تمتلئ محاكم الأسرة بمئلت الدعاوي يوميًا، وتتعدد الأسباب وتتنوع الروايات ولكن النهايات دائمًا تكون واحدة، وهي ''الخلع''، وأثناء تجول ''الهلال اليوم'' بمحكمة الأسرة بزنانيري، التقت مع سيدة في العقد الثالث من عمرها، تحمل حافظة مستندات وتنتظر الموظف الخمسيني القابع على مقعد خشبي متهالك من أعماله الكتابية، كي تسرد له أسباب طلبها الخلع من زوجها وتقر برفضها الصلح معه، وتنازلها عن جميع حقوقها المالية والشرعية مقابل هذا الطلاق.
''جوزي ديوث وعايزني ادفع ثمن غلطته مع جارتي اللي اعتبرتها زي أختي''، بهذه الكلمات بدأت نجوى روايتها لـ''الهلال اليوم''، مؤكدةً أن الحياة مع زوجها مستحيلة لأنه غير أمين عليها وعلى طفلتها.
وأكدت ''نجوى. س'' 31 سنة، ربة منزل، أنها تزوجت من ''إبراهيم. أ'' 40 سنة، سائق بإحدى الشركات السياحية، زواجًا تقليدياً، حيث إنه تقدم لخطبتها عن طريق إحدى قريباته التي تقطن بجوار بيت أهلي بمنطقة شبرا مصر، واستمرت الخطبة عام ونصف العام كان فيها مثالًا للكرم والجود وحسن الخلق.
وتعتدل الزوجة في جلستها وتغمض عينيها البائستين وهي تواصل سرد حكايتها، وتقول إنها رزقت بطفلتها ''هدير'' بعد 9 شهور تقريبًا من الزواج، وكانت الأمور تسير على ما يرام، مضيفةً أنها كانت ترتبط بعلاقة قوية مع جارتها بنفس الطابق من العقار، وكانت تعتبرها مثل أختها، وكثيرًا ما كانت تجمعهما سهرات عائلية وفسح ومصائف.
وتتابع الزوجة حديثها بصوت تتلون نبراته بالحزن، مرت الأيام والليالي وأصبحنا أكثر من الأهل، وذات يوم بينما كنت استعد للخروج من الشقة لشراء مستلزمات البيت من الطعام والشراب، فتحت الباب لأجد زوجي يخرج من منزل جارتي، وعندما شاهدته تفاجئت به لأن الساعة كانت تشير إلى الحادية عشر صباحًا، وعندما سألته عن سبب تواجده، أجاب بارتباك كنت عند شريف جوه ومش هروح الشغل النهاردة.
وتضيف الزوجة بصوت حزين: ''الشك قتلني واتصلت بجارتي قولتلها أنا عزماكوا على الغدا النهاردة.. ووقعت إجابتها كالصاعقة عليا لأنها قالتلي لما أبو محمد يرجع من الشغل هقوله''.
وبعد ذلك عادت الزوجة إلى بيتها مرة أخرى، لتواجه زوجها بشكوكها، الذي لم يستطيع إنكار فعلته وانهار معترفا بفعلته بعدما حاصرته الزوجة بأسئلتها، وطالبها بفتح صفحة جديدة معه، ولكنها أصرت على طلب الطلاق، وحاول تهدئتها، وتركت المنزل إسبوع كامل، ولكنها عادت مرة أخرى بعد ضغوط أهلها لأنها لم تستطيع مصارحتهم بالحقيقة.
وتحاول الزوجة الشابة جمع شتات نفسها وهي تتابع روايتها، وتكشف أنها رفضت مقاطعة جارتها، لانها خافت من فضح أمرها أمام زوجها، وعند أول عزومة جمعتهما سويًا بعد الواقعة كانت على العشاء عند جارتها، وبعد الانتهاء من العشاء، كانت الصدمة الكبرى عندما طلب منها زوج جارتها ان تنام معه أمام زوجها بدون أي خجل أو حياء، ولم يستطيع زوجها الرد على كلامه، حيث قال له: "أنا هنام مع مراتك زي ما انت نمت مع مراتي وبكده نبقى خالصين''.
وفور سماع الزوجة كلام جارها أسرعت إلى شقتها وجمعت حقيبتها وذهبت إلى بيت أهلها وقصت لهم ما حدث بالتفصيل، وطالبوها برفع دعوى خلع، وبالفعل رفعت الزوجة دعوى خلع ضد زوجها حملت الرقم 2598 لسنة 2016 أمام محكمة الأسرة بزنانيري.