الأربعاء 15 مايو 2024

إعادة إحياء القاهرة التاريخية.. مؤرخون: تطوير القصور والمناطق الأثرية يحمى ذاكرة الأمة

قصر السلطان حسين كامل

أخبار15-6-2021 | 16:33

أماني محمد

تعمل الدولة المصرية على تطوير القصور التاريخية ضمن جهودها واهتمامها بقطاع الآثار والتراث المصري، فتشغل القصور التاريخية اهتماما كبيرا من خريطة التطوير والترميم ومن بينها قصر السلطان حسين كامل، وكذلك قصر محمد علي بشبرا، بهدف إعادة إحياء القاهرة التاريخية، وهو المشروع الجاري تنفيذه من خلال تطوير المناطق الهامة في القاهرة وعلى رأسها الفسطاط.

ويجري تنفيذ مشروع ترميم وإحياء قصر السلطان حسين كامل وتحويله لمجمع للإبداع الرقمي وريادة الأعمال، مع الحفاظ على الطراز المعماري والقيمة التراثية لها، حيث تستهدف الدولة تنفيذ خطة لنشر مراكز إبداع مصر الرقمية في كافة أنحاء الجمهورية، وهي التجربة التي بدأتها وزارة الاتصالات منذ عام ونصف.

ووفقا للمشروع سيصبح قصر السلطان حسين كامل أحد مراكز إبداع مصر الرقمية مع الحفاظ على الطراز المعماري للمبنى، ليدمج بين عراقة وأصالة المبني القديم والحداثة حيث سيضم معامل تكنولوجية متطورة، وحاضنات تكنولوجية للشركات الناشئة إلى جانب عقد شراكات مع شركات عالمية للتواجد في مراكز الأبداع الرقمي.

المناطق الأثرية ذاكرة الأمة

وفي هذا السياق، قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن مصر تمتلك أكثر من آثار العالم عبر تاريخها العريق والطويل تمتلك آثارا تمتد عبر 7 آلاف سنة بداية من العصر الفرعوني أو القبطية أو العصور الإسلامية، حيث تمثل تلك الآثار ذاكرة للأمة ويجب العناية بها، لذلك تولي الدولة المصرية اهتماما بتطوير القصور التاريخية وبينها قصر محمد علي بشبرا وقصر السلطان حسين كامل.

 

وأوضح في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن عملية الاهتمام الجارية الآن بالقصور والمناطق الأثرية والتراثية وآثار مصر عبر عصورها المختلفة وإنشاء المتاحف وتطويرها وترميم المتاحف القائمة أمر مهم للغاية، ويأتي في توقيتها وفي ظروف تمر بها البلاد وتواجه بها حروب الجيل الرابع والخامس والتي تحاول تزييف تاريخ مصر والتقليل من قيمة الآثار والمنجزات الحضارية المادية.

 

وأكد أن تطوير القصور التاريخية والمباني والمناطق الأثرية مهمة لتجنب محاولات تغيير الخريطة الذهنية للشباب والمساس بالهوية المصرية ومكانة مصر التاريخية، أو محاولات التقليل من هذا التاريخ حتى يفقد جيل الشباب ثقتهم في تاريخهعم ومستقبل بلادهم، لذلك عمليات الترميم والاهتمام بالأحياء التاريخية والآثار والمناطق التراثية المختلفة تحمل أهمية كبرى سواء كان قصور أو متاحف أو مباني تاريخية أو آثار فرعونية.

 

وأضاف أن هذا اتضح خلال موكب المومياوات وافتتاح متحف الحضارة بالفسطاط الذي أبهر العالم ووقف العالم يتابع هذا المشهد متأثرا بهذا الاحتفال العظيم.

 

تطوير دعم السياحة

ومن جانبه، قال الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، إن الاهتمام بتطوير القصور التاريخية مثل قصر السلطان حسين كامل وقصر محمد علي بشبرا وغيرهما من القصور يأتي في إطار اهتمام الدولة بقطاع السياحة والآثار والثقافة بهدف تنمية السياحة الداخلية للمصريين والأجانب.

 

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن هذه القصور منذ بداية الملوك والسلاطين كانوا يحبون أن يتميزوا عن بقية أبناء الشعب، فمحمد علي عندما أقام قصره في شبرا لم يكن يقيم في ذلك القصر، مضيفا أن محمد علي كان يقيم في قلعة صلاح الدين الأيوبي، والتي شيدها الأيوبي بعدما دخل القاهرة فلم يفكر حينها في الإقامة في العاصمة التي أسسها الفاطميون فأقام القلعة في أعلى الجبل محاطة بسور ومزاغل لرؤية القادم من بعيد استعدادا للمواجهة.

 

وأشار إلى أن محمد علي ظل يقيم في القلعة والتي ظلت مقرا للحاكم حتى الخديوي إسماعيل الذي كان أول من نزل من القلعة وأقام في قصره في عابدين، مضيفا أن السلطان حسين كامل حكم مصر من عام 1914 حتى عام 1919 بعدما عزل الإنجليز الخديوي عباس حلمي الثاني في نوفمبر 1914 وأعلنوا الحماية البريطانية على مصر، وأتوا بابن عمه حسين كامل وأعطوه لقب السلطان لكي ينافس السلطان العثماني، لأن الدولة العثمانية كانت منضمة إلى ألمانيا والنمسا ضد الحلفاء.