دوام الحال من المحال، حتى بالنسبة لمقام الإنسان في قلوب الأخرين، فمَن يمدحك اليوم سيذمك غدًا وإليكم قصة لأحد الملوك عاصر تغيير مقامه في قلوب البعض.
عندما تولى العبد أبو المسك كافور الأخشيدي عرش مصر حدثت بعض الزلازل في فترة حكمه فتشائم الناس من طلعته وسيرته ليأتي الشاعر فائق الشهرة أبو طيب المتنبي ويمدح الحاكم بقصيدة مفادها أن تلك الزلازل لم تكن سوى رقص أرض مصر فرحًا بتوليه عرشها فأمر له كافور بألف دينار.
وبعد نفاذ المال، عاد المتنبي إلي كافور وطلب منه المزيد لكنه لم يعطه شيئًا، فهاج المتنبي وألف قصيدته الشهيرة التي من ضمن بيوتها البيت المشهور: "لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد".
سبحان مغير مقامات الناس في قلوب بعضهم البعض وحتى لم تسلم الملوك من ذلك الأمر.