يحوى كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ، هو عالم مختلف، له طقوسه وقوانينه.. يجد فيه رواده طريقة للتغلب على ارتفاع الأسعار، ويمكن من خلاله تجهيز شقة الزوجية بالكامل بتكلفة تناسب الإمكانيات المتواضعة.
يعد "سوق الأثاث المستعمل"، بمدينة المحلة الكبرى من أشهر الأسواق بمحافظة الغربية، ويأتى إليه عشرات الزبائن من محافظات الوجه البحرى والقبلى لما يتمتع به من ثراء وتنوع فى المعروضات، فضلا عن الجودة والأسعار المناسبة لجميع الفئات.
قامت عدسة بوابة "دار الهلال" بجولة داخل سوق الغلابة، وأجرت لقاءات مع عدد من التجار لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا العالم المليىء بالأسرار، وكانت بداية الحوار مع ذكى سند على كامل صاحب معرض أثاث مستعمل حيث قال إن السوق يقع فى منطقة المنشية الجديدة، بمدينة المحلة الكبرى، ويحتوى داخله على أكثر من 18 تاجرا لبيع كل ما هو مستعمل من أثاث وأجهزة كهربائية ومطابخ وغيرها، منهم من يمتلك المحلات وآخرين يفترشون الشارع، فالزبون عليه الذهاب فقط إلى السوق لشراء جميع ما يلزم لتجهيز شقته من الإبرة للصاروخ.
وتابع "ذكى" حديثه، أن السوق يعتبر من أشهر الأسواق فى مجال المستعمل ويأتى له الزبائن من محافظات أخرى سواء من الصعيد أو الوجه البحرى لتنوع معروضاته، فضلا عن أسعاره المتناولة للجميع، سواء فى الشراء أو البيع وهناك بعض السمسارة الذين يحاولون جذب الزبائن للمعارض لشراء أثاث بأعلى من سعره الحقيقى، لافتا أن أكثر المطلوب فى الشراء غرف نوم الأطفال من "سرير ودولاب"، والبعض الآخر لتبديل أثاث المنزل بآخر حديث، وذلك بنسبة 65% بالإضافة إلى "فرش المطلقات" بنسبة 35%.
وعن أكثر المحافظات شراء للأثاث المستعمل، أوضح وليد عريضة صاحب معرض آخر، أن محافظات الصعيد الأكثر إقبالا على السوق لشراء الأثاث القديم المستعمل ذو خشب زان منها الغرف العربى والبلكار لجودته وأسعاره المنخفضة وبيعها مرة أخرى بعد إضافة مصروفات "المشال والنقل والنجارة والأستورجى"، لافتا أن أكثر الأثاث الوارد للشارع صالونات ونيش 4 درفة، موديلات قديمة للزبائن التى تحب التجديد.
وأوضح أنه عند شراء أى أثاث مستعمل يقوم بفحصه جيدا من فتح كل جزء فيه وفحص الجزء السفلى من "قعدة الدولاب"، خوفا من وجود سوس بداخله، بالإضافة إلى فحص جودة الخشب وقوايم السرير وعلى أساس ذلك يحدد السعر، فضلا عن حداثة الموديل وجودته، لافتا أن أنواع الخشب "الزان - سويد - ث - الكرتون المضغوط وهذا أسوأ الأنواع" ولا ينصح بشرائه على الإطلاق.
أما "أم فارس" تاجرة أثاث مستعمل تحدثت عن المراحل ما بين الشراء والبيع للزبائن وأكدت أنه منذ شراء أى قطعة من الأثاث المستعمل يذهب إلى النجار لإعادة إصلاح الجزء التالف ثم يأتى دور الأستروجى لإعادة دهان اللون بنفس الشكل مع وجود لمسات جديدة تطفى على الموديل الحداثة، ويستلزم ذلك مدة 3 أيام ثم يتم عرضها للزبون.
وأشارت إلى أنه يتم تحديد السعر بناء على جودة وحداثة الموديل ويترواح هامش الربح ما بين 500 أو600 أو700 وصولا لـ 1000 جنيه حسب الموديل، لافتة أن هناك سماسرة يقومون بخداع الزبون لبيع أثاث جودته سيئة بأسعار مرتفعة من تجار معدومة الضمير، واختتمت حديثها بتوجيه نصيحة، أنه عند شراء أى قطعة مستعملة لابد من استشارة نجار فى البداية للتأكد من جودة الخشب وعدم وجود سوس بداخله وقبل دفع أى مبالغ للتاجر لابد من أستلام جميع المشتريات منعا للوقوع ضحية للنصابين.