أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الزيارة التي قام بها السيد اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، اليوم الخميس، الموافق 17 يونيو، إلى ليبيا بتوجيهات من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تؤكد مدى ما توليه القيادة السياسية المصرية من أهمية كبيرة لدعم العلاقات الثنائية مع دولة ليبيا الشقيق في هذه المرحلة شديدة الأهمية التي تسعى مصر فيها مع القوى الداعمة لاستقرار ليبيا إلى إعداد الساحة الداخلية الليبية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية وذلك قبل إجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر من العام الجاري 2021.
وأوضح اللواء محمد ابراهيم - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن هذه الزيارة المهمة جاءت في إطار سياسة التواصل القائم حاليًا بين الدولتين والتي تعكس بوضوح حرص مصر على توجيه رسائل مهمة إلى الشعب الليبي والمجلس الرئاسي والحكومة الليبية بأن مصر حاضرة ومشاركة معهم في كل وقت بكافة إمكانياتها لدعمهم ومساعدتهم، حيث أن كل ما يهم مصر في المقام الأول أن تعود ليبيا دولة وطنية قوية موحدة مستقرة تضيف بقوة وإيجابية إلى الرصيد العربي.
ولفت إلى حرص رئيس المخابرات العامة على نقل رسائل واضحة من الرئيس عبد الفتاح السيىسي إلى كل من رئيس المجلس الرئاسي الدكتور محمد المنيفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الدكتور عبد الحميد الدبيبة، بأن مصر مستعدة تمامًا لتقديم كافة خبراتها في المجالات المختلفة، وأنها جاهزة لوضع كافة الاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها من قبل بين الدولتين موضع التنفيذ ولاسيما في الجانب الاقتصادي والتجاري والمجالات المختلفة للبنية التحتيه خاصة وأن ما تملكه مصر من خبرات في هذا الشأن سوف يؤدي إلى إحداث طفرة في الوضع الاقتصادي الليبي.
وشدد على أن الفترة الأخيرة قد شهدت تطورًا نوعيًا في العلاقات الثنائية بين الدولتين سواء من خلال الزيارات التي قامت بها القيادات الليبية إلى مصر ولقاءاتهم مع الرئيس السيسي، أو تلك الزيارة التي قام بها السيد رئيس الوزراء المصري إلى ليبيا في أبريل الماضي وهو الأمر الذي يمهد المجال أمام مزيد من التواصل مستقبلاً على أعلى المستويات بهدف خدمة تطلعات الشعب الليبي وتحقيق المصالح المشتركة للدولتين.
واعتبر اللواء محمد إبراهيم، من ناحية أخرى، أن التحرك الذي قام به السيد رئيس المخابرات العامة، بين كل من طرابلس وبنغازي واللقاءات التي تمت مع كافة القيادات الليبية ومع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، يعد ترجمة حقيقية للموقف المصري الذي عبر عنه الرئيس السيسي، حيث أكد سيادته على الدور الحيويى للمؤسسة العسكرية الليبية في حماية مقدرات الشعب الليبي والإشادة بالجهود التي قام بها الجيش الوطني الليبي في مجال تحقيق الاستقرار الداخلي ومكافحة الإرهاب.
وأضاف أنه ومن المؤكد أن مصر سوف تظل منخرطة بهذه الإيجابية في الملف الليبي، خاصة وأن الأزمة الليبية تحتل أولوية في اهتمامات الأمن القومي المصري، مشيرًا، في هذا الصدد، إلى أن مصر لن تترك أي فرصة لدعم الموقف الليبي من كافة جوانبه، حيث شارك الرئيس السيسي، في مؤتمر برلين الذي عقد في يناير 2020، ثم أطلق سيادته المبادرة الليبية / الليبية، أو ما يعرف باتفاق القاهرة في يونيو 2020 ، ومن المقرر أن تشارك مصر في مؤتمر برلين / 2 الذيى سوف يعقد خلال الفترة القريبة المقبلة.
وقال اللواء محمد إبراهيم إن مصر سوف تحرص على أن تؤكد موقفها بأن الحل الوحيد المطروح للأزمة الليبية يتمثل في التسوية السياسية التي تتطلب من بين أهم متطلباتها أن تتوحد كافة أطياف الشعب الليبي في مواجهة أي أطماع خارجية ، كما أن التوصل إلى تسوية نهائية تتطلب ضرورة إخراج كافة الميليشيات والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.