تعد الدولة المصرية من في مقدمة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، وتبذل كل ما بوسعها لإحياء عملية السلام وسيادة الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي هذا الإطار أكد دبلوماسيون أن العلاقات اليونانية المصرية قديمة وتاريخية، وتربطها عوامل ثقافية وجغرافية وحضارية، لافتين إلى أن اللقاء بين البلدين تضمن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تلعب مصر واليونان دورامهما في هذه القضية، وتدعو جميع الدول لمساندة وتعمير غزة بعد تدهورها من قبل قوات الاحتلال، مشيرين إلى أن هذا اللقاء يعكس عمق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم،رئيس وزراء جمهورية اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وتم التباحث بشأن تطورات القضية الفلسطينية؛ حيث أعرب رئيس الوزراء اليوناني عن خالص تقدير بلاده للجهود المصرية بقيادة الرئيس السيسي، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلًا عن المبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، وفي هذا السياق أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية سرعة العمل على إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي.
علاقات حضارية وثقافية
ومن جانبه، قال الدكتور إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر واليونان تربطها علاقات وثيقة، وهناك عوامل ورابط ثقافية وحضارية وتاريخية وجغرافية مشتركة بين البلدين.
وأكد بدر الدين في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن اللقاء تضمن العديد من القضايا المهمة ومنها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، خاصة بعد التطورات التي حدثت مؤخرا، لافتا أن المبادرة المصرية دعوة لجميع دول العالم المختلفة لمساندة وإعادة تعمير غزة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن مصر بادرت بتخصيص مبلغ ضخم لدعم غزة بعد تضررها من قوات الاحتلال الإسرائيلية، وكان لها دور هام في المنطقة العربية والإفريقية، واليونان أيضا لها دور مهم في منطقة الشرق المتوسط والاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يأتى في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر واليونان، وفي الوقت نفسه مناقشة ما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، واستكمالا للقاءات التي عقدت بين البلدين في السنوات الأخيرة، التي تعكس عمق العلاقات المصرية اليونانية.
وأعرب رئيس الوزراء اليوناني عن خالص تقدير بلاده للجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلًا عن المبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.
دعم فلسطين وسيادة الأمن
وفي نفس السياق، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اليونان من الدول الأوروبية القليلة الداعمة بشدة للقضية الفلسطينية، ولم تنشئ علاقة مع إسرائيل حتي دخولها الاتحاد الأوروبي، لافتا أن اليونان داعمة للموقف العربي وشريك أمين في هذه القضية.
وأكد بيومي في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن العلاقات اليونانية المصرية قديمة وتاريخية، ولكن الجديد في الأمر هو أن مصر واليونان أعضاء في اتفاق المشاركة المصري الأوروبي، الأمر الذي يساعدنا على التصدير بدون جمارك، بالإضافة إلى أن هناك جالية مصرية كبيرة في اليونان في مجالين هما النقل البحري وصناعة المنسوجات.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اليونان قدمت لمصر عدد من التأشيرات للدخول بطريقة مشروعة، ثم جاءت اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، وإنشاء منتدي الغاز والطاقة التي أنشأته مصر واليونان وقبرص وانضمام بعض بلدان الشرق المتوسط مثل فرنسا وإيطاليا، وأشاد بالمبادرة المصرية لدعم وتعمير غزة وأنها دعوة للسلام، مشيرا إلى أن مثل هذه المبادرات تشجع دول العالم المختلفة لدعم فلسطين وسيادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتابع "بيومي" أن العلاقة بين مصر وأوروبا تشجع كل الدول للاستثمار في مصر، فكل ما تنتجه مصر يصدر إلى أوروبا بدون جمارك، خاصة الإلكترونيات، فكل ذلك إذا أحسن تسويقه للمستثمر الأجنبي، يساعد في زيادة الاستثمارات.