يعرف قيمة المسرح الروماني بقرية الماي في المنوفية، كبار السن، فالأجيال الشابة لا تعرف مدى قوته التي كانت ذات تأثير واسع، في نشر الثقافة بالقرى، فوقف على خشبته ممثلون عظام أمثال عبد الله وحمدي غيث، وسميحة أيوب، وتم افتتاحه في 9 سبتمبر 1970 في عيد الفلاح، بحضور الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة والكاتب الكبير سعد الدين وهبة والدكتور يوسف إدريس، وتم عرض مسرحية ملك القطن من تأليف يوسف إدريس وإخراج الدكتور هناء عبد الفتاح.
كان المسرح الروماني بالماي يُستخدم أيضا مسرحًا وسينما صيفية؛ لعرض الأعمال السينمائية في هذا الوقت، مثل الأفلام الوطنية وفيلم الأرض وشيء من الخوف، وتم تكوين فرقة مسرحية للقرية وحازت على المراكز الأولى في مهرجانات الثقافة، وأصبح مصدرا للثقافة لقرية الماي والقرى المجاورة.
زلزال 1992 أول مسمار في نعش المسرح الروماني بالماي
وبعد زلزال 1992 تصدع مبنى المسرح وأغلقته وزارة الثقافة لحين الترميم، ومن وقتها لم تدب فيه الحياة مرة أخرى، حيث تم إزالة ما تبقى من المبنى في 2004، وأهمل كثيرا حتى ظهر مقترح إعادة المسرح الروماني على هيئة مبنى كبير من الصاج والحديد، لكن لم يتم تنفيذ هذه الفكرة، حتى قررت الوزارة في 2021 الموافقة على بنائه من جديد عن طريق الطلب الذي تقدم به المهندس أحمد حجازي عضو مجلس النواب عن دائرة بندر ومركز شبين الكوم.
ويوضح الشاعر أحمد الصعيدي أن بناء مسرح الماي استعادة للقوى الناعمة ويحكي لنا الشاعر أحمد الصعيدي، ابن قرية الماي، أن المسرح الروماني بالماي كان الوحيد في قرى مصر، وكان يتم تقديمه كنموذج لتطور القرية المصرية من حيث الثقافة والفنون، لافتا إلى أن المسرح الروماني كان مصدر الثقافة بقرى مركز شبين الكوم، وخرج أجيالا من المبدعين. وأضاف الصعيدي، أن علاج أي فكر تطرف أو قوى ظلامية تأتي من خلال تطوير الخطاب الثقافي، وإعادة بناء المسرح الروماني في قرية الماي، هو استعادة للقوى الناعمة، لأن أثر الفن على الناس أسرع وأعمق من الخطب والكتابات والمؤتمرات. وأشار الصعيدي أن كل مسرح أو بيت ثقافة تم إغلاقه في السابق ظهر في مقابله منصة للتطرف، قائلا: " فنحن الآن في أمس الحاجة إلى إعادة بيوت الثقافة والمسارح لعودة الدور الثقافي إلى مكانه الطبيعي".
النائب أحمد حجازي: المسرح الروماني كان مفخرة لأهالي المنوفية..
وقال المهندس أحمد حجازي، عضو مجلس النواب عن دائرة بندر ومركز شبين الكوم، إنه استطاع بتوفيق من الله أن يحصل على موافقة بإدراجه في خطة العام 2021 -2022، ليعاد بناءه على نفس الطراز المعماري الذي كان عليه، لافتا إلى أن المسرح الروماني كان مفخرة لأهالي المنوفية، ونتمنى أن يعود لبريقه مرة أخرى، ليخرج أجيالا من المبدعين، وتقديم خدمات ثقافية.
وأوضح أحمد فوزي وكيل وزارة الثقافة بالمنوفية أن : المسرح الروماني بقرية الماي في فترة السبعينيات وقف عليه عمالقة الفن وكان متنفسًا للمبدعين في المنوفية، وبعد زلزال 92 تصدع، وأهمل وتحول إلى مقلب قمامة بعد 2011، وفي 2014 صدر قرار من المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزارء في ذلك الوقت بتخصيصه للثقافة لعمل موقع ثقافي جديد بما فيه المسرح الروماني، وكانت هناك محاولات لإعادة البناء بالصاج، ولكن توقف الأمر دون معرفة أسباب وقتها.
وأكد وكيل وزارة الثقافة بالمنوفية أن قصر ثقافة المنوفية سيتم افتتاحه على نهاية العام، بالإضافة لمسرح السادات، وخلال عام ونصف سنجد متنفس آخر مثل مسرح الماي، وهذه نقلة كبيرة على مستوى البنية التحتية للثقافة الجماهيرية في المحافظة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل وتطوير المواقع الثقافية بالمحافظة لتعود جاذبة للرواد مرة أخرى.