فى الوقت الذى كانت فيه سعاد حسنى نجمة لا يشق لها غبار، بزغ نجم آخر ليأخذ جزءا من الساحة الفنية، هو الزعيم عادل إمام، كما شق نجم شاب وهو "أحمد زكي" طريقه لنيل حقه من النجومية في ذلك التوقيت، بعدما رفضت معايير السوق بشرته السمراء، وحُرم من الوقوف أمام السندريلا، وحلّ نور الشريف بدلا منه فى فيلم "الكرنك".
البداية كانت مع عادل إمام الذي تعاون مع "سعاد" وهو في أوج نجوميته، فحقق معها ثنائية تختلف عما كان يقدمه فى عالمه المعروف بالكوميديا الخالصة، أو حتى الممزوجة بشيء من الأكشن، وقدما معًا: المشبوه، حب فى الزنزانة، حلوة وشقية، حكاية 3 بنات، فتاة الاستعراض.
أما الفتى الأسمر فقد حققت "سعاد" حلمه بالوقوف أمامها فى أكثر من فيلم، وحققا ثنائيًا فنيا شهد له الجميع، فقدما "شفيقة ومتولي، الدرجة الثالثة، موعد على العشاء، الراعى والنساء"، بالإضافة لمسلسل "هو وهي".
وفي ذكرى وفاة السندريلا نطرح السؤال الأهم: هل ساعدت مشاركتها البطولة مع هذين النجمين على استمراريتها كمنافس قوي على شباك التذاكر أم أن المستفيد الأكبر كان زيادة جماهيرية عادل إمام وأحمد زكى؟.. هذا ما نجيب عنه فى السطور التالية:
ماجدة موريس: السندريلا أضافت لتاريخ الزعيم
قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس، إن أفلام سعاد حسنى مع عادل إمام جيدة ومهمة على مستوى كل أدواتها، وإذا قدمت السندريلا مع الزعيم عددًا أكبر من الأفلام كانا سيشكلان "دويتو" رائع.
وأضافت فى تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن عادل إمام أخد اتجاه الكوميديا أما السندريلا فهى ممثلة كل الأدوار، واجتماعهما معا أضاف لهما؛ فكل منهما فنان كبير وعلم من أعلام السينما المصرية.
وأكدت موريس، أن أعمال الثنائى أضافت أكثر لعادل إمام، لأنه قدم ألوانًا مختلفة عما يقدمه مثل الدراما المأسوية الموجودة فى فيلم "حب فى الزنزانة"، وهذه ليست الأفلام المفضلة لدى الزعيم ولا الأكثر عدداً فى تاريخه ولا الاختيار الأول أو الثانى له، مشيرة إلى أن عادل إمام اختار الطابع الكوميدى رغم قدرته على أداء التراجيدي.
وأوضحت الناقدة الفنية، أنه كان سيكون من الصعب ألا نجد أفلامًا لسعاد حسنى مع عادل إمام فتاريخه كان سيتأثر والعكس.
وفيما يتعلق بأفلام السندريلا مع أحمد زكي، فأشارت إلى أنها مهمة بالنسبة للاثنين معًا؛ فهما من أكثر ممثلى السينما تفردا وقيمة وقدرة على الإبداع فى أى عمل يقدماه، والإبداع مسألة لها تفرد لا نستطيع حسابه أو مقارنته بأى فيلم آخر؛ فرغم وفاة السندريلا والنمر الأسود إلا أننا لا نزال نتذكرهما ونشاهد أفلامهما، وهناك أدوار نقول عند مشاهدتها "لو كان أحمد زكى اللى عمل الدور ده"، وكذلك السندريلا، والاثنان كان لديهما الكثير ليقدماه، ولكن القدر منعهما من ذلك.
محمد الزلباني: السندريلا ساهمت فى نجاح أحمد زكى وتغيير لون عادل إمام
بينما قال الكاتب الصحفى والناقد الفني محمد الزلباني، إن أعمال سعاد حسنى مع أحمد زكى وعادل إمام كانت رائعة بامتياز؛ فاللون الفنى الذى قدمته مع عادل إمام خاصة فيلمى حب فى الزنزانة والمشبوه، يختلف عن مسيرة الزعيم كفنان، فهو لون وإيقاع هادئ، أثر فى تاريخ النجمين.
وأشار فى تصريح خاص لـ "دار الهلال"، إلى أنه إذا حذفنا أعمال سعاد مع الزعيم لن يقلل من تاريخها وجماهيريتها لأنها قدمت أعمالا أخرى وكانت نجمة قبل ظهور عادل إمام.
وأضاف أن أعمال سعاد حسنى وأحمد زكى شهدت كيمياء من نوع خاص، مقارنة بأعمالها مع الزعيم؛ فالاثنان يتشابهان فى الأداء، أما عادل إمام فجاء من منطقة لا تعتمد على الإحساس عكس أحمد زكي؛ فالسندريلا والنمر الأسود يعتمدان على الإحساس فى تمثيلهما ولذلك الكيمياء بينهما كانت قوية.
وأكد الزلباني، أن أحمد زكى وعادل إمام استفادا كثيرا من العمل مع سعاد حسنى وليس العكس؛ فهى نجمة وتتصدر الأفيش منذ حسن ونعيمة، وكان التوزيع الخارجى باسم سعاد حسني.
وأوضح الناقد الفني، أن عادل إمام استفاد كثيرا من أعماله مع سعاد حسني، فتعددت ألوانه الفنية، ولم نتخيل فى وقت من الأوقات أن يقدم عادل إمام رومانسية هادئة مثل التى شاهدناها فى "حب فى الزنزانة"، و"المشبوه"، مع المخرجين سمير سيف ومحمد فاضل.
يذكر أن الفنان الراحل أحمد زكي كتب نعيًا للفنانة سعاد حسني بعد وفاتها جاء كالتالي: