سلط حازم الملاح، المسؤول الإعلامي عن برنامج «كبار وأطفال بلا مأوى» بوزارة التضامن الاجتماعي، الضوء على دور البرنامج في القاهرة والجيزة، والرحلة التي يخوضوها كل يوم لإنقاذ حياة العديد ممن يعانون من التشرد لعدم وجود مأوى لهم، فضلا عن استعرض أبرز القصص الإنسانية التي شهدها البرنامج، ولا تزال عالقة في أذهانه. وقال، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، إن محافظتي القاهرة والجيزة ونظيرتها الدقهلية سجلوا على مدار السنوات الماضية أكبر عدد من حالات كبار وأطفال بلا مأوى مقارنة بباقي المحافظات، لكن البرنامج باشر هذه الحالات، وقدم المساعدة لهم.
وأكد أن البرنامح تمكن بالفعل من علاج ظاهرة الأطفال بلا مأوى في المحافظات بنسبة 80%، فضلا عن إنقاذ نحو 5700 طفل ما بين دمج أسري ودمج داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية، البالغ عددها 6 مؤسسات، وذلك بالمشاركة مع صندوق تحيا مصر. قصص إنسانية وأضاف أن البرنامج ينقذ الآلاف من الأطفال والكبار ولكلا منهم قصص خاص بهم ، إلا أن من أبرز الحالات التي أثرت فيه وبقيت خالد في ذاكرته، وحرص على متابعتها بنفسه تلك التي وقعت في القاهرة، منها 5 أخوة مشردين في الشارع، وتتراوح أعمارهم ما بين من 9 إلى 11 عاما. وأضاف أن أم الأطفال لم تكن موجودة، بينما كان الأب عاطلا ولا يوجد لديه من يعاونه على رعاية أطفاله، فباشر البرنامج حالتهم، وتم نقلهم إلى دار رعاية التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، ومدهم بالرعاية والحماية، فضلا عن مساعدة الأب بتوفير وظيفة له، وسكن ليقيم فيه مع أطفاله، وأصبحت حياتهم مستقرة الآن. ولفت إلى أن الحالة الأخرى التي باشرها البرنامج فكانت لفتيات هربن من أسرهن بسبب العنف الأسري، مؤكدًا أنه تم تقديم الحماية والرعاية إليهن، متمنيًا أن تُحسن الأسر تربية أطفالها وتتواصل معهم بالشكل المناسب دون عنف أو إساءة، حتى لا يتكرر هروبهم إلى الشوارع. رحلة يومية وسرد "الملاح" الرحلة التي يقوم بها البرنامج يوميًا في شوارع المحافظات، مؤكدًا أن هذه الرحلة لا تتم بشكل عشوائي،
وإنما تستند على خريطة موضح فيها تجمعات الأطفال والكبار ممن لا مأوى لهم، ويقوم فريق البرنامج بالذهاب إلى هذه التجمعات ومباشرة حالتهم واتخاذ اللازم حيالها. وأفاد بأن لديهم 17 وحدة متنقلة، وفي كل وحدة منها يوجد فريق مدرب على أعلى مستوى، منهم أخصائي اجتماعي، وأخصائي نفسي، ومسعف، وأخصائي نشاط، وأخصائي إدارة حالة، مضيفا أن هذه الفرق تتحرك يوميًا في الشوارع، وفقا لخط سير معتمد من الوزارة، كما زودت الوحدات المتنقلة بأجهزة "جي بي أس"، فضلا عن إضافة كاميرات مراقبة في مؤسسات الرعاية. ولفت إلى أن هناك 4 وحدات متنقلة في القاهرة، و3 وحدات أخرى في الجيزة تجوب شوارع المحافظتين لرصد الكبار والأطفال الذين يكونوا بلا مأوى، كما تم تطوير مؤسستين للرعاية الاجتماعية في الجيزة لتكون أماكن صالحة لإقامة ورعاية الأطفال بها، منها مؤسسة "فتيات العجوزة" والأخرى مؤسسة "دور التربية بنين". ولفت إلى أن البرنامج يباشر أيضا البلاغات التي ترد إليه يوميًا، والبلاغات التي يتقدم بها مواطنون عبر الصفحة الرسمية للبرنامج في موقع "الفيسبوك".
تأهيل الأطفال والكبار..
أوضح "الملاح" ما يحدث بعد رصد هذه الحالات من الشوارع، حيث أكد أن البرنامج ينسق مع عدد من الجهات المعنية لرعاية هذه الحالات، كما توجد لجنة عليا لأطفال بلا مأوى تضم في عضويتها عدة وزارات مثل وزارتي الشباب والرياضة التي تتيح مراكزها للشباب والأطفال، كما تتيح وزارة الثقافة مكتباتها والمركز القومي لثقافة الطفل أمام الحالات التي يباشرها البرنامج من الأطفال. ولفت إلى أن البرنامج يتعاون أيضا مع منظومة الشكاوى الحكومية التابعة لمجلس الوزراء، والإدارة العامة للأحداث التابعة لوزارة الداخلية، والمجلس القومي للطفولة والأمومة من خلال خط نجدة الطفل. ونوه بأن فريق إدارة الحالة التابع للبرنامج يتواصل مع الأسر ويقوم بعمل زيارات ميدانية لمتابعة الأبناء داخل أسرهم، ومساعدتهم بالخدمات.
تجربة فريدة..
وتحدث "الملاح" عن التجربة الفريدة التي أنجزها البرنامج في الفترة الماضية، وهي دمج الكبار والأطفال بلا مأوى في مجمع سكني متكامل في محافظة الشرقية. وأكد أن هذا الدمج يعد أول تجربة تحدث في مصر والوطن العربي بهدف غرس جو أسري ما بين الفئتين، لافتا إلى أن البرنامج يدرس حاليًا الأماكن التي يمكن فيها تعميم مثل هذه التجربة.
ونوه بأن وزارة التضامن تسعى لتطوير مؤسسات رعاية الكبار بلا مأوى في الفترة القادمة في عدد من المحافظات، وذلك بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي. الجدير بالذكر أن البرنامج يعمل في 13 محافظة، منها القليوبية، والإسكندرية، والشرقية، والمنوفية، والسويس، وبورسعيد، وأسيوط، والمنيا، والغربية، بتمويل من صندوق تحيا مصر بقيمة 164 مليون جنيه، وكان البرنامج يعمل في البداية على رعاية الأطفال، لكنه بدأ في رصد الحالات التي بلا مأوى من كبار السن منذ يناير 2019 بتوجيهات من القيادة السياسية.