على مدار السبع سنوات الماضية شهدت العلاقات المصرية اليونانية نموا كبيرا، في ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز التعاون بين القاهرة وأثينا، حيث تعمق التعاون بين البلدين في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، بالإضافة إلى مشروعات الربط الكهربائي والتعاون في مجال الطاقة والغاز.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بعد مباحثاته مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس حرص مصر على تعزيز آليات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة، خاصةً على الصعيد السياسي والعسكري والتجاري والطاقة، فضلاً عن الارتقاء بالتعاون القائم في إطار الآلية الثلاثية مع قبرص، وذلك على نحو يحقق المصالح والأهداف المشتركة لهم في منطقة شرق المتوسط وكذلك مواجهة التحديات المختلفة في المنطقة.
نموذج للتعاون الإقليمي
وعن تلك العلاقات، قال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية اليونانية شهدت طفرة متميزة خلال السبع سنوات الماضية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية البلاد في يونيو 2014 حيث توطدت العلاقات بدرجة كبيرة وشهدت طفرة في كافة مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري.
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن اليونان كانت في مقدمة الدول التي أعلنت تأييدها ودعمها لثورة 30 يونيو 2013، وكل الجهود التي قام بها الرئيس السيسي خلال السنوات السبع الماضية، كما تأتي في مقدمة الدول التي تدعم مصر داخل اجتماعات الاتحاد الأوروبي انطلاقا من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وأشار عبد الحكم إلى أن هناك تنسيقا مستمرا بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليونان تجاه القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، حيث أن العلاقات بين البلدين متميزة، حيث يوجد مناورات وتدريبات مشتركة بين البلدين في كافة أفرع القوات المسلحة المصرية اليونانية، فضلا عن وجود استثمارات يونانية في مصر تقدر بـ3 مليار دولار من خلال 124 مشروع في قطاعات إنتاجية وخدمية.
وأضاف أنه في مقدمة هذه القطاعات الصناعات الكيماوية والنسيج ومواد البناء والأغذية والخدمات التجارية والاستشارات المالية ومشروعات الخدمات العامة، مضيفا أن اليونان بهذه الاستثمارات تحتل المرتبة الخامسة بين دول الاتحاد الأوروبي التي تستثمر في مصر.
وأكد أن التبادل التجاري بين مصر واليونان يصل إلى 1.8 مليار يورو، كما أن السيسي كان صاحب المبادرة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان في 2014 كما وجه الدعوة لرئيس وزراء اليونان ورئيس قبرص لدعم هذه الآلية، وهذه المبادرة هي نموذج يحتذى به في التعاون الإقليمي بين الدول الثلاثة في مواجهة التحديات المتصاعدة في منطقة شرق البحر المتوسط.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن هذه الآلية أصبحت منتظمة تعقد بصفة دورية بين العواصم الثلاث، وكذلك هناك منتدى غاز شرق المتوسط والذي أطلق في 2019 ومقره في القاهرة، ويضم دول إقليمية كبرى في المتوسط والعالم، موضحا أنه في ضوء ذلك المنتدى أصبحت مصر مركزا إقليميا لتداول الطاقة في شرق المتوسط.
وقال إن هناك تنسيق وتشاور مستمر بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليونان في كافة القضايا الإقليمية والدولية، فالرئيس السيسي أكد اليوم تميز العلاقات المصرية اليونانية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتعاون في مجالات الطاقة والسياحة والبيئة بين البلدين، ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة مزيد من توثيق العلاقات في تلك المجالات بين مصر واليونان.
وعن مجالات التعاون في تلك القطاعات وكذلك الربط الكهربائي بين مصر واليونان الفترة المقبلة، أكد أن ذلك يدعم العلاقات المصرية اليونانية والتي تعد علاقات استراتيجية وعلاقات تعاون استراتيجي تصب في صالح شعوب دول المنطقة ونموذج يحتذى به، وتعكس عناصر وروابط التاريخ والجغرافيا القائمة بين البلدين.
وأشار إلى أن هناك تطابق في الرؤى بين السيسي ورئيس وزراء اليونان وهذا اتضح في المؤتمر الصحفي للجانبين، وخاصة في قضية سد النهضة وتأييد اليونان للموقف المصري والدعوة للوصول إلى اتفاق عادل وقانوني وملزم يحقق مصالح الأطراف الثلاثة، كما تم أيضا بحث تطورات الأوضاع في ليبيا وأكد الزعيمان دعمهما للمسار السياسي في ليبيا ودعم السلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا ممثلة في المجلس الرئاسي الليبي والحكومة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة من أجل الوصول إلى الاستحقاق الهام في خارطة الطريق الليبية وهو إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر القادم.
وأكد أن الزعيمين تطرقا إلى القضية الفلسطينية وأهمية تضافر الجهود ومضاعفة الجهود الدولية والدعم لإعادة إعمار غزة وإعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على غزة الفترة الماضية، كما تم التباحث حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط حيث أن هناك تطابق في وجهات النظر والرؤى المصرية اليونانية تجاه القضايا الإقليمية والدولية انطلاقا من العلاقات الوثيقة القائمة بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليونان، فالعلاقات بين البلدين نموذج يحتذى به من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والرفاهية لشعوب منطقة البحر المتوسط.