الأربعاء 5 يونيو 2024

اشتعال الحروب التبشيرية بين الطوائف المسيحية

12-5-2017 | 18:34

أزمات الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية متتالية، جددتها المعمودية، كانت آخرها ‏التي اشتعلت منذ أيام في محافظة المنيا، حيث تبادل الطرفان دعوات التبشير من جديد ‏بعد أن قام خدام كاثوليك بجذب عدد من الأطفال الأرثوذكس لحضور مدارس الأحد.‏

وتواصلت الكنيسة الأرثوذكسية مع نظيرتها الكاثوليكية بعد احتدام الخلاف وإشتعال ‏الاتهامات بتقديم هدايا ورشاوي و قبول إغراءات مادية وعينية كوسيلة للتبشير لرعايا ‏الكنيستين خوفًا من تصاعد الفتنة.‏

ولم يقم مجلس الكنائس الذي يضم الخمس طوائف الكبرى في مصر، بدوره المنوط به ‏لحل تلك الأزمات.‏

‏"مجلس كنائس مصر" الغائب في الأزمات المسيحية
وقال القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، إن المجلس ‏هو في الأساس اقتراح من البابا شنودة قبل نياحته –وفاته- لتجميع كنائس مصر في ‏كيان واحد، لافتًا إلى أن المجلس قائم بصورة شكلية وودية ليس له قرار على أي أحد ‏من الكنائس المشتركة فيه، وحين فكر البابا شنودة في إنشائه كان مضاهاة لصورة ‏مجلس الكنائس العالمي أو مجلس كنائس الشرق الأوسط.‏

وأكد القس رفعت فكري، رئيس لجنة الحوار والعلاقات المسكونية بمجمع القاهرة، أن ‏سبب عدم قيام مجلس كنائس مصر بدوره المنوط به هو آفة العصر وهو التعصب ‏الديني وعدم قبول الآخر، لأن ذلك الأمر يتطلب مجهودًا كبيرًا ليصل إلى أغراضه ‏القائم من أجلها، لافتًا إلى أن المجلس ليس له دور واضح على كل الأصعدة لأن كل ‏كنيسة لها عقائدها المستقلة والمؤمنة بها لكن يتفاعل المجلس فيما هو مشترك بين ‏الكنائس وبعضها من خلال عقد اجتماعات وندوات بين كل الطوائف ويمثلهم قسوس ‏وأباء كهنة خلال اجتماعات مستمرة بين لجان المجلس.‏

وأوضح أن مفهوم الوحدة بين الكنائس لايعني أن تتوحد جميعها في كنيسة واحدة لأن ‏ذلك أمر مستحيل لأن كلًا منهم له عقيدته وفكره وإيمانه، لكن الوحدة المقصودة تتمثل ‏في التعامل والتعاون فيما بينهم مستغلين الكيان المشترك بينهم وهو مجلس كنائس ‏مصر.‏

ومن ناحية أخرى، أكد لوقا راضي، كاهن الكنيسة الأرثوذكسية، أن البابا شنودة ‏المتنيح حين فكر في تشكيل مجلس كنائس مصر لم يكن ذلك تصوره عن الكيان، لأن ‏سر أزمات أي كيان ينشأ حديثًا في مصر هو أننا ننشئ ثم نضع آليات العمل ‏والاختصاصات وهو حال مجلس كنائس مصر الذي لم يقوم بدوره المنوط به.‏

وأوضح راضي، أن المجلس يكاد يكون روحي أو اجتماعي أكثر من تصنيفه إلزامي ‏حسب لائحته التنظيمية لذلك هو ليس له تأثير واضح على قرارات الكنائس في مصر، ‏ناصحًا بوضع آليات لعمل المجلس وخطط واضحة للعمل من خلالها في الفترات ‏المقبلة لتنشيط إنتاج المجلس وإظهار دوره كما كان يرتأي قداسة البابا شنودة المتنيح.‏

وقال القس رفعت فتحي، أمين عام مجلس كنائس مصر، إن كل كنيسة لها الحرية ‏التامة في قراراتها التي تتخذها لأن ذلك شأنها الداخلي ولا سلطان لمجلس كنائس ‏مصر على أحد، وليس بديلًا عن الأسرة الكنسية الواحدة، ولن يدمج الكنائس جميعها ‏في كنيسة واحدة فهو أمر من المستحيلات، مضيفًا أن المجلس تكون بناءًا على حرية ‏العقيدة والإيمان التي لادخل لأحد فيها ولا يتناولها المجلس خلال جلساته لأنها ليست ‏ضمن اختصاصاته.‏

وأضاف، أن أي أزمات تحدث على الكنائس منفردة حلها مالم تطلب مساعدة المجلس ‏خاصةً مشكلة توقيع اتفاقية المعمودية، فالبعض ردد أن دور المجلس غائبًا رغم أن ‏الأزمة لم تكن بين الخمس كنائس التي يشملها مجلس كنائس مصر بل كان أحد ‏أطرافها الفاتيكان وهو غير خاضع لمجلس كنائس مصر، لافتًا إلى أنه هناك حوارًا ‏سيبدأ قريبًا بين الكنيسة الإنجيلية والأرثوذكسية حول المعمودية المشتركة وهو أحد ‏الأدوار الفاعلة للحوار بين كنائس المجلس.‏

وأوضح فتحي، أن هدف المجلس هو التكامل بين الكنائس الخمسة رغم الإختلاف ‏العقائدي بينهم الذي لا يتم التطرق إليه وفقًا للائحة المجلس التي تشدد على عدم ‏مناقشة الخلافات العقائدية داخل جلساته ومن حق أي كنيسة الانسحاب في حال ترآى ‏لها ذلك، ومن ثم المجلس ليس له صلاحيات لفرض عقوبات على الكنائس المكونه له ‏لكنه أشبه بمجلس كنائس الشرق الأوسط والمجالس المسكونية التي تعد تشاورية ‏وليست إشرافية في تجميع الكنائس في دائرة حوار واحدة وتطور أفكارها لتخدم ‏المجتمع المصري، لذلك فليس معنى مجلس كنائس مصر أن يذوب الجزء في الكل ‏فيصبح الجميع واحدًا.‏

وأوضح أن وقوع أي حوادث بين الكنائس لم تحل من خلال المجلس لكن على كل ‏طرف أن يراجع نفسه، وخير مثال أزمة توقيع الاتفاقية فلم يطلع المجلس على محتوى ‏ما وقعته الكنيستان حتى الآن لكن كل ما يعلمه هو اجتهادات صحفية فقط.‏

وذكر فتحي، إن المجلس يتكون من 13 لجنة لدراسات اللاهوتية والحوار وهم لجنة ‏الدياكونية أي الخدمة الاجتماعية، لجنة الطفولة، لجنة الشباب، لجنة المرأة، لجنة ‏التربية الكنسية، لجنة الطوارئ، لجنة خدام الرعايا أي الكهنة والقسوس، اللجنة المالية، ‏اللجنة القانونية، لجنة الرؤى والتخطيط والمتابعة، لجنة العلاقات، لجنة الإعلام ‏والنشر، مشيرًا إلى أن كل لجنة تتكون من 15 عضوًا بالتساوي بين الكنائس الخمس، ‏ويتكون مكتب كل لجنة من خمسة أعضاء من الكنائس الخمس وهم الرئيس ونائب ‏الرئيس والسكرتير وأمين الصندوق وعضوًا.‏