أسقطتهم الدولة من حساباتها، فسكنوا عششًا فوق أسطح منازل آيلة للسقوط يصعدون إليها بسلالم خشبية هشة، وأكثرهم يعيش في غرفٍ متجاورة تشترك في حمام واحد يزيد عدد الأسرة عن ستة أفراد بالغرفة الواحدة، وتنتشر بينهم الأوبئة والإعاقات، وأكوام القمامة التي تسببت فى انتشارالعقارب والثعابين والرائحة الكريهة بالإضافة إلى تهديدها باندلاع الحرائق في أي وقت بالعشش السكنية، وأكثر السكان يتقاضون معاش الشئون الاجتماعية الذي لا يتخطى 400 جنيه وبلا وسائل دخل أخرى، هؤلاء هم أهالي "عزبة الصفيح" الذين عبروا عن معاناتهم لـ "الهلال اليوم"، قائلين: "الحكومة أهملتنا واحنا اتولدنا في العشوائيات وهتقع علينا وهنموت وندفن تحت البيوت وعاوزين المسئولين ينقلونا ويعوضونا بشقق سكنية"، لكن المفارقة أن "عزبة الصفيح" لا تدخل ضمن اهتمام وزارة الإسكان ومحافظة القاهرة لتطويرها وإنقاذ أهلها ولم يلقوا أي زيارات أو وعود من المسئولين رغم أنها تقع في قلب القاهرة بمنطقة روض الفرج.
وفي البداية؛ يقول السيد علي السيد، أحد سكان العزبة: "احنا تابعين لروض الفرج شارع محمود إبراهيم وأنا ساكن بقالي 40 سنة، وأنا قدمت على شقق الإسكان من 2006 ولسه مستلمتش حتى الآن وبيردوا علينا المسئولين انه لسه اللجنة مجتمعتش، وساكن في عشة فوق السطح أنا ومراتي وأولادي، وكنت بشتغل نقاش لكن من بعد ما عملت 6 عمليات في جنبي والعمود الفقري وعندي السكر مبقدرش اشتغل وبصرف على أولادي من معاش الشئون الاجتماعية 360 جنيه، ومعندناش صرف صحي في البيت وعاملين خزان بننزحه كل فترة بالعربيات، وعندنا حنفية مشتركة للبيت كله، والكهرباء تركيبها عشوائي وبتيجى غالية 235 جنيه في الشهر ومفيش غير تلفزيون ومروحة في العشة".
وذكر محمد محمود: "عايش أنا وأمي وهي ست عجوزة ومش بتقدر تقف ومش بتشوف و2 اخواتي معاقين، وبصرف عليهم وببيع بالقفص في السوق وأرجع أجيب أكل أمي واخواتي معايا وعايشين في أوضه فوق السطح والحي جه عاين الأوضة ومحدش رد علينا من سنين".
وتابعت هبه عرفة. "ساكنين في العزبة بقالنا 30 سنة، وأنا مطلقة، والبيت كله أوض بتتأجرها الناس وحمامها مشترك، وباخد معاش من الشئون 350 جنيه، وعاوزين الحكومة تنقلنا من العشش قبل ما تقع علينا ونموت وندفن تحتها".
وأكد شعبان مصطفى: "عندي 74 سنة ومش شغال وعايش على معاش الشئون الاجتماعية، وعندي ولد معاق 38 سنة، والمنطقة كلها عقارب وتعابين وفئران وأكوام زبالة واحنا منطقة مدفونة رغم اننا في وسط القاهرة حتى الأسفلت وأعمدة الإنارة مش بتدخل العزبة ومفيش صرف صحي ومدرسة أونطة في أونطة ومستشفى مش موجود فيها برشامة، ورحت اكشف على ابنى المعاق في مستشفى الحسين طلبوا منى إشاعة بـ 425 جنيه وصرفت تاكسيات وبدور له على شغل مش لاقي، ورئيس الوزراء عمل احتفال للمعاقين لكن لولاد الناس مش ولادنا احنا الغلابة ونسبة الإعاقة عنده 75% وطلبوا مني 10 آلاف جنيه علشان يشتغل في السكة الحديد وهجيب منين؟!".
ولفتت سماح حسين: "البيت وقع علينا رغم ان الحي عمل معاينة وكتب تقرير انه سليم، وبعدها بشهر البيت وقع على العيال واتعوروا وجه القسم عمل محضر وقدمنا شكاوي في الحي ومحدش سأل فينا من سنة وقضينا العيد في الشارع، والبيت عبارة عن غرف كل غرفة ساكن فيها خمسة ومش بناخد معاشات والناس هنا أرزقية يوم فيه ويوم مفيش ومحدش سأل فينا وكله بالكوسة والواسطة ولازم تحصل كارثة ومصيبة وناس تموت علشان الحكومة تتحرك والبيوت كلها آيلة للسقوط وهتقع علينا".