الإثنين 25 نوفمبر 2024

أهالي المطرية يحتفلون بمولد «المطراوي»

  • 12-5-2017 | 16:43

طباعة

كتب: أماني محمد 

مع انتصاف شهر شعبان والاحتفال بذكرى تحويل القبلة، كان لأهالي المطرية احتفال ‏آخر فهم اعتادوا في مثل تلك الليلة من كل عام إحياء مولد رجل يشبه اسم الحي وهو ‏‏"الشيخ أحمد المطراوي"، ربما لا يعرف الأهالي من هو "المطراوي" ولما له ضريح ‏بمسجد وشارع يحملان اسمه، لكنهم كعادة المصريين محبين لآل البيت وأولياء الله ‏الصالحين.‏

داخل شارع رئيسي طويل يصل بين ميداني المطرية والمسلة، يقع شارع ومسجد ‏المطراوي، وهو الشيخ الذي لا يعرف سيرته وهويته إلا أتباع الطرق الصوفية ومحبي ‏آل البيت، فمن هو؟ سؤال أجابه الشيخ مرسي المطراوي حفيد الشيخ أحمد المطراوي، ‏يقول إنه "كان إمام الحرم المكي وعالم شريعة وينتسب لآل بيت النبي وجده سيدنا ‏الحسين بن علي، وولد في المغرب في مدينة فاس، وخال السيد أحمد البدوي، وابنته ‏زوجة السلطان أبو العلا الحسن أبو علي، وكان يعلم الناس تعاليم الدين واعتدال ‏الإسلام ورحمة وعدالة الدين ولذلك فهو له مريدين ومحبين وأتباع".‏

وتابع: "وحين نزح من المغرب إلى مصر في القرن السادس الهجري استقر بها حتى ‏وفاته مع انتهاء القرن، ودفن في مسجده الحالي وهو المكان الذي اتخذه خلوة لنفسه ‏في حياته، والمسجد جدد على مدار العقود السابقة كان آخرها قبل ما يزيد عن أربعين ‏عامًا"، ويلحق ضريح "المطراوي" بجوار باب المسجد حيث يمكن للمارة في الشارع ‏رؤية المقام من الخارج.‏

وقال حفيد المطراوي، إن المسجد يشهد دائمًا مجالس للعلم لنشر تعاليم الدين ووسطية ‏الإسلام، مضيفًا أن محبي "آل البيت" لا يؤثر عليهم شيئا يثنيهم عن المشاركة أو ‏زيارة الأولياء، و"الجماعات المتشددة والمتطرفة لا تنجح في التأثير على المحبين ‏والمريدين وكل من اجتمع بالفطرة على حب آل البيت".‏

‏"الأولياء أحبوا الله فأحبهم وحبب إليهم عباده فيوضع لهم القبول في الأرض لهؤلاء ‏الصالحين" يضيف المطراوي الحفيد، قائلًا: "قد يحدث تجاوزات وسلبيات لكن دور ‏العلماء هو توضيح معنى التصوف الصحيح السليم البعيد عن البدع والجاهلية ‏والشرك، وأن محبتهم هو الاقتداء بهم وبأخلاقهم وورعهم في حياتهم وعلاقاتهم ‏بالآخرين".‏

خارج أسوار المسجد كان المشهد احتفاليًا باهتًا، فالعشرات من المريدين يفترشون أمام ‏المسجد، وشكاوي الغلاء لا تفارق الباعة المتواجدين بامتداد الشارع في انتظار إقبال ‏الأهالي للزيارة والشراء، "الفارق كبير بين المولد لهذا العام والسنوات الماضية في ‏الأسعار مثلًا كيلو الحمص كان بـ12 جنيه وأكسب 5 جنيه على الأقل، والسنة دي ‏‏35 جنيه المكسب ضعيف" بهذا يبدأ ياسر محمود بائع الحمص والحلوى والذي اعتاد ‏المشاركة منذ 20 سنة تقريبًا.‏

وقال إن "الإقبال ضعيف بسبب الغلاء فمن كان يشتري اثنين كليو حمص الآن ‏يشتري نصف أو كيلو على أقصى تقدير، وهذا أثر علينا فكمية الحمص المعروض ‏أصبح أقل من ربع ما اعتدت عرضه في هذه المناسبة"، مضيفًا: "كنت خلال الفترة ‏ما قبل المولد أبيع يوميًا بما يزيد عن خمسمائة جنيه لكن الآن الحال واقف".‏

لا يعرف محمود من هو الشيخ المطراوي فالأمر بالنسبة له هو أكل العيش ومصدر ‏رزق هنا وفي أي مولد آخر، شغلتنا هي الموالد "الاعتماد عليها لا يكفي لكنني لا أجد ‏بديل يأكلني عيش أنا وأولادي ولو وجدت لن أبيع فيه"، يضيف بائع الحمص والحلوى ‏ابن قرية طوخ بالقليوبية، قائلا إن الغلاء أثر على الموالد فلم تعد لها نفس الإقبال لدى ‏الجمهور.‏

على الجانب الآخر كان محمود عبد العال، بائع الطراطير واللعب البلاستيكية، يرى ‏الأمر كله بأنه "حلو وخير" حسب قوله، فهو القاطن في حلوان والذي اعتاد أن يشارك ‏منذ عشر سنوات في مولد "المطراوي" وينتظر الرزق مع قدوم مساء الليلة الكبيرة، ‏‏"الطرطور بجنيهان واللعبة الخشبية بثلاث جنيهات" وهي نفس الأسعار التي اعتاد ‏البيع بها.‏

أما عن وجهة الباعة المقبلة بعد انتهاء مولد المطراوي فيوضح محمد صلاح، بائع ‏الحمص والحلوى من القليوبية، إنهم ينتظرون مولد "أبو المعاطي" و"الشيخ طه" في ‏شبين القناطر بالقليوبية الإسبوع المقبل، فهو يأتي كل عام إلى المكان ذاته وغيره من ‏الموالد منها السيدة زينب والحسين والسيد البدوي.‏

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة