول العربية بأثرها على رأي بشأن ذلك الملف، مما يجعل الخلافات التي كانت بين الدول غير مرغوب فيها، وإرسال قطر المعونات إلى إثيوبيا، مشيرة إلى أن مصر تزعمت تلك الحركة لإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية، وتوحيد رأي الدول العربية خلف مصر في ملف سد النهضة.
وأضافت أن مصر لا تود عمل خلاف بالاتحاد الأفريقي حيث أنها كانت متزعمة الاتحاد في وقت سابق، مؤكدة أن الخارجية المصرية تسعى لعمل توازن في العلاقات بين مصر وأفريقيا، وكذا العلاقات بين مصر والدول العربية، مشيرة إلى أن مصر نجحت في تقليل حدة التوتر الموجودة بين مصر وقطر، وكذا يوجد نوع من تقبل الدور المصري في المنطقة.
وأفادت أن هدف مصر هو جمع الدول العربية في وحدة واحدة، مشيرة إلى أنه حينما يخرج قرار من الجامعة العربية يؤيد حق السودان ومصر في نهر النيل، وإيقاف إثيوبيا في الملء الثاني للسد، وأن يكون هناك موقف موحد للدول العربية، يساعد مصر في أمنها القومي أمام العالم بأثره.
وأكدت أن الدور المصري هو دور محوري وهام، وهي تحاول التأثير في الدول الصديقة، موضحة أنها ستلعب دور قوي في الاجتماع الخاص بالدوحة، من أجل استصدار قرار ملزم للدول العربية، وأقلها قطع المعونات العربية عن إثيوبيا، وعدم تمويل المشروعات الخاصة بالجانب الإثيوبي، كورقة ضغط لمنع الملء الثاني للسد.
أهمية زيارة وزير الخارجية لـ«قطر»
قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية السابق، إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى الدوحة مهمة لعدة أسباب، حيث أنها أول زيارة لوزير الخارجية المصري منذ سنوات بسبب الخلاف الذي كان قائما بين الطرفين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن مصر رحبت بوضع نهاية للخلافات التي استمرت بين الدول العربية وقطر على مدار الأعوام السابقة، مشيرًا إلى أن مصر وجدت أن ذلك يصب في مصلحة الدول العربية وعودة الجميع للالتزام بروح الوحدة العربية والتوحد في المواقف، حيث أن ذلك يجعل العرب يكسبون من خلال وضع حد للخلافات بين الأسرة العربية.
وتابع أن تلك الزيارة جاءت في أعقاب زيارة وزير خارجية قطر لمصر، وتشرفه بلقاء الرئيس السيسي وتسليمه رسالة خطية من أمير قطر، موضحًا أن هناك مباحثات بين الطرفين للنظر في المشاكل التي أضرت الطرفين.
وأوضح أن هذه الدورة ستعقد باكرا، وذلك بطلب من حكومتي مصر والسودان، بغرض فتح ملف سد النهضة ليكون الجميع على بينه، وكذا في إطار طلب دعم الجامعة العربية لتحركات مصر والسودان على المستوى الدولي، موضحًا أنه مع كل الاعتزاز بالاتحاد الأفريقي، إلا أن أثيوبيا تتغنى بحلول أفريقية للمشاكل الأفريقية، حيث أن ذلك قول فقط وغير مقرون بفعل، مشيرًا إلى أن ذلك القول نتج عن طلب السودان لمشاركة الأطراف الوسطاء، كمنظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن الموقف الذي تواجهه مصر بسبب تعنت إثيوبيا، ورفض الحلول التي طرحتها مصر والسودان، متجمد تمامًا، لافتا أن ذلك أرجع الحاجة إلى مجلس الأمن مرة أخرى، من خلال الخطاب الذي وجهه وزير الخارجية سامح شكري وزير الخارجية، ومرفق معه كافة الأوراق الخاصة بملف سد النهضة، وكذا تفاصيل عقد تلك المفاوضات التي لم تصل إلى شيء بسبب التعنت الإثيوبي.
وأكد أن عدم وجود أي اتفاق ملزم سيجعل إثيوبيا تبدأ في الملء الثاني للسد بشكل أحادي كما حدث في المرحلة السابقة، مشيرًا إلى أن الدول العربية دعمت مصر والسودان من خلال إعرابهم من قبل بشأن ذلك الملف، والباب كذا مفتوح لأي دولة تود الوقوف بجانب مصر.
وأضاف أن مصر رحبت بوضع نهاية للخلافات التي استمرت بين الدول العربية وقطر على مدار الأعوام السابقة، مشيرًا إلى أن مصر وجدت أن ذلك يصب في مصلحة الدول العربية وعودة الجميع للالتزام بروح الوحدة العربية والتوحد في المواقف، حيث أن ذلك يجعل العرب يكسبون من خلال وضع حد للخلافات بين الأسرة العربية.