فتاة مصرية جميلة تغيرت أقدارها تماماً عندما أعجب بها الرئيس والمناضل الغاني كوامى نكروما، ورغم معارضة أهلها أصرت على الزواج من فتى أحلامها الذي تحررت غانا على يديه من الاستعمار البريطاني، فكان لها بمثابة الفارس الذي خطفها على حصانه الأبيض إلى أدغال غانا.
ولدت فتحية رزق الشهيرة بـ"فتحية نكروما" في حي الزيتون بالقاهرة، في ٢٢ فبراير عام ١٩٣٢، وتلقت تعليمها في مدرسة "نوتردام دي زابوتر Notre Dame des Apötres"، ثم عملت بأحد البنوك المصرية.
وذلك حتى جاءت اللحظة التي غيرت مسار حياتها رأسا على عقب، وعن نقطة التحول هذه يروي ابنها جمال:" جاء التعارف بين والدته ونكروما غريبا، حيث أعجب نكروما في البداية بخالته الصغرى قبل أن يرى فتحية، ولأنه في ذلك الوقت وفقا للتقاليد الأخت الكبرى هي التي يجب أن تتزوج أولا، فرأى فتحية وأعجب بها وقال: إنها أجمل بكثير من أختها وقرر الزواج منها ووافقت أمي، فقد كانت رمزاً للمرأة القوية الشجاعة إذ قررت الزواج من قائد أسود أفريقي وتحدت بذلك الجميع.
وتابع: "رفضت جدتى الزواج خشية مغادرتها للبلاد مع نكروما أسوة بشقيقها الذي تزوج من إنجليزية وغادر مصر، وقالت لها "هاياكلوكي" هناك في أفريقيا إلا أنها لم تنصت لكلام أمها فقد كان سر إعجابها بنكروما أنه أول زعيم أفريقي يحصل علي استقلال بلاده من بريطانيا، وقرأت كثيراً وقتها عن كفاحه ضد الاستعمار فكان لها البطل الذي تبحث عنه".
وأقيم حفل الزواج في ليلة رأس السنة "١٩٥٧-١٩٥٨"، وانتقلت للحياة في غانا حيث لاقت ترحاب من المجتمع هناك، واشتهرت فيما بينهم بـ"عروس النيل"، وكانت تحظى بشعبية كبيرة بين أبناء الشعب الغاني لما كانت تقوم به من أعمال خيرية لدرجة أنهم أطلقوا علي ملابسهم اسم فتحية إذ كانت تقوم بشراء الملابس والهدايا للفقراء، ولم تنسي فتحية أنها مصرية فعقب النكسة عام ١٩٦٧، قامت بالتبرع بكل مجوهراتها لصالح المجهود الحربي.
وعاشت عروس النيل حياة سعيدة وسط زوجها وأبناءها الثلاثة جمال سامية وسيكو الشهير بنبيل، تخللها بالطبع العديد من الصعاب نظراً لانشغال زوجها المستمر بالسياسة والحكم، فكانت لأولادها بمثابة الأم والأب، حتى حدث الانقلاب على زوجها في ٢٤ فبراير عام ١٩٦٦ فاضطرت إلى الرحيل بأولادها إلى مسقط رأسها القاهرة حيث نشأوا وتربوا هناك.
وتوفيت فتحية في ٣١ مايو ٢٠٠٧ في مستشفى البدراوي في القاهرة.