كتب: أماني محمد
مع انتصاف شهر شعبان والاحتفال بذكرى تحويل القبلة، كان لأهالي المطرية احتفال آخر فهم اعتادوا في مثل تلك الليلة من كل عام إحياء مولد رجل يشبه اسم الحي وهو "الشيخ أحمد المطراوي"، ربما لا يعرف الأهالي من هو "المطراوي" ولما له ضريح بمسجد وشارع يحملان اسمه، لكنهم كعادة المصريين محبين لآل البيت وأولياء الله الصالحين.
داخل شارع رئيسي طويل يصل بين ميداني المطرية والمسلة، يقع شارع ومسجد المطراوي، وهو الشيخ الذي لا يعرف سيرته وهويته إلا أتباع الطرق الصوفية ومحبي آل البيت، فمن هو؟ سؤال أجابه الشيخ مرسي المطراوي حفيد الشيخ أحمد المطراوي، يقول إنه "كان إمام الحرم المكي وعالم شريعة وينتسب لآل بيت النبي وجده سيدنا الحسين بن علي، وولد في المغرب في مدينة فاس، وخال السيد أحمد البدوي، وابنته زوجة السلطان أبو العلا الحسن أبو علي، وكان يعلم الناس تعاليم الدين واعتدال الإسلام ورحمة وعدالة الدين ولذلك فهو له مريدين ومحبين وأتباع".
وتابع: "وحين نزح من المغرب إلى مصر في القرن السادس الهجري استقر بها حتى وفاته مع انتهاء القرن، ودفن في مسجده الحالي وهو المكان الذي اتخذه خلوة لنفسه في حياته، والمسجد جدد على مدار العقود السابقة كان آخرها قبل ما يزيد عن أربعين عامًا"، ويلحق ضريح "المطراوي" بجوار باب المسجد حيث يمكن للمارة في الشارع رؤية المقام من الخارج.
وقال حفيد المطراوي، إن المسجد يشهد دائمًا مجالس للعلم لنشر تعاليم الدين ووسطية الإسلام، مضيفًا أن محبي "آل البيت" لا يؤثر عليهم شيئا يثنيهم عن المشاركة أو زيارة الأولياء، و"الجماعات المتشددة والمتطرفة لا تنجح في التأثير على المحبين والمريدين وكل من اجتمع بالفطرة على حب آل البيت".
"الأولياء أحبوا الله فأحبهم وحبب إليهم عباده فيوضع لهم القبول في الأرض لهؤلاء الصالحين" يضيف المطراوي الحفيد، قائلًا: "قد يحدث تجاوزات وسلبيات لكن دور العلماء هو توضيح معنى التصوف الصحيح السليم البعيد عن البدع والجاهلية والشرك، وأن محبتهم هو الاقتداء بهم وبأخلاقهم وورعهم في حياتهم وعلاقاتهم بالآخرين".
خارج أسوار المسجد كان المشهد احتفاليًا باهتًا، فالعشرات من المريدين يفترشون أمام المسجد، وشكاوي الغلاء لا تفارق الباعة المتواجدين بامتداد الشارع في انتظار إقبال الأهالي للزيارة والشراء، "الفارق كبير بين المولد لهذا العام والسنوات الماضية في الأسعار مثلًا كيلو الحمص كان بـ12 جنيه وأكسب 5 جنيه على الأقل، والسنة دي 35 جنيه المكسب ضعيف" بهذا يبدأ ياسر محمود بائع الحمص والحلوى والذي اعتاد المشاركة منذ 20 سنة تقريبًا.
وقال إن "الإقبال ضعيف بسبب الغلاء فمن كان يشتري اثنين كليو حمص الآن يشتري نصف أو كيلو على أقصى تقدير، وهذا أثر علينا فكمية الحمص المعروض أصبح أقل من ربع ما اعتدت عرضه في هذه المناسبة"، مضيفًا: "كنت خلال الفترة ما قبل المولد أبيع يوميًا بما يزيد عن خمسمائة جنيه لكن الآن الحال واقف".
لا يعرف محمود من هو الشيخ المطراوي فالأمر بالنسبة له هو أكل العيش ومصدر رزق هنا وفي أي مولد آخر، شغلتنا هي الموالد "الاعتماد عليها لا يكفي لكنني لا أجد بديل يأكلني عيش أنا وأولادي ولو وجدت لن أبيع فيه"، يضيف بائع الحمص والحلوى ابن قرية طوخ بالقليوبية، قائلا إن الغلاء أثر على الموالد فلم تعد لها نفس الإقبال لدى الجمهور.
على الجانب الآخر كان محمود عبد العال، بائع الطراطير واللعب البلاستيكية، يرى الأمر كله بأنه "حلو وخير" حسب قوله، فهو القاطن في حلوان والذي اعتاد أن يشارك منذ عشر سنوات في مولد "المطراوي" وينتظر الرزق مع قدوم مساء الليلة الكبيرة، "الطرطور بجنيهان واللعبة الخشبية بثلاث جنيهات" وهي نفس الأسعار التي اعتاد البيع بها.
أما عن وجهة الباعة المقبلة بعد انتهاء مولد المطراوي فيوضح محمد صلاح، بائع الحمص والحلوى من القليوبية، إنهم ينتظرون مولد "أبو المعاطي" و"الشيخ طه" في شبين القناطر بالقليوبية الإسبوع المقبل، فهو يأتي كل عام إلى المكان ذاته وغيره من الموالد منها السيدة زينب والحسين والسيد البدوي.